تشهد المعابر البرية بين لبنان وسورية حالاً من المد والجزر. ووصفها نقيب مالكي سيارات الشحن في لبنان شفيق القسيس الذي جال امس، على الحدود الشمالية عند نقطة العبودية في عكار، واطلع على سير العمل، بانها"أزمة لا ترسو على حال معينة، فهي تفرج في الشمال تارة وتعرقل في البقاع، وبالعكس". وأشار الى ان"الاضرار اللاحقة بأصحاب الشاحنات والبرادات والمزارعين بالغة، وهي لا تقتصر فقط على اللبنانيين بل تطاول ايضاً المواطنين في الدول المجاورة"، مطالباً"بضرورة معرفة الاسباب، لأن الأزمة والأذية تلحق بالشعب السوري والعراقي والاردني". وقال:"كنا ننقل طن الترابة الى العراق بستة عشر دولاراً، اما اليوم فقد ارتفعت هذه التسعيرة الى 35 دولاراً". ودعا المسؤولين الى"وضع المعالجات الجذرية لهذه المشكلة التي تهدد الناس في أرزاقهم". وكان مراسل وكالة "فرانس برس" رصد امس, نحو 250 شاحنة تنتظر المرور في جديدة يابوس على رغم نجاح ما بين 80 و100 شاحنة في العبور يومياً كما اكد للوكالة عامر حمود مخلص معاملات في الجمارك اللبنانية. وعزا استمرار الازمة الى كثرة الشاحنات وبطء اجراءات التفتيش عند الحدود السورية. والتقى رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة المدير العام للجمارك العميد اسعد غانم في حضور الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع المكلف من قبل السنيورة متابعة الموضوع اللواء سعيد عيد. ووضع العميد غانم السنيورة"في صورة الوضع عند الحدود وخصوصاً في منطقة المصنع - الجديدة، حيث عبرت الاثنين 97 شاحنة وكان في الانتظار 134 شاحنة. ونلاحظ من الارقام ان عدد الشاحنات الذي في الانتظار يتدنى". واكد أن"التواصل مستمر مع الجهات الجمركية في سورية حتى نجد الحلول اللازمة". واكد ان"على الحدود الشمالية لم يعد هناك أي شاحنة، وكان وصل عدد الشاحنات المنتظرة على هذه الحدود الى 700 شاحنة وحالياً لا يوجد أي شاحنة والوضع جيد جداً. وكذلك بالنسبة الى معبر العريضة". الى ذلك، أكد البطريرك الماروني نصرالله صفير ان لا مجال في لبنان لپ"فيديرالية الطوائف". ونبّه صفير أمام وفد من مخيم شبابي من مطامع اسرائيل التي"تعتقد ان عندها القوة التي تمكنها من السيطرة على سواها". وأكد وجوب أن تكون كل الدول مستقلة"فلا تكون هناك دولة تسيطر على دولة ولا تختلس سيادة او استقلال دولة سواها وهذا ما عانينا منه واستعاد لبنان استقلاله الى حد ما ونأمل ان يحافظ اللبنانيون على هذا المكسب وان يعيشوا مع جيرانهم في أحسن علاقة، أما الدولة الاسرائيلية فهي حتى الآن أظهرت انها دولة عدوة". وشدد على العلاقة التي تحكم لبنان بسورية جغرافياً وتاريخياً وقال:"نحن لا يمكننا ان نبدل الدار ولا ان نبدل الجار، جيراننا هم السوريون ومحكوم علينا ان نعيش معهم في حال وفاق وتعاون ومحبة. الآن يقفلون الحدود من وقت لوقت لأن وضعهم تغير بالنسبة الى لبنان, وعلينا أن نطيل البال ونسعى الى حلحلة هذه الأمور بحيث تستقيم وكل بلد يدبر أموره بذاته على اساس الحرية والقرار الحر والاستقلال".