كشف سائق فريق وليامس الالماني رالف شوماخر الذي احرز لقبي جائزتي اوروبا الكبرى وفرنسا الكبرى الاخيرتين في بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا واحد، ان ثقته تعززت بقدرته على احراز لقب بطولة العالم هذا الموسم في ظل تأخره بفارق 11 نقطة فقط عن المتصدر شقيقه سائق فيراري ميكايل 53 في مقابل 64. وقال رالف: "انتظرت فترة طويلة لتتويج طموحاتي في هذه الرياضة، وارى ان الامر غير مستحيل هذا العام". الا انه المح الى ان الامكانات التقنية لسيارة وليامس "بي ام دبليو" لا تتناسب مع مواصفات حلبات سباقات تالية عدة "ما يوجب التركيز الكبير على الاختبارات في الفترة المقبلة من اجل تخطي كل العقبات، وعموماً ارى اننا نسير على الطريق الصحيح في هذا المجال". ومهما كانت تطلعات رالف في الجولات التالية، الا ان المهم انه فرض معادلة قوته في المنافسات وقلب الطاولة على منتقديه والمشككين بموهبته، لكن اللافت أن الامر لم يكن كذلك بالنسبة الى اداريي فريقه وليامس. وكان المدير التقني باتريك هيد ادلى بالتصريح السلبي الاول حول رالف عقب جائزة كندا الكبرى، حين ابدى استياءه من عدم محاولته تخطي شقيقه الكبير ميكايل طوال خمسين لفة. ولم تتغير الحال بانتزاع رالف لقبي السباقين الاخيرين، حيث اصر مالك الفريق فرانك وليامس على ان تجدد معادلة قوة سائقه عكست رد الفعل الايجابي للتعليمات القاسية التي وجهها اليه عقب جائزة كندا الكبرى تحديداً حول ضرورة تعزيز ناحية استقرار ادائه الفني، وبالتالي نتائجه بالاعتماد على خبرته التي تفوق نظيرتها لدى زميله الكولومبي خوان بابلو مونتويا. اما هيد فعزا انجازي رالف الاخيرين الى تأقلمه في شكل افضل مع معطيات قيادة السيارة الجديدة "لكن من دون ان يتقدم على مونتويا بفارق كبير على صعيد السرعة، ما يعني ان مونتويا قادر على تجريده من افضليته الجزئية في الجولات القليلة التالية. ولا ننسى ان انجازات رالف تقترن بالدرجة الاولى براحته الكبيرة في القيادة ضمن معايير تقنية محددة، بخلاف مونتويا الاكثر قدرة على مواجهة الظروف الصعبة غير الاعتيادية". ويمكن القول ان ازمة الثقة المفقودة وشبه الدائمة بين رالف ومسؤولي فريقه ستستمر في اطار المعادلة غير المحسومة حول تجسيده ميزة السائق ذي الموهبة الفريدة او صاحب السرعة العالية التي تتناسب مع بعض التحديات الميدانية من دون ان تشكل ضمانة تحقيق الانجازات البارزة، علماً ان انطفاء شعلة تألقه عقب احرازه لقبي جائزتي سان مارينو الكبرى وفرنسا الكبرى عام 2001 يفرض هذا التساؤل! ولا يمكن ان يحسم معادلة تقويم القدرات الحقيقية لرالف الا مواجهة بارزة مع شقيقه الاكبر ميكايل يفترض ان تحصل ميدانياً في السباقات التالية، وكان نقاد كثيرون جزموا بأن انتصاري رالف الاخيرين تحققا بعدما افتقد التهديدات الميدانية القوية من ميكايل تحديداً. ولا بد من الاشارة الى ان تأكيد السائق السابق البريطاني مارتن برانديل قدرة رالف على اسقاط زعامة شقيقه ميكايل هذا الموسم عكس قناعته بإمتلاك فريق وليامس افضلية تقنية كبيرة على بقية منافسيه حالياً واكبها تطور هائل في فاعلية اطارات ميشلان، التي يستخدمها فريق ماكلارين ايضاً. واعتبر برانديل ان رالف يمكن ان يستفيد ايضاً من قدرة مونتويا على تقويض خطورة ميكايل عبر الحؤول دون تواجهه مباشرة مع رالف "لأن "شومي الكبير" لا يستطيع الاعتماد على عنصر دعم السائق الثاني في فيراري البرازيلي روبنز باريكيللو غير القادر على مواكبة ايقاع المنافسة المرتفع في المقدمة في اي حال من الاحوال". الا انه حذّر رالف من حنكة ميكايل "التي اعجزت سائقين بارزين كثيرين في المواجهات الثنائية المحتدمة في السابق، والتي يمكن القول انها لا تزال حاضرة اليوم استناداً الى نتائجه الجيدة في الجولات السابقة". وتوقع ان تشهد الجولة التالية على حلبة سيلفرستون البريطانية موقعة حاسمة بين الشقيقين شوماخر من جهة وفريقي وليامس وفيراري من جهة اخرى "حيث سيسعى الاخير الى كبح جماح انتصارات وليامس بأي ثمن". وفي هذا الاطار، ابدى "شومي الكبير" خشيته من ارتفاع مستوى تهديدات وليامس لفريقه، وطالب بوضع الامور في نصابها مجدداً على صعيد توفير معادلة المنافسة المتكافئة معها عبر ميزتي، التركيز الكبير، وزيادة التعاون الجماعي، من اجل استخلاص القدرات الكبيرة الحقيقية لسيارة فيراري. وأوضح أن خضوع فريقه لمشيئة وليامس حالياً لا يصيب عناصره بالهلع، باعتبار ان المواقف غير المناسبة تكررت مرات عدة في السابق "ومواجهة هذا الواقع المحرج يفيد في تصويب المسيرة نحو تحقيق نتائج افضل".