اتفقت شركات الطيران العربية المجتمعة في مسقط على تشكيل هيئة متابعة لدراسة التحولات التي بدأت المفوضية الاوروبية تطبيقها في ما يخص اتفاقات النقل الجوي الثنائية، وعلى تشكيل بوابة سفر عربية على غرار بوابات السفر الالكترونية التي تشكلت في أوروبا واميركا الشمالية. قال الامين العام للاتحاد العربي للنقل الجوي "آكو" عبدالوهاب تفاحة ان القرارات الاوروبية الخاصة باعادة النظر في الاتفاقات الجوية الثنائية تشكل "تغيراً قانونياً له مفاعيل اقتصادية" تمس العالم العربي مباشرة وتتعين متابعتها على كل المستويات. وذكر تفاحة، في ختام اعمال الجمعية العمومية السادسة والثلاثين ل"آكو" التي عقدت في العاصمة العُمانية على مدى الايام الثلاثة الماضية، ان الجمعية العمومية، التي اجلت بسبب الحرب على العراق، سمحت لشركات الطيران العربية بمراجعة موقفها من التطورات الاقليمية المستجدة وبينها الحرب ووباء السارز، اضافة الى التغيرات القانونية التي عرفتها سوق الطيران الأوروبية التي تعتبر ثاني أكبر سوق للناقلات الجوية العربية. وكانت محكمة العدل الأوروبية ألغت في تشرين الثاني نوفمبر الماضي اتفاقات تحرير الاجواء الثنائية الموقعة بين نحو عشر دول اعضاء في الاتحاد الاوروبي مع الولاياتالمتحدة على اعتبار ان الأميركيين يشترطون ان تكون الشركات المستفيدة من الاتفاقات الثنائية شركات مملوكة لابناء الدول الموقعة معها، وهو ما يتناقض مع الطابع الاوروبي لعمل دول الاتحاد، بالاضافة الى تعديه على صلاحيات الاتحاد الاوروبي في التعامل مع العالم الخارجي. وفي 5 حزيران يونيو الماضي أصدرت محكمة العدل الاوروبية سلسلة اجراءات تحدد سبل تنظيم العلاقات الجوية الدولية لبلدان الاتحاد تضمنت تفويضا لتوقيع اتفاق موسع بين الاتحاد والولاياتالمتحدة، وتفويضاً للتفاوض مع الدول الأخرى من اجل تصحيح أي تناقض بين الاتفاقات الثنائية التي وقعها مع الدول الاعضاء في الاتحاد، والتي قد يعني بعضها استثناء الشركات التي تتمتع بدعم حكومي، كما هو حال بعض شركات الطيران العربية، من حق الاستفادة من سياسة الاجواء المفتوحة في الاتحاد الأوروبي، أو الزام الدول العربية فتح اسواقها بصورة تضر بامكانات شركات الطيران العربية الصغيرة نسبيا. وقال تفاحة: "تقرر في الجمعية العمومية في مسقط دعوة سلطات الطيران المدنية العربية لمراقبة التغيرات الطارئة في الاتحاد الاوروبي والتحاور مع الاطراف المحلية والاقليمية المعنية قبل تقرير ما يتعين القيام به". واشار الى تغيرات موازية ادخلت في قطاع التكنولوجيا في الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي لتوحيد "مسلك نظم الحجز الالكترونية" وجعل الاتفاقات الموقعة مع شركات الطيران متماثلة. وقال: "اذا كانت شروط التعاقد أصبحت موحدة فإن جمعيتنا العمومية اكدت ضرورة التفاوض كناقلات عربية مجتمعة، وبصورة جماعية، على اعادة تحديد اتفاقاتنا مع شركات نظم الحجز الالكتروني". وجدير بالذكر ان الناقلات الجوية العربية تسدد سنويا أكثر من 300 مليون دولار الرسوم المدفوعة لشركات الحجز. وأعلن تفاحة الاتفاق ايضا على اقامة بوابة سفر عربية على غرار "اوبيتز" في الولاياتالمتحدة و"اوبودوا" في أوروبا، بالاضافة الى "ترافيلوسيتي" و"اكسبيديا" وغيرها. وقال: "وضعنا خطة عمل تهدف الى اقامة بوابة سفر عربية في المنطقة لخدمة المستهلك مباشرة وتؤمن له خدمة شاملة على صعيد أنشطة السفر والسياحة، وليكون متاحاً له عبر الانترنت حجز أي مرتبط بالسفر سواء شراء التذكرة أو الرحلة الجماعية أو استئجار سيارة، أو أي خدمة أخرى باتت متاحة في عالم بوابات التجارة الالكترونية". وأشار الى حجم النمو الذي عرفته صناعة النقل الجوي في العالم العربي في الشهور الماضية. وكشف ان النمو في النصف الأول من السنة الجارية بلغ 8.4 في المئة في وقت كانت نسبة التراجع الدولي تبلغ ناقص 2.7 في المئة. وتوقع تفاحة ان تنقل شركات الطيران العربية 43 مليون مسافر خلال السنة الجارية، مشيراً الى ان الجمعية العمومية المقبلة ل"آكو" ستُعقد في عمان بعد سنة.