عثرت الشرطة السويدية ليل أول من أمس على القائم بالأعمال الليبي السيد عبدالسلام الطومي مشنوقاً في شقته في ضاحية سولنا في العاصمة استوكهولم. وبعدما رجحت الشرطة في بداية الأمر انتحار الطومي، عادت وقدمت تحليلاً آخر بناء على معطيات ظهرت بعد الكشف على الجثة، مشيرة الى وجود آثار كدمات عليها. وقال الناطق باسم الشرطة كريستر برشون"نصنف الحادثة بأنها عملية قتل أو قتل غير متعمد"، من دون الاشارة الى متهم معين. وكان اثنان من العاملين في السفارة الليبية حاولا الاتصال بالقائم بالأعمال مساء الثلثاء ولم يجب على الهاتف، مما أثار قلقهما فقصداه في شقته في شارع هاغالوندسغاتان في ضاحية سولنا فوجداه مشنوقاً في بهو الشقة. وأبلغت السفارة الليبية شرطة العاصمة التي حضرت الى مكان الحادث فوراً وباشرت التحريات. فتبين في المعلومات الأولية ان الطومي كان مشنوقاً لساعات عدة وباب الشقة كان مقفلاً من الداخل، مما دفع الشرطة الى الاعتقاد بأنه انتحر. لكن بعد الاستماع الى افادة الجيران والعاملين في السفارة الذين أجمعوا على أنه كان رجلاً سوياً ولا يعاني من مشكلات نفسية، كما أنه متزوج ولديه ثلاثة أولاد يقيمون في ليبيا، وسّعت الشرطة دائرة الاحتمالات ولم تستبعد أن يكون تعرض لعملية قتل. وقال الناطق باسم الشرطة:"وجدنا بعض المعطيات المثيرة للشكوك، منها ظهور علامات أذى على الجثة". وتم ارسال الجثة الى مشرحة الطب الشرعي في سولنا للتحقق من كيفية الوفاة. ويفترض أن يصدر الطبيب الشرعي تقريره اليوم الخميس. وأكدت الشرطة بعد اجراء مسح جنائي للشقة انه تبين لها عدم وجود آثار لعراك، مما أثار التساؤل عن احتمال قتله خارج شقته واعادته اليها بوضعية الشنق أو انتحاره. وأشارت تحليلات عدد من الاخصائيين السويديين في الارهاب الى احتمال تورط تنظيم"القاعدة"أو منظمة أخرى معارضة للنهج الليبي الجديد، بالجريمة. إلا ان الشرطة السويدية رفضت الخوض في هذه التحليلات الى حين ظهور نتائج التحقيقات. وارسل الطومي الى السويد عام 2001، ويعرف عنه وعن بقية العاملين في السفارة الليبية انهم يتجنبون بناء علاقات واسعة حتى مع ديبلوماسيين من دول أخرى. ويُذكر ان السويد طردت مطلع العام قنصلاً في السفارة الليبية بعد الاشتباه في ضلوعه في عمليات تجسس واسعة على طالبي لجوء ليبيين. والطومي كان أول الاشخاص الذين طلبت منهم الخارجية السويدية العمل على ايقاف القنصل الليبي المطرود عن مهماته التي تتعارض وعمله الديبلوماسي. إلا أن الطومي أعرب للخارجية السويدية بعد مدة انه ليس في استطاعته طرد القنصل لأنه مدعوم من الاستخبارات الليبية. وبحسب المعلومات المتوافرة، انتقل الطومي الى شقته الحالية التي تتألف من غرفتين مطلع العام وهو استأجرها من طبيب سويدي كان يعيش فيها لوحده. وأفاد جار الطومي، اجوبي امجدي، انه لم يسمع أي صوت عراك أو تصرفات أخرى تثير الريبة. وأكد ان جاره"كان رجلاً لطيفاً للغاية وكان يلقي علينا التحية كلما صادفناه". وأكدت الشرطة ان السفارة الليبية والقائم بالأعمال لم يتلقيا تهديدات مسبقة من أحد، وهذا ما أكده زملاء الطومي أيضاً.