"مهرجانات بيبلوس" تترك المتوسط ... وتراهن على النوعية

تنتقل مهرجانات جبيل بيبلوس هذه السنة من صيغتها المتوسطية التي مزج فيها متعهد الحفلات ميشال الفتريادس بين الشرق والغرب من خلال فنون البحر الأبيض المتوسط، آتياً بأسماء عالمية تارة ووجوه جديدة تارة اخرى، الى صيغة عالمية - شبابية اراد بها المتعهد ناجي باز صيغة تميز مهرجانات جبيل عن شقيقتها في بعلبك وبيت الدين، باستقدام فرق ونجوم عالميين.
وتكون بذلك المرة الثالثة بعد الحرب التي تخلع فيها جبيل صيغة مهرجانات لترتدي صيغة اخرى اذ بدأت مع بداية التسعينات من القرن الماضي باستعادة نمط برنامجها الاصلي في ادارة روميو لحود. ولأن الأوضاع الاقتصادية في لبنان اقتضت التميز، كانت الصيغة الثانية التي تمحورت حول فنون المتوسط، فاستقبلت جبيل وجوهاً جديدة مثل حنين وخوسيه فرنانديز وتانيا صالح...
مع تبدل الصيغ وأنماط الفنون، بدلت جبيل ايضاً أماكن مهرجاناتها، فمن مسرح عائم في ميناء جبيل الى مسرح في قلب قلعتها الاثرية، مروراً بمسرح عائم امام كاسر الموج السنسول للعودة. هكذا تنتقل من لون الى آخر، متميزة عن سائر المهرجانات.
قد تكون مهرجانات جبيل هذه السنة اشبه برهان، خصوصاً انها تعتمد على الشباب كجمهور اساسي، لكن برنامج الحفلات يبدو واعداً يمزج بين فنون مختلفة وتقنيات عديدة حتى ضمن العرض الواحد. فهو يبدأ يوم 22 آب اغسطس بعمل مسرحي فرنسي - تونسي
مشترك بعنوان "أم"، يدور حول حياة الفنانة ام كلثوم، عارضاً الحقبات التاريخية التي عاصرتها الفنانة، وهو عمل اقتبسه الكاتب المسرحي المصري عادل حكيم عن قصة "ام" للصحافي والروائي اللبناني سليم نسيب، ويقدمه عشرة ممثلين باللغتين العربية والفرنسية من خلال كلمات وأغان وحتى مستندات موثقة عبر الفيديو.
وستكون مهرجانات جبيل - بيبلوس الأولى في الشرق الاوسط باستقبالها فرقة الغريغوريين Gregorian التي باعت اكثر من عشرة ملايين ألبوم في العالم بعد ان انشأ المخرج فرانك بيترسون هذه الفرقة التي تنشد اغاني "البوب" الحديثة على وقع ايقاع اناشيد رهبان القرون الوسطى. ويشمل برنامجهم في بيبلوس، يومي 28 و29 آب، أغاني لبينك فلويد وليد زيبلين وفيل كوليتر وايريك كلابتون... كما تقوم الفرقة بتصوير DVD بعنوان Gregorian at Byblos سيوزع في العالم.
في 30 آب يقدم غوتان بروجكت Gotan Project الذي يقوم على ايقاع موسيقى الكترونية لموسيقى ارجنتينية مألوفة، يبدأ اولاً على شاشة كبيرة لتقع في نصف العرض ويظهر الثلاثي الذي يقدمه. بعده مباشرة وفي الحفلة نفسها يقدم ريتشارد دورفمايستر "توسكا" التي تقوم على ادخال التيكنو الى الموسيقى الراقصة عبر استخدام الأوتار الغليظة والايقاعات القوية.
وتختتم المهرجانات مع موسيقى البلوز يوم 7 آب مع بلايند بويز اوف الاباما Blind boys of Alabama الذين نالوا هذه السنة وللسنة الثانية على التوالي جائزة "غرامي" لأفضل ألبوم لموسيقى التبشير الروحاني الكلاسيكي Gospel، وقد اسست فرقتهم سنة 1939 في مركز الاباما للعميان السود. وبعدهم مباشرة يقدم جون مايال البلوز الاوروبي تحت عنوان "جون مايال اند ذا بلوزبرايكرز John Mayal and the Bluesbreakers.