سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العراق يوسع حملته الديبلوماسية في مواجهة تهديدات واشنطن . عزة ابراهيم : مستعدون للحوار مع الولايات المتحدة والكويت والعرب يجمعون على رفض الضربة الاميركية
وسّع العراق أمس نطاق حملته الديبلوماسية التي تزامنت مع جولة نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني في المنطقة، وواصل موفدوه زياراتهم الى العواصم العربية لنيل تأييدها في ظل الضغوط الاميركية المتزايدة واستمرار رفض بغداد عودة المفتشين الدوليين، مؤكدا استعداده للحوار "حتى مع الولاياتالمتحدةوالكويت". الدوحة، الخرطوم - "الحياة"، طرابلس، بغداد، موسكو - أف ب، رويترز- اعلن نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي عزة ابراهيم في الدوحة أمس استعداد بلاده للحوار مع اي طرف دولي او عربي بما في ذلك الولاياتالمتحدةوالكويت، معتبرا ان الوضع العربي الان "في أفضل حالاته، مقارنة بسنوات مضت". وكان ابراهيم يرد على اسئلة الصحافيين في اعقاب محادثات مع امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تناولت "مجمل التطورات الاقليمية وقضايا المنطقة اضافة الى علاقات التعاون بين البلدين والسبل الكفيلة بدعمها وتطويرها". وقال ابراهيم ان "الموقف العربي اليوم في افضل حالاته قياسا لما سبق وبالمقارنة مع سنوات مضت"، واضاف ان "العرب يجمعون اليوم من خلال ما سمعناه من تصريحات واثناء لقاءاتنا على انهم يرفضون الضربة الاميركية". واوضح ان محادثاته في الدوحة "ركزت على العمل المشترك لانجاح القمة العربية خصوصا في ظل الظروف الخطيرة التي تمر بها القضية الفلسطينية"، واكد "استعداد بغداد للحوار مع اي طرف عربي او دولي، حتى مع اميركا ومع الكويت" مؤكدا ان "الحوار يتعلق بحقوقنا مع الاممالمتحدة وقرارات مجلس الامن المتعلقة بالسيادة والاستقلال وحرية الاختيار". وسئل عما اذا كانت جولته تشير الى عودة العراق الى الصف العربي فقال ان "العراق عاد الى الصف العربي قبل الجولة، وجولتي تبرهن ان القمة العربية من خلال قادتها مهتمة اهتماما بالغا بعودة العراق الى الصف العربي". وتوقع ابراهيم ان تساهم جولة الحوار الثانية مع الاممالمتحدة في منتصف نيسان ابريل في حل مشكلة المفتشين الدوليين. وكان ولي العهد القطري الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني استقبلا المسؤول العراقي في مطار الدوحة الذي وصله امس آتيا من الامارات، ومن المقرر ان يتوجه الى المنامة. وقبل قطروالامارات زار ابراهيم الاردن وسورية والى الخرطوم وصل امس نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان في زيارة تستمر يومين يلتقي خلالها الرئيس عمر البشير ونائبه الاول علي عثمان طه، على ان ينتقل بعدها الى اليمن. وقال رمضان في تصريحات في مطار الخرطوم أن زيارته الى السودان "لها شقان، الأول يتعلق بالعلاقات بين البلدين وسبل دفعها لمصلحة الشعبين، والثاني يتعلق بالشأن العربي والحوار الدائر بين الدول العربية قبل القمة العربية في بيروت". وأعرب المسؤول العراقي عن أمله في أن تجد بلاده الدعم حيال التهديدات الأميركية ضد العراق. وأشار إلى أن القمة ستتطرق الى المسألة العراقية في ضوء التهديدات الأميركية، إلى جانب تطورات القضية الفلسطينية. وقال رمضان أن الموقف العراقي من مساعي إعادة المفتشين الدوليين إلى بغداد "واضح"، لكنه استدرك قائلا: "هناك حوار الآن بين العراق والأمم المتحدة في هذا الشأن ونأمل في أن يكون إيجابياً". ويناقش نائب الرئيس العراقي في الخرطوم مسار العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها ويوقع على اتفاق للتجارة الحرة مع السودان. ويرافق رمضان وزير الزراعة عبد الاله محمد وعدد من المسؤولين في وزارات الخارجية والتجارة والمالية. ونقلت وكالة الانباء العراقية عن رمضان قبل مغادرته بغداد ان "هذه الزيارة تأتي من اجل الحوار وتبادل الرأى مع اشقائنا للبحث في سبل دعم الانتفاضة الفلسطينية الباسلة ومواجهة التهديد بالعدوان على العراق وايجاد موقف عربي موحد متضامن يحصن الامة امام التهديدات التي تواجهها". المغرب العربي والى ليبيا وصل نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز حيث سلم العقيد معمر القذافي رسالة من الرئيس صدام حسين قالت طرابلس انها "تتعلق بالتشاور حول القضايا العربية الراهنة، خصوصا ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قمع وحصار من قبل منظمة الجيش الصهيوني". وأجرى عزيز مباحثات مع وزير الوحدة الافريقية الليبي علي عبد السلام التريكي. وليبيا هي المحطة الاولى في جولة عزيز في دول المغرب العربي، ومن المقرر ان يزور ايضا تونس والجزائر والمغرب. صحف بغداد في هذه الاثناء، وجهت الصحف العراقية امس انتقادات شديدة للادارة الاميركية واعتبرت دعوة واشنطن للعراق بضرورة تطبيق القرارات الدولية بانها حملة "نفاق وكذب". وقالت صحيفة "الثورة" انه "عندما تدعو اميركا العراق الى احترام القرارات الدولية، وحين تقول ان هذه القرارات يجب ان تطبق، وانه لا مجال للتفاوض حولها، فانها لا تتوخى الصدق والنزاهة واحترام ما يسمى الشرعية الدولية، بل هي تنافق وتكذب وتكيل بمكيال جائر، وتحاول ان تضفي على عدائها للعراق ونياتها العدوانية حياله مسحة قانونية زائفة وتختلق ذرائع مقبولة ولو شكليا لعدوان جديد عليه". وقالت صحيفة "الجمهورية" ان حديث الولاياتالمتحدة عن ضرورة تطبيق القانون الدولي "حديث خرافة لانه حديث مضلل قائم على قاعدة من الاباطيل والمزاعم الكاذبة، لان اميركا بمواقفها وممارساتها تكيل بمكيالين حيال تطبيق القرارات الدولية". ومضت تقول "فهي اميركا تطبقها عندما يفضي تطبيقها الى ايذاء العراق، وترفض تطبيقها عندما بفضي تطبيقها الى ايذاء الكيان الصهيوني، كما ترفض تطبيقها عندما تقضي بانسحاب الكيان الصهيوني من أرض الجولان". ورأت صحيفة "بابل" التي يشرف عليها عدي صدام حسين ان "تصعيد نغمة الهجوم العسكري هو لخدمة مجموعة الشركات التي تصنع السلاح الاميركي والتي عرفت بمساهمتها الكبيرة في انجاح حملة بوش الانتخابية". واضافت ان هذه الشركات "ستستفيد من الكم الكبير من العقود التي ستربحها جراء ارتفاع اصوات المدافع وجعجعة السلاح"، مشيرة الى ان اسلوب الولاياتالمتحدة هذا "اصبح يمثل سياقا في عمل الحكومات الاميركية منذ السبعينات، وربما قبلها، بهدف تصريف السلاح القديم المخزون وبيع السلاح المنتج حاليا". موسكو وفي موسكو، افتتح وزير النفط العراقي عامر رشيد امس اجتماع اللجنة الحكومية الروسية العراقية المخصص لبحث مشاريع اقتصادية ثنائية، خصوصا في القطاع النفطي، بعد رفع محتمل لعقوبات الاممالمتحدة. واوضح متحدث باسم السفارة العراقية في موسكو ان اللجنة التي يشارك في رئاستها وزير الطاقة الروسي إيغور يوسفوف "ستبحث خلال يومين في تنمية التعاون في مجالات النفط والغاز والعلوم والطب".