أحضر خمسة قرود، وضعها في قفص وعلّق في أعلى القفص حزمة موز، ووضع تحتها سلّماً. بعد مدة قصيرة اعتلى قرد من المجموعة السلّم محاولاً الوصول الى الموز. وما ان وضع يده على الموز، أطلق صاحب القفص رشاشاً من الماء البارد على القردة الأربعة الباقين وأرعبهم. بعد قليل حاول قرد آخر أن يعتلي نفس السلّم ليصل الى الموز. كرّر نفس العملية، ورش القردة الباقين بالماء البارد. وكرّر العملية أكثر من مرة. وما أن يحاول قرد أن يعتلي السلم للوصول الى الموز تمنعه المجموعة، خوفاً من الماء البارد. أبعد الماء البارد، وأخرج قرداً من الخمسة الى خارج القفص، ووضع مكانه قرداً جديداً لنسمه سعدان لم يُعاصر رش الماء البارد. وسرعان ما ذهب سعدان الى السلّم لقطف الموز. فهبت مجموعة القردة المرعوبة من الماء البارد لمنعه ومهاجمته. وبعد محاولات تعلّم سعدان إذا حاول قطف الموز نال "علقة قردانية" من باقي المجموعة. هذه القصة ليست على سبيل الدعابة، وانما هي من دروس علم الإدارة الحديثة. لينظر كل واحد منكم الى مقر عمله. كم من القوانين والاجراءلات المطبقة، تطبق بنفس الطريقة وبنفس الأسلوب البيروقراطي. ولا يجرؤ أحد على السؤال: لماذا يا تُرى تطبق بهذه الطريقة؟ بل سيجد أن من يعملون معه، على رغم أنهم لا يعلمون سبب هذه الطريقة، يستميتون في الدفاع عنها، وابقائها على حالها. دبي - منى مخلص [email protected]