ما زالت أزمة عبور الشاحنات على الحدود اللبنانية - السورية تتفاعل على المستويين السياسي والنقابي. وقالت مصادر مطلعة لپ"الحياة"ان الجانب اللبناني قدم امس ثلاثة مقترحات خطية لإيجاد"حل جذري"للمشكلة قبل ان تحمل الجانب اللبناني"قسماً كبيراً"من مسؤولية العرقلة. ومن المقرر ان يجتمع المدير العام للجمارك السورية باسل صنوفة مع نظيره اللبناني اسعد غانم غداً في منطقة المصنع الحدودية بهدف"دراسة اجراءات تبسيط الإجراءات الناتجة من ضغط الشاحنات المتوقفة في نقطة العبودية - الدبوسية"شمالاً. وعلمت"الحياة"ان غانم بحث امس ثلاثة مقترحات هي"السماح للشاحنات المحملة بالفوسفات والحصى والرمل بالمرور عبر العبودية خلال الليل، والسماح للشاحنات بمختلف البضائع من العبور عبر نقطة العريضة بصورة استثنائية، وتمديد ساعات العمل والدوام الليلي من الواحدة الى السادسة صباحاً". وقال مسؤول سوري لپ"الحياة"ان"الجواب السوري سيكون ايجاباً على هذه المقترحات"، مشيراً الى ان"المفتشين يقومون بأقصى ما يمكن لمنع توقف الشاحنات اذ ان نحو 170 شاحنة عبرت امس الحدود في قافلتين". من جهة اخرى، قال صنوفة ان اتصالات أجريت امس مع السلطات العراقية لحل مشكلة شاحنات سورية"منعها قراصنة عراقيون من العودة الى سورية". وأوضح:"ان عملية قرصنة وابتزاز ادت الى توقف شاحنات عربية وسورية ولبنانية من العودة"، مشيرة الى ان بعض التقديرات وصلت الى ان نحو 1200 شاحنة"متوقفة على الحدود". وكان وزير المال اللبناني جهاد أزعور والمدير العام للجمارك العميد اسعد غانم بحثا عن نقاط عبور إضافية عند الحدود الشمالية بهدف تخفيف الضغط عن معبر العبودية، والعمل لتسهيل مرور السيارات والمسافرين قبل الوصول إلى النقاط الجمركية اللبنانية عند هذه الحدود، فضلاً عن إيفاد المدير الإقليمي للجمارك في الشمال يومياً إلى هذه المعابر والنقاط لمعاينة الوضع ميدانياً والوقوف عند آخر المستجدات. وتم الاتفاق خلال اجتماع عقد للبحث في موضوع أزمة المعابر الحدودية عند نقطتي العبودية - الدبوسية والعريضة الشماليتين، وفي الوسائل المناسبة للمساهمة في حل الأمور العالقة عند هذه النقاط، على متابعة الموضوع على مدار الساعة مع مختلف الجهات المعنية في لبنان وسورية من خلال الاتصالات التي تجرى واللقاءات التي ستعقد بين الجانبين في الأيام القليلة المقبلة. وخلال اللقاء اتصل أزعور بنظيره السوري محسن الحسين وبرئيس المجلس الأعلى اللبناني - السوري نصري خوري من اجل تنسيق المواقف لإيجاد مخرج مريح للأزمة الحدودية. وفي الإطار نفسه، أكد وزير الصناعة بيار الجميل أن أزمة الحدود مع سورية ينبغي أن تحل في إطار عمل مؤسساتي يرسي علاقات جديدة بين البلدين، داعياً إلى البحث عن بدائل للشحن البري من خلال خطوط بحرية. وفي الإطار النقابي، وعلى رغم الضجة التي خلّفها موضوع توقيف الشاحنات، نفى رئيس نقابة أصحاب الشاحنات المبردة موسى أبو عجوي وجود"أزمة لمرور الشاحنات على طريق المصنع - جديدة يابوس". كلام أبو عجوي جاء خلال جولة للإعلاميين على الشاحنات التي تعبر الحدود اللبنانية - السورية بين المصنع وجديدة يابوس، يرافقه نقيب المزارعين والفلاحين إبراهيم الترشيشي الذي أكد انه"لا توجد أزمة على الحدود، لكن الأمر ليس بالطبيعي كما كان سابقاً، قبل الأزمة الأخيرة". وكانت نحو مئة شاحنة وصلت صباح أمس إلى نقطة المصنع أوقفت في انتظار السماح لها بالعبور، في حين أكد سائقو الشاحنات المتوقفة أنه سمح فقط بمرور الشاحنات المتوقفة منذ أول من أمس. ووضع رئيس جمعية الصناعيين فادي عبود"هذا التأخر في إطار التأخر اللوجستي، وليس له أي أسباب سياسية أو أي شيء آخر". كما عقد اجتماع في مبنى الأمن العام اللبناني في المصنع بين لجان لبنانية - سورية مشتركة، شارك فيه ضباط من الأمن العام اللبناني والسوري ومسؤولون من الجمارك من البلدين. وخصص لتفعيل وضع العمل بين لبنان وسورية. واتفق المجتمعون على انشاء مكتب للعاملين على الحدود السورية وآخر على الحدود اللبنانية، لمراقبة حركة مرور العمال على الجانبين.