شدد نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز على متانة "العلاقات التاريخية" بين السعودية والولاياتالمتحدة، مشيراً إلى أنها تستند إلى "الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والسعي إلى تحقيق الاستقرار والسلام العادل في العالم وفق الأعراف والقوانين الدولية". راجع ص2 وغادر الملك عبدالله الثاني جدة أمس في ختام زيارة قصيرة أجرى خلالها محادثات مع الأمير عبدالله بحضور النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز. وأكد رئيس الوزراء الأردني علي أبو الراغب ل"الحياة" أن الجانبين متفقان على ان "استعمال القوة مع العراق سيؤدي إلى نتائج وخيمة على المنطقة". تزامن ذلك مع عودة بغداد إلى التشدد في مسألة قبولها عودة المفتشين، بعد تلميحات إلى مرونة في موقفها. وقال وزير الإعلام محمد سعيد الصحاف ل"قناة الجزيرة" إن "فرق التفتيش انتهى عملها" وان "العمل في إطار ما يسمى الأسلحة المحظورة انجز". وشهد الكونغرس مزيداً من السجال حول ضرورات عمل عسكري أميركي ضد العراق، واعتبر سيناتور بارز أن غزو هذا البلد قد يصبح ضرورة، في حين نفى الأردن مجدداً وجود أي علاقة بين الخطط الأميركية ووصول 4 آلاف جندي أميركي إلى ميناء العقبة، تمهيداً لمناورات مشتركة تقررت قبل سنة. وسيطرت الأوضاع المتردية في الأراضي العربية المحتلة على المحادثات السعودية - الأردنية، واستحوذ العراق على جانب مهم. وقال رئيس الوزراء الاردني ل"الحياة" في ختام زيارة الملك عبدالله الثاني لجدة أمس إن الموقفين الأردني والسعودي متطابقان وفحواهما ان "استعمال القوة مع العراق سيؤدي إلى نتائج وخيمة على المنطقة، وندعو الى استمرار الحوار بين العراق والأمم المتحدة ،على أمل ان يكون العراق ايجابياً باتجاه قرارات مجلس الامن، وان يكون هناك تفهم دولي لأوضاع المنطقة بما فيها الأولوية للقضية الفلسطينية والسلام". ووصف المحادثات الأردنية - السعودية بأنها "ايجابية"، وقال: "نحن على تفاهم، ونرى الأمور بمنظار واحد، ونأمل للجهود التي تبذل للسلام في الشرق الأوسط بأن تحقق النجاح للأخوة الفلسطينيين باتجاه رفع الحصار، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الفلسطيني". وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل رداً على سؤال ل"الحياة" عن تركيز المحادثات السعودية - الأردنية على موضوع العراق إن "مواقف البلدين متطابقة تجاه العراق، والمحادثات تطرقت إلى الأوضاع في المنطقة عموماً وبينها العراق". المناورات الأميركية - الأردنية إلى ذلك، من المقرر أن يبدأ أربعة آلاف جندي أميركي الخميس المقبل تدريبات مع قوات أردنية في الصحراء الأردنية، ضمن برنامج للتعاون العسكري. وقال مسؤول أردني إن القوات الأميركية التي وصلت أول من أمس إلى ميناء العقبة، ستجري على مدى ثلاثة أسابيع تمارين مع القوات الأردنية، كانت مقررة منذ أكثر من سنة، و"تأتي في سياق تمارين منتظمة". وشدد على أن لا علاقة لهذه التدريبات بخطط الولاياتالمتحدة لشن حملة عسكرية لإطاحة النظام العراقي، أو استخدام الأردن منطلقاً للهجوم على العراق. وأضاف ان الأردن يجري تمارين مماثلة مع قوات بريطانية وفرنسية في شكل منتظم، في إطار اتفاقات عسكرية مبرمة مع بريطانيا وفرنسا. ويتوقع أن تغادر القوات الأميركية بعد انتهاء المناورات في الأسبوع الأول من الشهر المقبل. وأعلن العاهل الأردني غير مرة تحفظه عن استخدام القوة ضد العراق، مؤكداً أن بلاده لن تسمح بتأمين قواعد عسكرية أو باستخدام أراضيها منطلقاً لشن هجوم أميركي على العراق. ويتوقع أن تجري التدريبات مع القوات الأميركية في منطقة صحراوية قرب بلدة القطرانة جنوب عمّان. وقال ديبلوماسي غربي إن التدريبات المشتركة "ليست مرتبطة بالتحضيرات المحتملة للهجوم على العراق، لكنها تظهر العلاقات الوثيقة بين الأردنوالولاياتالمتحدة". في واشنطن أ ب، قال السناتور ديك لوغار، وهو عضو بارز في لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس إن غزو العراق، وإن لم يستحل بعد تجنبه، من "المحتمل" أن يصبح ضرورة. وأضاف ان على الرئيس جورج بوش أن يخبر الأميركيين بوضوح لماذا يشكل الرئيس صدام حسين خطراً، و"أن يقدم المبررات الجلية لماذا سيؤدي انتظار صدور بادرة تحرش من صدام إلى استدراج وقوع كارثة كبيرة، وكبيرة جداً". واستدرك: "في النهاية يجب أن تبعد أسلحة الدمار الشامل عن متناول صدام". ووافق السناتور فريد تومسون، عضو لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ على أن الرئيس الأميركي لم يبرر بعد شن حرب على العراق، لكنه "في سبيله الى ذلك"، مشيراً إلى أن لدى صدام أسلحة بيولوجية وكيماوية وربما قدرات نووية. وتساءل: "هل علينا البقاء مكتوفي الأيدي آملين بأن نخرج من هذا الوضع مع صدام عبر التفاوض؟ لا أعتقد ذلك" .