أكد الدكتور عزمي بشارة النائب العربي في البرلمان الإسرائيلي أن الفلسطيني الذي يقاوم وظهره إلى الحائط لن يستطيع أحد في العالم إقناعه بالعودة إلى وضع ما قبل الانتفاضة، إذ يستمر الاحتلال والمفاوضات سنوات وسنوات من دون تحقيق إنهاء الاحتلال ووضع إطار سياسي محدد الزمان والأهداف لإنهاء الاحتلال والحصول على حقوقهم كاملة. كما اعتبر أن الفلسطينيين هم في أفضل مراحل حياتهم النضالية، وأن هذا النضال يشكل بصيصاً من الضوء لإيجاد حل لقضيتهم. وكان الدكتور بشارة يتحدث أمام جمهور كبير غصت به قاعة بروناي في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن. ووصف الدكتور بشارة النظام الذي يفرضه الإسرائيليون على الفلسطينيين بأنه أسوأ من نظام التفرقة العنصرية الذي عاشته جنوب افريقيا. وقال إن ذلك واضح بممارسته ضد الفلسطيني وبنيته التحتية والسياسية. واشار إلى كون المجتمع الإسرائيلي مجتمعاً يتكون من مستوطنين وقوى سياسية ليس لديها أي خطط أو نيات سياسية لإقامة دولتين أو دولة واحدة يعيش فيها الإسرائيليون والفلسطينيون جنباً إلى جنب يتمتعون بنفس الحقوق والواجبات. وأشاد بالوحدة الوطنية التي تشهدها الساحة الفلسطينية والتي تشمل جميع فئات وطبقات الشعب، مشيراً إلى أن الانتفاضة تسير وفق خطة وفكر سياسي يجمعان كل هذه الفئات، مؤكداً أن جميع الفلسطينيين تبنوا استراتيجية السلام المبنية على إنهاء الاحتلال من جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة وحصول الشعب الفلسطيني على جميع حقوقه. ووصف بشارة الانتفاضة اليوم بأنها الرد الواقعي والطبيعي على الاحتلال والاستعمار الإسرائيليين، والوسيلة الوحيدة لإيصال الفلسطينيين إلى حقهم في إقامة سلطة شرعية كاملة السيادة على أرضهم. واعتبر أن أساس القضية الفلسطينية لا يعتمد على قيام الدولة الفلسطينية بل أن هذه الدولة نتيجة طبيعية لاسترداد حقوق الشعب الفلسطيني ولأي سلام واقعي. وأشار الدكتور بشارة إلى هزال الموقف الأميركي وانحيازه، مؤكداً أن الإدارة الأميركية لم تعلن عن تأييدها الحقيقي لمبادرة ولي العهد السعودي الأمير عبدالله، وأن هذه الإدارة ما أن تقبل أو تعلن عن مبادرة يقبلها الفلسطينيون والعرب حتى تسعى إلى العمل على التفاوض عليها والانتقاص من جوهرها وتغيير بنودها سعياً وراء المزيد والمزيد من التنازلات. وشدد على فشل إسرائيل في جعل صورة الفلسطيني إرهابياً بعد أحداث 11 أيلول سبتمبر، على رغم بذلها جهوداً مضنية في هذا المجال. وفي مجال حديثه عن التغييرات في نظرة العالم إلى القضية الفلسطينية، اعتبر الدكتور بشارة أن التغيير الكبير الحاصل في تفهم الشعوب الأوروبية لقضية استعمار الشعب الفلسطيني "عنصر مهم جداً"، داعياً الحضور إلى العمل على استثمار هذا الدعم الشعبي والعمل على توسيع قاعدته، كونه "مؤثراً أكثر من كسب أعضاء الكونغرس أو مجلس العموم البريطاني لأن قاعدة هؤلاء هي التي تؤثر عليهم فقط". وعن حق العودة للاجئين، قال بشارة إن "هذا حق لأي إنسان في العالم، والفلسطينيون لن يتخلوا عن هذا الحق ولا أحد يستطيع أن يساوم عليه". وأشاد الدكتور بشارة بتجربة "حزب الله" في تحرير الجنوب اللبناني، مشيراً إلى أنها رفعت معنويات المناضل الفلسطيني الذي يحاول تحرير أرضه وإنهاء الاستعمار الإسرائيلي.