البطولة العربية لكرة القدم اسم عريق امتدّ لسنوات طويلة، وإن تغيرت الأسماء من حين إلى آخر، حتى أقرّ الاتحاد العربي الاسم الجديد "بطولة أبطال العرب" بأسلوبها الجديد وجوائزها الأكثر انتعاشاً هذا العام عن سابقه. ولعل الهدف الرئيس الذي وجدت من أجله البطولات العربية هو الالتقاء والتجمّع العربي الأخوي والتنافس الشريف في سبيل تطور الكرة العربية ودخولها المنافسات العالمية بكل ثبات. ولكن الأمر المؤسف هو أن اللقاءات العربية تخرج عن هدفها السامي والنبيل في بعض الأحيان" إذ تحولت بعض اللقاءات العربية إلى أشياء أشبه ما تكون بالمصارعة الحرة. "الحياة" تناولت هذه القضية وبحثت عن الأسباب المؤدية إلى التعصّب والأحداث الخارجة على الروح الرياضية. في البداية تحدث لاعب وسط الأهلي السعودي حسين عبد الغني قائلا:ً "أنا أكثر اللاعبين تضرراً، سواء من حيث الطرد أو الوقف فيما سبق، ولكن امتد الأمر سوءاً إلى أن أرهقني الإعلام كثيراً وألصق بي التهم". وأضاف "أنا لاعب حماسي ولديّ عنفوان ميداني قوي لكنني أربطهما بالروح الرياضية ولن أخرج عنها أبداً، لكن بعض وسائل الإعلام أوجدت فجوة من الشحن لدى كثير من اللاعبين تبعتها تصريحات غير منطقية من بعض مسؤولي الأندية، وهذان سببان كافيان لخروج المباريات عن مجراها وتشويه جمالها". ومن جانبه، أكد مدافع اتحاد جدة المصري إسلام الشاطر أن الإثارة القوية "أدت إلى تعصب اللاعبين الذي تطور إلى التماسك بالأيدي، وهذه ظاهرة خطيرة وتصرف غير محمود، حتى وإن كانت حساسية اللقاء قوية، ولكن يجب ألا تصل إلى هذا المنعطف". وطالب الشاطر الإعلام ب"عدم اتباع أساليب الإثارة غير المحمودة والانسياق خلف التصريحات الخارجة على الروح الرياضية". وفنّد مهاجم الإسماعيلي المصري محمد أبو جريشة الأسباب بقوله: "ثقافة اللاعب إلى جانب عدم الوعي الإداري الناضج، والإعلام عندما يتجرد من حياديته، تبدأ شرارة الشغب بين اللاعبين، وهذا لا يخدم اللاعب نفسه ولا ناديه ولا منتخب بلاده". ومن جهته، أشار مدرب الإسماعيلي المصري الألماني بوكير إلى أن التعصب موجود في كل المسابقات الرياضية في العالم، وقال: "أي حدث رياضي لا بد أن تصاحبه أخطاء وسلبيات، ولكن يحرص المسؤولون على حلها". وتابع "قضية التعصّب والشغب بين لاعبي الأندية والمنتخبات موجودة، ولا يمكن طمسها، ولكن يجب علينا أن ننبذها بقوة إذا امتدت إلى التطاول بالأيدي، حينها لا بد أن تصدر الجهة المعنية قرارات صارمة بحق كل من خرج على الروح الرياضية". ومن جانب آخر، أرجع رئيس المغربي الفاسي أحمد المرنيسي ظاهرة التعصب إلى الحماس الكبير لدى اللاعبين، وأضاف "يزداد هذا الحماس بأهمية المباراة". واستطرد "الإعلام يلعب دوراً في إيجاد هذا الحماس المتوهج الذي يتحول تعصباً قد يضرّ باللاعب وبناديه".