قال الرئيس محمود عباس انه يسعى الى عقد لقاء ذي مضمون مع رئيس الحكومة الاسرائيلية آرييل شارون. وكشف انه يجري مشاورات حثيثة لتشكيل حكومة جديدة تلبية لمطالب المجلس التشريعي. وشدد على ان اللاجئين الفلسطينيين ضيوف موقتون في لبنان وهم تحت القانون وليسوا فوقه، مشيراً الى اتصالات مع الحكومة اللبنانية. وقال عباس في مؤتمر صحافي عقده في مقر الرئاسة في غزة في وقت متقدم من ليل السبت - الاحد انه لا يرغب في عقد قمة فاشلة او قمة للعلاقات العامة مع شارون، بل يسعى الى عقد قمة ذات مضمون. واضاف انه ليس لديه مانع في عقد القمة من حيث المبدأ في أي مكان وزمان، معتبراً أن المهم ان يتم التحضير جيداً لهذه القمة"حتى لا يكون اللقاء عائماً، ما يعني ان ندخل ونخرج بكلام غير مفهوم وغير واضح". واشار الى"اهمية اللقاءات واستمرار عقدها على كل المستويات مع الجانب الاسرائيلي"، لافتاً الى انه"كانت هناك قمة لم نصل فيها الى قضايا محددة"، في اشارة الى الفشل الذريع الذي منيت به القمة التي عقدها الزعيمان في 21 حزيران يونيو الماضي. الأسرى والمبعدون والانسحاب وشدد على ضرورة ان يعالج اللقاء قضايا ملحة وحساسة مثل قضية الاسرى والمعتقلين، مجدداً الموقف الفلسطيني الداعي الى ايجاد لجنة تحدد مواصفات اخلاء سبيل الاسرى بوضوح"بحيث نعرف من الذي سيطلق ومتى". واضاف انه يجب معالجة الكثير من القضايا من بينها"قضية انسحاب قوات الاحتلال من المدن الفلسطينية بحيث يكون واضحاً كيف ستكون هذه الانسحابات ومتى ستنتهي"، اضافة الى"قضية المبعدين ومتى ستستكمل عودتهم بعد أن عاد 20 منهم"، في اشارة الى عشرات الفلسطينيين الذي أبعدتهم اسرائيل من الضفة الغربية الى قطاع غزة خلال السنوات الثلاث الماضية. واعتبر انه"عندما يتم الترتيب لهذه القمة سنكون جاهزين"، مشيراً الى ان الجانب الفلسطيني تقدم بمجموعة مطالب الى الجانب الاسرائيلي في الكثير من القضايا ولم تصله أي اجابات حتى الآن. الحكومة الجديدة وبالنسبة الى الحكومة الفلسطينية المنوي تشكيلها بدلاً من الحالية في استجابة لمطلب المجلس التشريعي قبل اسبوع، كشف عباس انه يجري اتصالات حثيثة مع"الاخوة والجهات المسؤولة حتى تتمكن من تلبية طلب المجلس التشريعي واعادة تشكيل الحكومة أو تشكيل حكومة جديدة". واضاف:"لا أعتقد أنه يمكن خلال يومين ان نصل الى نتيجة، لكننا في صدد البحث المستمر للتوصل الى حل لهذا الموضوع". ورداً على سؤال ل"الحياة"عن ملف مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وسلاحها، كشف عباس انه اجرى اتصالات مع لبنان وجهات عربية ودولية لتأكيد مسألتين مهمتين، اولهما ان"الفلسطينيين لا يتدخلون ولن يتدخلوا في الشؤون اللبنانية الداخلية". واضاف:"نحن نعتبر أنفسنا ضيوفاً موقتين في لبنان وتحت القانون وليس فوقه"، مشيراً الى ان السلطة طلبت من"الاخوة في لبنان ان يساعدوا اخوتهم الفلسطينيين على العيش". وزاد:"طالبنا أن يكون لنا تمثيل واضح، أي فتح سفارة في بيروت من أجل استمرارية هذا التعاون". واشار الى"اتصالات مع الحكومة اللبنانية ووجدنا ترحيباً منها". معبر رفح وفي شأن معبر رفح الحدودي، وهو المنفذ الوحيد لقطاع غزة على العالم الخارجي الذي اغلقته اسرائيل في السابع من الشهر الماضي، جدد عباس موقف السلطة الرافض اي وجود اسرائيلي فيه، مطالباً بأن يكون المعبر فلسطينياً - مصرياً مع وجود طرف ثالث اوروبي او اميركي او غير ذلك، وان يكون مخصصاً للافراد والبضائع المصدرة من القطاع. واشار الى"عدم ممانعة السلطة ان تمر البضائع المستوردة عبر معبر كرم ابو سالم كيرم شالوم لتطبيق بروتوكول باريس الاقتصادي". ولم يشر الى اين وصلت المفاوضات مع اسرائيل في هذا الشأن، لكن مصادر فلسطينية تتحدث عن قرب حل مشكلة المعبر في غضون ايام. ولفت الى ان مصر ومنسق اللجنة الرباعية الدولية جيمس وولفنسون يعملان على حل مشكلة المعبر، وقال:"الى ان يتم حل المشكلة هناك حاجة لفتح المعبر لحاجات انسانية"، في اشارة الى المرضى والطلاب والدارسين خارج البلاد او العاملين والمقيمين في دول عربية وأجنبية. ورفض عباس الاجابة في شكل واضح ومباشر على سؤال يتعلق برواية نائب رئيس الوزراء، وزير الاعلام الفلسطيني نبيل شعث الذي نقل على لسان الرئيس جورج بوش قوله ان الله كلفه شن حرب على افغانستان والعراق والعمل على اقامة دولتين"فلسطين الى جانب اسرائيل. وقال عباس:"لم نسمع من الرئيس بوش منذ نيسان ابريل 2002 عندما اعلن رؤيته لدولتين، سوى انه يسعى الى اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة ومتصلة ومستقلة تعيش جنباً الى جنب مع اسرائيل". واضاف:"منذ ذلك الوقت ونحن نسمع من الرئيس بوش والمسؤولين الاميركيين تصريحات عن هذه الرؤية تحديدا، ليس أكثر أو أقل، ولم نسمعه يربط هذه الرؤية باعتبارات دينية او غير دينية، فهذا ما قاله وهذا ما سمعته منه، وما عدا ذلك ليست لنا علاقة به". وفي ما يتعلق بالاوضاع الداخلية وفوضى السلاح والتوتر الاخير مع"حماس"، اعتبر عباس ان"هذه المظاهر مخالفة للاتفاق مع الفصائل وبيان لجنة المتابعة"العليا للقوى الوطنية والاسلامية الذي دان اطلاق النار والقذائف على مراكز الشرطة في الصدامات التي وقعت بين انصار الحركة والشرطة الاسبوع الماضي. وقال:"قلنا لا للمظاهر المسلحة والبنادق والاقنعة او غيرها في الشوارع حتى يعيش المواطن حياة آمنة مطمئنة، فمثل هذه المظاهر مرفوض وغير مقبول ونحن سنعالجه من خلال فرض النظام بما لا يؤذي المواطن او غيره". واضاف ان احداً لم يشذ عن هذا الاتفاق، مشيراً الى ان"تجاوزات تخرج من هنا وهناك، ولا بد ان تنتهي وألا تتكرر". اما في ما يتعلق بالتبرع الذي قدمته الامارات العربية المتحدة بقيمة 100 مليون دولار لاقامة مدينة سكنية باسم الشيخ خليفة بن زايد على انقاض ما كان يوماً مستوطنة"موراغ"شمال مدينة رفح، فوصف عباس ذلك بأنه"لفتة كريمة من الامارات، وهي ليست الاولى من نوعها ... فالامارات لها بصمات من رفح جنوبا وحتى جنين"شمال الضفة. مشروع سكني إماراتي وكان وزير الثقافة والاعلام الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وعباس وضعا اول من امس حجر الاساس للمشروع السكني الذي سيقام على انقاض المستوطنة وسيستغرق تشييده خمس سنوات ويضم 736 شقة تأوي 25 الف فلسطيني يعيشون في المنطقة التي تعتبر من اكثر المناطق كثافة سكانية في العالم. وشدد الوزير الاماراتي في كلمته على اهمية الوحدة بين الفلسطينيين، وتعهد مواصلة دعمهم في سبيل اقامة دولتهم. وقال:"التوافق الداخلي هو اساس صلابة الموقف الفلسطيني ووحدتكم هي الرافعة لقضيتكم. ان وحدتكم الوطنية اغلى ما تملكون فلا تفرطوا بها، ان معركة البناء والتنمية التي تنتظركم تتطلب منكم جهدا واصرارا كبيرين، ونحن متأكدون انكم ستقطفون ثمارها حتى تحقيق اغلى آمالكم وطموحاتكم. وفي الختام ونيابة عن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد أؤكد لكم وقوفنا الى جانبكم مساندين لكم، كما كنا دائما في عملية التحرير والتنمية والبناء حتى اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".