كثفت الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان"من اتصالاتهما لتسريع تنفيذ اتفاق السلام في جنوب البلاد بعد الاحباط الداخلي والانتقاد الخارجي لتباطئهما في ترجمته، واعلنت الخرطوم امس ان رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الفا عمر كوناري سيصل الى البلاد الاسبوع المقبل للاتفاق على موعد لاستئناف المحادثات بين الحكومة ومتمردي دارفور وانها لا تمانع في زيادة عدد القوات الافريقية في الاقليم الى ستة آلاف لحفظ الامن. وقال عضو وفد الحكومة الى المحادثات مع"الحركة الشعبية"امين حسن عمر ان النائب الاول للرئيس علي عثمان محمد طه تلقى اتصالاً هاتفياً من زعيم الحركة جون قرنق تشاورا خلاله في شأن تنفيذ اتفاق السلام الذي وقعاه قبل 73 يوماً وعزا بطء ترجمة الاتفاق الى تأخر وصول وفد من الحركة سيشارك في لجنة لصوغ دستور انتقالي مشيراً الى ان الوفد يصل الى الخرطوم الاسبوع المقبل. وقلل عمر من انتقاد المعارضة ضعف تمثيل القوى السياسية في لجنة صوغ الدستور ورأى ان ذلك"حجة ضعيفة"موضحاً ان العبرة ليست بالارقام وانما بالرأي لأن شخصاً واحداً يمكن ان يعبر عن موقف الحزب، مشيراً الى ان الحزب الحاكم سيشرك جزءاً كبيراً من منظمات المجتمع المدني ضمن نسبته في اللجنة 52 في المئة. وفي سياق متصل شهد اجتماع تحضيري لمؤتمر يعقد للمانحين في اوسلو في الشهر المقبل لتوفير تمويل لاحتياجات السلام في السودان جدلاً ساخناً بين ممثلين عن الحكومة والمانحين الذين انهوا جولات ميدانية في الولاياتالمتحدة وطالبوا الحكومة بالاعتماد على مواردها الذاتية لمقابلة احتياجات التنمية. وشدد ممثلو الحكومة على ضرورة اخذ المجتمع الدولي بالاولوية ومراعاة التوازن عند توزيع الدعم خصوصاً وان 60 الى 70 في المئة من المعونات خصصت الى دارفور على رغم حاجة شرق البلاد الى مساعدات مضاعفة. وقال بيان من الاممالمتحدة في الخرطوم ان المانحين ذهلوا بالاختلافات الواسعة، اذ بلغت الجهود الانسانية في دارفور مداها مع غياب الحل السياسي على النقيض من الوضع في جنوب البلاد الذي يحتاج الى مساعدات عاجلة. الى ذلك قال وزير الدولة للخارجية نجيب الخير عبدالوهاب للصحافيين امس ان رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الفا عمر كوناري سيصل الى الخرطوم الاسبوع المقبل لاجراء محادثات مع الرئيس عمر البشير ونائبه الاول علي عثمان محمد طه بهدف تحديد موعد لاستئناف المفاوضات بين الحكومة ومتمردي دارفور في ابوجا والتشاور في نتائج زيارة وفد مشترك من الاتحاد الافريقي والاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي دارفور اخيراً وتقوية الدور الافريقي في الاقليم والتحركات الجارية في مجلس الامن في شأن السودان. وفي شأن اعتزام الاتحاد الافريقي نشر نحو ستة آلاف جندي في دارفور لحفظ الامن وحماية المدنيين، قال عبدالوهاب ان حكومته اتفقت مع الاتحاد على نشر اربعة آلاف جندي، وصل الى الاقليم اقل من نصف عددهم، ولا تمانع في نشر المزيد ان رأت ان ذلك ضرورياً. واتهمت الحكومة امس متمردي دارفور بالهجوم على قافلة اغاثة تابعة الى وكالة المعونة الاميركية ما أدى الى اصابة موظفة اميركية بين منطقتي نيالا وكاس في جنوب دارفور. ودانت وزارة الخارجية في بيان الهجوم ووعدت بالتحقيق في الحادث. لكن وزير الشؤون الانسانية ابراهيم محمود اتهم المتمردين وقال ان حكومته أبلغت الاتحاد الافريقي بذلك، ودعا المجتمع الدولي الى ايقاف الاشارات السالبة التي يرسلها الى المتمردين والضغط عليهم لمنع اعتدائهم على قوافل الاغاثة وموظفيها.