ذكرت مصادر اسرائيلية وفلسطينية ان وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز ووزير الشؤون المدنية الفلسطيني محمد دحلان قررا تشكيل لجان مشتركة لتنسيق الانسحاب من قطاع غزة، خلال لقاء استمر نحو اربع ساعات مساء اول من امس في تل ابيب. كما اعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات انه تقرر خلال لقاء بينه وبين مستشار رئيس الوزراء الاسرائيلي دوف فايسغلاس في القدس مساء اول من امس تفعيل عمل اللجان المشتركة لحل مسألة المعتقلين و"المطلوبين"والمبعدين وتسليم المدن في الضفة الغربية الى الفلسطينيين. واضاف:"اتفقنا على ان التعاون في كل هذه الامور يجب ان يستأنف بأسرع وقت، ووعد الفلسطينيون بتحمل مسؤولياتهم". وقال انه اكد لفايسغلاس ضرورة ان توقف اسرائيل انشطة الاستيطان وبناء الجدار الفاصل في الضفة. وأكد عريقات انه تم بحث"امكان عقد لقاء مرتقب بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابو مازن ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، لكن لم يحدد الموعد بعد". شارون يعلن التأجيل قريبا من جهة اخرى، اعلنت مصادر قريبة من شارون امس ان الاخير سيعلن في الايام المقبلة تأجيل الانسحاب من قطاع غزة لمدة ثلاثة اسابيع، وذلك بعدما اوصى وزير الدفاع شاؤول موفاز بالتأجيل الى 15 آب اغسطس بعدما كان مقررا اصلا في 20 تموز يوليو المقبل. واعلن الرجل الثاني في الحكومة، زعيم حزب العمل شمعون بيريز في حديث مع الاذاعة العسكرية امس تأييده"تأجيل الانسحاب اسبوعين"اذا اعتبر الجيش ان ذلك لن يؤثر على الانسحاب بحد ذاته. وكان شارون لمح مطلع الاسبوع الى انه يوافق على التأجيل احتراما لاعتبارات دينية، اذ يتزامن 20 تموز يوليو مع فترة حداد تستمر ثلاثة اسابيع لرجال الدين اليهود احياء"لذكرى تدمير الهيكل"بحسب المعتقدات الدينية اليهودية. وسيعلن قرار التأجيل بعد مشاورات هاتفية بسيطة مع الوزراء المعنيين. حاخاما اسرائيل واستخدام القوة في غضون ذلك، دعا حاخاما اسرائيل الكبيران امس المستوطنين الى عدم مواجهة خطة اخلاء مستوطنات غزة والضفة بالقوة. وقال حاخام الاشكيناز الكبير يونا ميتزغر للاذاعة الاسرائيلية:"يجب تجنب اعمال العنف بأي ثمن"، داعيا"غالبية المستوطنين التي تحترم القوانين الى التأثير على الاقلية"التي يمكنها ان تنتهك هذه القوانين. كما طلب من القوى الامنية الأخذ بالاعتبار مشاعر الناس"عندما يتعلق الامر باقتلاعهم من اراضٍ يعيشون فيها منذ ثلاثين سنة". من جهته، اعتبر حاخام السفارديم الكبير شلومو عمار ان حصول الانسحاب وفق ما هو مقرر"يعني كما هو الامر في كل شيء، انه تنفيذ لارادة الله". وقال في حديث الى اذاعة الجيش الاسرائيلي ان الشعب اليهودي"عرف صعوبات اكبر". ويستعد اليمين المتشدد والمستوطنون لتظاهرات جديدة احتجاجا على الانسحاب. ودعا بعض حاخامات المستوطنات الجنود وعناصر الامن الى عدم تنفيذ اوامر الاخلاء. الى ذلك، افاد استطلاع للرأي امس ان غالبية المستوطنين لا تفكر في معارضة الانسحاب من غزة. وذكر الاستطلاع الذي نشرت نتائجه صحيفة"يديعوت احرونوت"ان 64 في المئة من الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع لا ينوون معارضة اخلاء المستوطنات، في مقابل 33 في المئة يقولون انهم مستعدون للمعارضة ولم يدل الآخرون برأيهم. واشار 4 في المئة فقط الى انهم ينوون مواجهة اخلاء المستوطنات بالقوة. وقال 49 في المئة من الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع ان"رأي القيادة العسكرية التي تأمر بالاخلاء اكثر اهمية من رأي حاخامات المستوطنات الذين يعارضونه"، في حين رأى 39 في المئة عكس ذلك.