يواصل نحو 80 وزير ثقافة، من مختلف أنحاء العالم اجتماعهم الذي بدأ أمس ويستمر اليوم في اسطنبول للتناقش في الوسائل الناجعة لحماية التراث الثقافي غير المادي اللغات، فنون الاستعراض، الموسيقى، العادات الاجتماعية والدينية، التراث الشفهي والخبرات الحرفية. وهذا التراث يعتبر عاملاً أساسياً في الحفاظ على التنوع الثقافي، كما هو الأمر بالنسبة الى التراث المادي. وبناء على دعوة من الحكومة التركية يلتقي الوزراء حول مائدة مستديرة تحت عنوان "التراث غير المادي، مرآة للتنوع الثقافي"، وتنظمها اليونسكو من أجل تحديد الأعمال الدولية التي ينبغي الاضطلاع بها من أجل الحفاظ على هذا التراث. وتعتبر اليونسكو ان التراث غير مكون من حجارة ومعالم فحسب بل انه يشمل أيضاً تظاهرات معنوية، غير ملموسة ترتبط بالإبداع الإنساني، ولا بد لهذه النماذج الحية من ان تحظى بالحماية اللازمة عملاً بمبدأ التنوع الثقافي، "بصفته مصدراً للتبادل والتجديد والابداع، وهو ضروري للجنس البشري ضرورة التنوع البيولوجي بالنسبة الى الكائنات الحية"، بحسب ما جاء في الإعلان العالمي للتنوع الثقافي، الذي اعتمده المؤتمر العام لليونسكو عام 1991. وسبق لليونسكو أن اعتمدت 19 حيزاً ثقافياً وشكل تعبير شعبياً "كروائع للتراث الشفهي وغير المادي للإنسانية"، وتضم هذه الروائع أشكالاً وأمكنة من كل مناطق العالم، منها مسرح الدمى في صقلية ايطاليا وأوبرا كانكو الصين، وساحة جامع الفناء في مراكش المغرب... وستعزز هذه القائمة لروائع التراث الثقافي الشفهي وغير المادي التي أنشئت عام 2001، بروائع جديدة في شكل منتظم، وسيجرى اختيار مجموعة جديدة من الروائع العالمية خلال العام 2003. وتعمل اليونسكو على مشروع اتفاق عالمي يهدف الى حماية هذه الثروات الثقافية.