بعد ساعات قليلة على موافقة الكونغرس الاميركي على خطة الرئيس جورج بوش لضرب العراق، وجهت لجنة نوبل النروجية للسلام رسالة نقد شديدة اللهجة الى الادارة الاميركية تمثلت بمنح الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر جائزة نوبل للسلام. وفسرت لجنة نوبل قرارها بأن جيمي كارتر منح الجائزة "لعمله الدؤوب على مدى عقود لايجاد حلول سلمية للصراعات الدولية وتعزيز الديموقراطية وحقوق الانسان ولجهوده في تطوير النظامين الاجتماعي والاقتصادي". وكان رئيس لجنة نوبل غونار برغي بالغ الوضوح عندما قال إن منح الجائزة إلى كارتر "ليس صدفة"، إذ أنه "من البديهي ان تفهم الجائزة كرسالة نقد ضد الإدارة الاميركية الحالية وسياستها تجاه العراق". ولكن كارتر الذي أعرب عن فرحه الكبير بالجائزة رفض الاجابة عن سؤال لمحطة "سي ان ان" عن موقفه من تعاطي ادارة بوش مع قضية العراق. ونوّهت لجنة نوبل بمساعي كارتر السلمية التي توصلت إلى اتفاقات كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل. وأشار رئيس اللجنة البرلمانية النروجية للشؤون الخارجية، توربيورن ياغلاند، إلى أن اعطاء جائزة نوبل للسلام الى الرئيس كارتر "هي رسالة واضحة الى اطراف النزاع في الشرق الاوسط ولحضهم على العودة الى طاولة المفاوضات والابتعاد عن سياسة الحرب". وقال رئيس وزراء النروج شل فاغني بونديفيك انه "في ظل الظروف الحالية حيث تستخدم القوة في النزاعات، يقف كارتر بقوة عند مبادئه ان النزاعات يجب ان تحل بواسطة المفاوضات والتعاون الدولي المبني على حقوق الشعوب واحترام حقوق الانسان والتطور الاقتصادي". ونوه بونديفيك بمساعي كارتر السلمية في الشرق الاوسط وعملية السلام بين السودان وأوغندا. معلوم ان لجنة نوبل أعربت مراراً عن أسفها لأن عدداً من الفائزين بجائزة السلام عادوا الى حلبة الصراع العسكري بعد منحهم الجائزة، وذلك في اشارة الى النزاع الايرلندي والصراع الفلسطيني - الاسرائيلي. يشار إلى أن كارتر كان اول رئيس اميركي يزور جزيرة كوبا للمرة الأولى منذ 1924. وهو كان وسيط السلام لنزاعات مختلفة في افريقيا وأميركا اللاتينية، ولكن يبقى مؤتمر "كامب ديفيد" واتفاقية السلام بين مصر واسرائيل اكبر نجاح سلمي حققه كارتر خلال فترة وجوده في الحكم بين 1976 و1981. يتسلم جيمي كارتر جائزة نوبل للسلام ومبلغ مليون دولار في احتفالات ضخمة في العاصمة النروجية اوسلو في العاشر من كانون الاول ديسمبر المقبل.