"شالوم يوكوس" هو العنوان الذي تصدر صفحات واحدة من أوسع الصحف الروسية انتشاراً، بعدما تداولت الأوساط السياسية في روسيا أحاديث عن محاولة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون التوسط لدى الكرملين لطي ملف رئيس المجموعة النفطية العملاقة ميخائيل خودوركوفسكي، وتزامن ذلك مع الاعلان عن حصول شريكه ليونيد نيفزلين على الجنسية الاسرائيلية. وكان نيفزلين الذي يملك نحو 31 في المئة من أسهم "يوكوس" فرّ الى اسرائيل بعد اتهامه بالتورط في قضايا فساد مالي. وذكرت وسائل اعلام روسية ان الرجل تقدم بطلب للحصول على الجنسية في "وطنه التاريخي" من أجل تقليص فرص السلطات الروسية في القبض عليه عن طريق البوليس الدولي. والطريف أن الاعلان عن حصول نيفزلين على الجنسية الاسرائيلية جاء في وقت كان شارون يجري محادثات في الكرملين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأشارت مصادر اعلامية روسية الى أن شارون سعى الى التوسط عند الكرملين لطي ملف التحقيقات في قضية "يوكوس" والافراج عن البليونير اليهودي ميخائيل خودوركوفسكي، ونسبت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الى مصادر مطلعة قولها ان شارون بحث مع مضيفه مسألة "الملاحقات القضائية ضد اليهود في روسيا". واللافت ان هذا الملف غدا حديث الساعة خلال الفترة الأخيرة، اذ ركز عدد من وسائل الاعلام التي يسيطر عليها اللوبي اليهودي على ما وصفه ب"عودة اللاسامية الى روسيا" وربطت ذلك مع التحقيقات الجارية مع أبرز المساهمين في مجموعة "يوكوس" النفطية، وجاء ذلك فيما أعلن عن هروب نحو 40 في المئة من كبار المساهمين في المجموعة الى اسرائيل وأبرزهم نيفزلين نفسه وفلاديمير دوبوف الذي يملك نحو 7 في المئة من أسهم الشركة النفطية العملاقة. وحسب خبراء روس فإن القسم الأكبر من اسهم الشركة أصبح يدار من تل أبيب. واعتبر عديدون ان تركيز وسائل الإعلام على هذا الملف جاء كمحاولة ل"تسليح" شارون بوسيلة للضغط على موسكو. لكن مصادر روسية ذكرت ان هذا الموضوع كان "خطاً أحمر" بالنسبة الى الكرملين، وأشارت الى ان ادارة الرئيس أبلغت "رسالة واضحة" الى الجانب الاسرائيلي بعدم إثارة الملف. وقد مهّد بوتين للقائه مع شارون بالتشديد على ضرورة "احترام استقلالية القضاء" وقرارات النيابة العامة. وتعتبر مصادر روسية ان شارون "تأخر" في محاولة انقاذ خودوركوفسكي، وكان الأخير تقدم قبل فترة بطلب للحصول على جنسية اسرائيلية. ومعلوم ان البليونير الروسي كان انفق مئات الملايين من الدولارات لتأسيس مجموعات ضغط موالية له في الولاياتالمتحدة، غير أن البعض يشير الى أن تل أبيب وليست واشنطن باتت أقدر على حماية "حيتان المال" الروس.