طوكيو - "الحياة" -بدأ مظهر تواجد زوجات اللاعبين على مقاعد الاحتياط في مراكز التدريب أو في المنصات الرئيسية للملاعب العشرين في نهائيات كأس العالم المقامة حاليًا في كوريا الجنوبيةواليابان، عاديًا، وتأججت حماستهن باستعراض أزواجهن مهاراتهم في المستطيل الاخضر، وكثرت الهتافات من خلف العيون المحجوبة بالنظارات الشمسية، والتي جعلت التعرف عليهن يتم من خلال احتضانهن لاطفالهن وارتدائهن قمصان منتخبات أزواجهن، في حين لم تفلت بعضهن من عدسات مصوري المجلات الاجتماعية وكذلك من اهتمام الصحافيين لاجراء لقاءات معهن لاستعراض الوجه الآخر لحياة اللاعبين الاجتماعية. وبالطبع لم يشمل إجراء تواجد زوجات اللاعبين في كوريا الجنوبيةواليابان المنتخبات كلها، وهو انطبق على المنتخبين الفرنسي والاسباني من دون منتخبات الانكليزي والايطالي والتركي على سبيل المثال لا الحصر، علماً ان مسؤولي المنتخب الاخير نكسوا بوعد احضار الزوجات لمشاهدة مباراته مع اليابان غداً. وعمومًا، شكل هذا التواجد للزوجات ظاهرة لافتة في الاحوال كلها، باعتبار انهن اعتدن دائمًا أن ينحجبن خلف شهرة أزواجهن من دون أن ينالوا حصة كبيرة في مشاركتهم أفراحهم وأتراحهم في المنافسات، وبقيت أساليب حياتهم مجهولة، على رغم أن أحدًا لا يتجاهل دورهن البارز في تأمين مقومات نجاح مسيرة أزواجهن في الملاعب لجهة رفع معنوياتهم في مواجهة ضغوط متطلبات تحقيق النتائج الجيدة بغض النظر عن الظروف المحيطة وتخطيهم مشكلات الاصابات والمعاناة النفسية من افتقاد النجاح المنشود الذي يتناسب مع التطلعات المنشودة في مراحل كثيرة. ولا يخفي أحد مسؤولي المنتخبات أن المدربين يضعون نصب أعينهم دائمًا الاستعانة بخدمات اللاعبين المتزوجين كونهم يتمتعون بهيكلية مستقرة اجتماعيًا تستبعد مشكلات عدة يمكن أن يواجهوها في مسيرتهم، وعلاقتهم بالمجتمع الخارجي، كما أن هؤلاء يشعرونهم بالراحة في العمل باعتبار أنهم يزيلون الاعتقاد لديهم باحتمال تأثر مستواهم الفني سلبًا بمشكلات ناتجة عن افتقاد الاستقرار العائلي أو سواه، علمًا أن متطلبات الاحتراف تتطلب انسلاخ اللاعب غالبًا عن عائلته في سن مبكرة. ويُشار في هذا السياق الى أن بعض الاندية تلجأ الى إجراء تضمين العقود الموقعة مع اللاعبين مهما بلغ شأنهم بندًا يمنع الزوجات من ممارسة أي عمل، باعتبار أنهم يعتقدون بالاهمية الكبيرة لدورهن في تأمين الاستقرار الكامل والشامل للاعبين، والذي يتطلب التفرغ الكامل لشؤونهم وشجونهم. إلا أن مبدأ التشدد في اعتماد هذه الصيغة بات غير معتمد لدى أندية ومنتخبات عدة أيضًا حاليًا، خصوصًا في حالات اقتران اللاعب بنجمة فنية في مجالات الغناء أو التمثيل أو الرقص أو سواها، حيث يترك القرار للاعب للتحكم بشؤون حياته بشرط عدم تأثيرها على مسيرته الرياضية، وهو ما يحظى بمساندة اختصاصيين في الاندية والمنتخبات من خلال إرشادات محددة تتخذ غالبًا طابع السرية في معالجة المواقف. ويعكس نجم المنتخب الانكليزي دايفيد بيكهام النموذج الاكبر في هذا الاطار، بعدما اقترن قبل أعوام عدة بنجمة فريق "فتيات البهار" السابقة فيكتوريا، وتحول معها الى الثنائي الاكثر جاذبية في بريطانيا عمومًا، علمًا أن الجميع يدرك تأثير هذا الزواج على اكتساب بيكهام الشعبية الكبيرة في الملاعب، على غرار ما حصل لنجم خط الوسط الفرنسي كريستيان كارمبو من خلال صداقته ثم زواجه بعارضة الازياء أدريانا. في المقابل، أظهرت وقائع اجتماعية عدة معاناة زوجات اللاعبين من عقدة افتقاد الاهداف الحقيقية في الحياة، في ظل تواجدهن الدائم في قصور ضخمة وإحاطتهن بالخدم وكافة مستلزمات الحياة الرغيدة، ما جعل بعضهن يغرقن في التعاسة الكبيرة، والذي أوحى لشبكة "آي تي في" البريطانية بتخصيص برنامج خاص يتطرق الى مواضيع حياة الزوجات بعنوان "زوجات لاعبي كرة القدم".