تواصل أمس، دخول الشاحنات التي كانت متوقفة على الحدود اللبنانية - السورية، إلى الأراضي السورية عبر نقطة المصنع، وان بوتيرة بطيئة. ودخلت ظهر أمس جميع الشاحنات والبرادات المتوقفة عند جديدة يابوس إلى نقاط الجمارك السورية. وكشف وزير المال جهاد أزعور عن"محادثات تجرى مع الحكومة السورية لزيادة عدد المفتشين على الحدود، للسماح بمرور المزيد من الشاحنات التي تأتي من لبنان إلى سورية من دون التسبب في أي تعطيل"، مؤكداً أن"زيادة العدد ستسمح بمرور ما بين 200 إلى 250 شاحنة يومياً عبر الحدود السورية". في حين أكد مفتش سوري إن"الطريق عند معبر العبودية ضيق ولا يسمح سوى بمرور شاحنة واحدة"، مضيفاً:"نحن نبذل قصارى جهدنا لتفتيش الشاحنات والتحقق من بطاقات الهوية والسماح بمرور الشاحنات بأسرع ما يمكن". وانتقد المفتش السلطات اللبنانية لعدم قيامها بتجهيز الطريق كما اتفق البلدان منذ عامين. واعتبر النائب بطرس حرب بعد زيارته رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أن"الرئيس السنيورة تمكن وحكومته من فتح ثغرة في جدار العلاقات اللبنانية - السورية المتأزمة نتيجة التطورات السياسية بين البلدين، والتي قد تشكل الخطوة الأولى على طريق ترميم هذه العلاقات في شكل يختلف عن الماضي ويحترم سيادة لبنان واستقلاله وقراره الوطني الحر ويؤمن مصلحة الشعبين". وأضاف أن"الأزمة على الحدود ليست نتيجة أخطاء أو سوء ممارسة الحكومة اللبنانية أو لبنان، الأزمة على الحدود ناتجة عن قرار سوري من الحكومة السورية، وبالتالي هناك أزمة نتيجة هذا القرار". وطالب حرب كل القوى السياسية في لبنان، بپ"موقف وطني لمساندة الحكومة اللبنانية لمواجهة هذه الأزمة، وليس انتقاد الحكومة اللبنانية وكأننا نحن مع التدبير السوري، ونعتبر أن ليس هناك من مسؤولية من الجانب السوري إنما المسؤولية على الحكومة اللبنانية". وذكّر حرب ب"أن الحالة التي نشكو منها اليوم هي نتيجة التطورات السياسية ونتيجة خروج سورية من لبنان وما ترك هذا الخروج من انعكاسات على العلاقة اللبنانية - السورية وهذا الأمر يجب أن نتحمله لأنه يشكل جزءاً من عملية تحرير لبنان واستعادة الإرادة الوطنية الحرة"، متمنياً"على الأخوة السوريين أن يأخذوا في الاعتبار أن لبنان ليس عدواً لسورية وأن مطالبة الشعب اللبناني باستعادة سيادته ليس مطلباً ضد سورية". وفي الإطار نفسه، اعتبر الرئيس السابق لجمعية الصناعيين اللبنانيين جاك صراف أن"مشكلة الحدود اللبنانية - السورية ليست مشكلة حدود بل مشكلة وضع حدود سياسية في التعامل بين لبنان وسورية". وأكد أن"رجال الأعمال اللبنانيين والمصدرين يهمهم أمن سورية مثل أمن لبنان وهم على استعداد لتأمين شركات مراقبة دولية لختم البضائع المصدرة من لبنان إلى سورية مع العلم أن بضائع الترانزيت ترافق حتى الحدود السورية - العراقية أو السورية - الأردنية". وعقد أمس اجتماع في مركز إدارة الجمارك السورية في الدبوسية، حضره مسؤولو مركز الجمارك السورية والمدير الإقليمي للجمارك اللبنانية في الشمال جوزيف داود ورئيس مركز الجمارك اللبناني في العبودية انطوان معوض ورئيس شعبة الجمارك اللبنانية في العبودية النقيب جوزيف سكاف، وذلك للبحث في كيفية تسريع آلية عبور الشاحنات. وكان بلغ عدد الشاحنات العابرة لنقطة الحدود اللبنانية - السورية في العبودية - الدبوسية أمس، نحو 200 شاحنة، ما عزز الاعتقاد بقرب انفراج الأزمة. ويعقد عند العاشرة من صباح اليوم اجتماع موسع في منطقة المصنع يحضره مسؤولو الجمارك في البلدين.