الدوحة، نيويورك، طوكيو - أ ف ب، رويترز - يضع مئات المخططين العسكريين الاميركيين وهم منهمكون حول شاشة عملاقة، في قاعدة عسكرية بقطر، اللمسات الاخيرة على مناورات مهمة يمكن ان تشكل "بروفة" عامة لغزو العراق. وقال الكومندان بيل هاريسون، الناطق باسم القيادة المركزية الاميركية، وهو واحد من الف عسكري يشاركون في التحضير لمناورات "انترنال لوك" نظرة من الداخل التي سيشارك فيها الاف آخرون من الجنود خارج قطر "بلغنا المرحلة الاخيرة من التحضيرات". وبدا قائد القوات الاميركية في الخليج تومي فرانكس ونحو مئتين من مساعديه منهمكين في قاعة كبيرة للمؤتمرات امام شاشة عملاقة طول ضلعها 5،7 امتر في اليوم الثاني والاخير من التحضيرات المسماة "روك دريل". وهدف المناورات المقرر ان تبدأ اليوم الاثنين اختبار معدات التحكم الشديدة التطور التي تم تركيبها في قاعدة الصالحية التابعة للجيش القطري. وتفادى الضباط الاميركيون الحديث عن اي علاقة بين هذه التحضيرات والتهديدات الاميركية بالاطاحة بنظام الرئيس العراقي صدام حسين. ويقول احد الضباط مازحا ان "روك دريل ليست العراق". لكن المخططين الذين يتكتمون بشدة على تفاصيل التدريبات يقرون بأن "جزءا" من المناورات يتعلق بالعراق. وتشكل التدريبات التي تستمر اسبوعاً جزءاً من الضغوط التي تمارسها الادارة الاميركية في وقت سلم العراقالاممالمتحدة وثيقة ضخمة تتعلق ببرنامجه العسكري. وزار عضوان من مجلس الشيوخ، الديموقراطي جوزف بيدن والجمهوري تشاك هيغل، قاعدة الصالحية امس الاحد بعد ان امضيا يوما في شمال العراق للقاء قادة المنطقة الكردية. وقال مسؤول عسكري ان السناتورين ابديا ارتياحا لدرجة الجهوزية في القاعدة وان بيدن أكد انه واثق من ان الجمهوريين والديموقراطيين سيؤيدون الرئيس جورج بوش في الكونغرس اذا قرر ضرب العراق. واكدت صحيفة نيويورك تايمز الاميركية امس ان الولاياتالمتحدة انفقت اكثر من 100 مليون دولار لإقامة عشرين مركزاً مكيفاً تتسع لمئات الدبابات والسيارات المصفحة. ولا تتضمن التدريبات التي سيوجهها الجنرال فرانكس بالتنسيق مع قادة البحرية والقوات الجوية ومشاة البحرية في المنطقة ومقر قيادة القيادة المركزية في تامبا بفلوريدا، مشاركة قوات ميدانية. ويشارك في القوات آلاف من العسكريين. ووصف متحدث باسم القيادة المركزية الاميركية الاسبوع الماضي التدريبات بأنها "ستكون تمرينات مهمة ذات بعد عالمي". ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية امس عن مسؤولين عسكريين اميركيين كبار انه سيكون للولايات المتحدة قريبا في الخليج العدد الكافي من الدبابات والسفن الحربية والطائرات التي تمكنها من شن هجوم على العراق خلال شهر كانون الثاني يناير المقبل. واشارت الصحيفة الى وجود حوالى 60 الف جندي وبحار وطيار، الى جانب 200 طائرة في المنطقة او في محيطها، الامر الذي يسمح بوضع اي امر محتمل من الرئيس الاميركي جورج بوش بشن الهجوم، موضع التنفيذ خلال ايام معدودة. وذكر المسؤولون ان اربع حاملات طائرات ستصل الى المنطقة في الايام المقبلة ستكون قادرة على تنفيذ ضربات ضد العراق خلال فترة قصيرة، الى جانب حاملة طائرات خامسة موجودة حاليا في جنوب شرق آسيا، وجاهزة للتوجه الى الخليج في حال الضرورة. وصرح مسؤولون اميركيون في البنتاغون للصحيفة بأن القوات الاميركية قادرة على شن هجوم الآن، اذا ارادت، الا انه لا بد من ان تؤخذ في الاعتبار حالياً الخطوات الديبلوماسية الجارية، وبينها وجود المفتشين الدوليين عن السلاح في العراق. وقال السناتور الجمهوري جون وورنر فرجينيا الذي سيتسلم لجنة الاجهزة المسلحة الشهر المقبل للصحيفة ان "اجزاء الصورة تكتمل بحيث يتسنى تنفيذ عدد من الخيارات العسكرية". اليابان تدرس خطة إجلاء رعاياها وفي طوكيو افادت صحيفة ان اليابان تدرس خطة لإرسال طائرات من سلاحها الجوي لإعادة رعاياها من العراق والدول الاخرى في الشرق الاوسط في حال وقوع هجوم اميركي. واضافت صحيفة "يوميوري شيمبون" امس ان الحكومة تفكر في ارسال طائرة جامبو من سلاح الجو مخصصة عادة للرحلات التي يقوم بها رئيس الوزراء للخارج وطائرة نقل من طراز "سي 130" لاجلاء مواطنيها اذا استحال عليهم السفر على طائرات مدنية. وزادت الصحيفة انه بحلول نهاية ايلول سبتمبر الماضي كان يوجد في العراق وعشر دول في المنطقة اكثر من خمسة آلاف ياباني. وفي باريس، دعا جان بيير شوفنمان الوزير والنائب الفرنسي السابق باريس الى عدم الاشترك في الحملة العسكرية التي تعد لها واشنطن ضد العراق. وقال شوفنمان في مقال نشرته صحيفة "لونوفيل اوبزرفاتور" امس ان الولاياتالمتحدة التي تستعد للحرب على رغم عودة المفتشين الدوليين للقيام بمهمتهم تسعى الى السيطرة على موارد النفط في منطقة الخليج.