بيروت - "الحياة" - تراجعت حدة التوتر الميداني في جنوبلبنان امس بعد ان شهدت منطقة مزارع شبعا المحتلة تصعيداً ملحوظاً اول من امس ادى الى جرح ثلاثة جنود اسرائيليين، لكن الإذاعة الإسرائيلية اشارت الى ان وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر طلب من نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد الذي زار اسرائيل "نقل تحذير" الى السلطات السورية اثناء زيارته الى دمشق في اليومين المقبلين. راجع ص 5. وفيما رأى مراقبون ورسميون في لبنان ان التصعيد الذي شهدته منطقة مزارع شبعا عصر الخميس قد لا يكون بعيداً من الزيارة التي يقوم بها ساترفيلد الى المنطقة وتشمل اسرائيل وسورية ولبنان، اكدت مصادر وزارية ورسمية ل"الحياة" ان هذا التصعيد سيبقى محصوراً بالزمان والمكان اللذين حصل فيهما وأن لا جديد على هذا الصعيد ينذر بفلتان الأمور. ولم تستبعد المصادر ان يكون هدف اسرائيل من التصعيد دفع ساترفيلد الى ممارسة مزيد من الضغوط على سورية، خصوصاً ان الكونغرس الاميركي سيستمع الى وجهة نظره اثناء مناقشة مشروع قانون "محاسبة سورية" اوائل ايلول سبتمبر المقبل. واضافت المصادر: "جرت اتصالات سياسية وديبلوماسية عاجلة بين اول من امس وأمس من اجل لجم احتمال اي تدهور والأمور ستبقى قابلة للضبط وفق المعادلة القائلة ان عمليات المقاومة تقتصر على منطقة مزارع شبعا اللبنانيةالمحتلة، ولا تتعداها، خصوصاً ان الإسرائيليين هم الذين بادروا بالقصف صباح الخميس". وكانت حدة التوتر الميداني تراجعت امس فسقطت ثماني قذائف اسرائيلية في مرتفعات محيطة بمزارع شبعا صباح امس وبعد الظهر، في ظل تهديدات وجهها مسؤول اسرائيلي ومفادها ان الدولة العبرية لن تقف مكتوفة الأيدي ازاء ما اعتبره تسخين سورية وإيران جبهة الجنوباللبناني. وقال مسؤول العلاقات العامة في "حزب الله" حسن عزالدين ان الحزب على جاهزية تامة للرد على اي عدوان اسرائيلي في حال حصوله. وأوضح رداً على سؤال عن القصف الذي نفذه الحزب اول من امس: "ان المقاومة لم تعلن في لحظة من اللحظات انها ستوقف العمليات. اما توقيت العمليات، لماذا اليوم وليس امس أو بعد شهرين فهذا امر في يد قيادة المقاومة باعتبارها تملك المعطيات السياسية والأمنية والعسكرية...".