لعبت سميرة محسن بطولة عدد من المسرحيات أثناء دراستها في المعهد العالي للفنون المسرحية - قسم التمثيل والإخراج - منها "وابور الطحين" و"الأميرة تنتظر" و"شاهين مامات" و"شمشون ودليلة"، أضافة إلى مشاركتها في عدد من الأفلام السينمائية الناجحة منها "شيء من الخوف" لحسين كمال و"المتمردون" لتوفيق صالح و"فتاة المينا" و"شقاوة بنات" لحسام الدين مصطفى. وعقب تخرجها من المعهد العام 1971 عُينت مُعيدة ثم سرعان ما سافرت في بعثة دراسية الى موسكو لمدة خمسة اعوام حصلت خلالها على الماجستير عن أطروحة عنوانها "تحليل المخرج للنص الدرامي" والدكتوراه عن رسالة عنوانها "الانحرافة الحادة في الدراما الاجتماعية بعد الثورة ومهمة المخرج في هذه الفترة". وهي تقوم حالياً بالتدريس في المعهد الى جانب ممارستها التأليف والتمثيل. "الحياة" التقتها في اكاديمية الفنون وأجرت معها حواراً تناول نقاطاً عدة: لماذا قمت بتحويل الفيلمين السينمائيين "أم العروسة" وأخيراً "حارة برجوان" مسلسلين تلفزيونيين؟ - أعمال شكسبير تقدم حتى الآن في أوروبا. وموليير وتشيكوف وجميع الأعمال الدرامية يُعاد تقديمها. وكل ما يحدث أننا نأخذ الفكرة ونعالجها في شكل عصري لنحيي ذكرى هؤلاء الكتاب من جهة ونجعل الأجيال الجديدة تتعرف على الأعمال الفنية القديمة والأدباء الذين لم يعاصروهم. وعندما نتعرض الى موضوع قُدم في السينما وأخذ خطاً أساسياً معيناً، لا بد من أن نقدم له معالجة تلفزيونية جديدة ونحدد خطاً أساسياً مخالفاً لما قُدم. وما ردك على اتهام من يتصدى إلى التحويل بأنه يرتكن الى نجاحات هذه الأعمال السينمائية؟ - مسلسل "أم العروسة" الذي يمثله حسين فهمي ومعالي زايد وسوسن بدر وأخرجه أحمد صقر، مغاير تماماً للفيلم الذي تنتهي أحداثه في مسلسلي، في منتصف الحلقة الثانية، في حين يبلغ عدد الحلقات 18 حلقة، وحقق المسلسل نجاحاً كبيراً عند عرضه في جميع الدول العربية، ولو كان فشل لانصرف عنه الجمهور، ثم إن المهارة تكمن في قدرتك على أن "تنسي الجمهور ما شاهده في الفيلم وتجعله يعيش معك في أحداث المسلسل". وهل يوجد فرق بين أن تكتبي القصة والسيناريو والحوار، وأن تكتبي السيناريو والحوار لقصة أديب أو روائي؟ - عندما يكون العمل من تأليفي يكون لي حرية التصرف فيه ككل، ولكن عندما آخذه عن قصة ادبية فإنني أحاول المحافظة على مضمون المؤلف ثم أبدأ النسج عليها. الكم والكيف هل كثرة المحطات الفضائية وما تتطلبه من كم أعمال درامية يمكن أن يشغلك بالكم على حساب الكيف؟ - لا يشغلني إلا تقديم عمل جيد، يأخذ ما يحتاج اليه من وقت وليس لي علاقة بسرعة الطيران التي يحاول أن ينتهجها بعض المؤلفين. وكل عمل أقدمه أحاول أن يكون التالي له أفضل منه "لأنني أستاذة وممثلة والاثنان في تخصص فني يجعل العين عليَّ أكثر"، والدليل أن مسلسل "درب بن برقوق" أخذ مني وقتاً زاد على العامين ونصف العام. اما مسلسل "حارة برجوان" فكتبته في 15 شهراً. هناك رأي يقول إن مؤلِّفات الدراما لم يصلن بعد الى مستوى كتابات الرجال؟ - لا أرى أننا متأخرات عن الرجال، وأشعر أنني وصلت الى مكانة جيدة وكذلك منى نور الدين وصلت الى مستوى اسم مرتفع، ونادية رشاد لأنها تعاني في كتاباتها، وليس الأمر مسألة رجل وامرأة، ثم إن الاسماء الكبيرة من الرجال يكتبون من زمن بعيد، ونحن لا نعرف ماذا يخبئ لنا القدر في الغد؟ هل أثرت فترة دراستك في موسكو على نجوميتك في التمثيل؟ - عقب عودتي وعملي في المعهد كنت نسيت ومكثت ثلاثة اعوام من دون عمل الى أن رشحني المخرج محمد راضي لفيلم "الهروب من الخانكة" ثم في "الإنس والجن" وخلال هذه الفترة ظهر جيل بعدي والأجيال تحل محل بعضها، وأنا عدت مسلحة بالدراما وكانت فترة مثمرة لي في الكتابة إذ قدمت أفلام "المرأة والقانون" و"صرخة ندم" و"إلا أمي" ومسلسل "أيام العمر". هل أنت نادمة خصوصاً أن البعض سبقك خلال فترة دراستك؟ - لست نادمة، كان سفري اختيارياً وعن وعي وليس اجبارياً، ودائما كنت أقول ان عمر الممثل قصير فيما أن عمر الاستاذ والكاتب اطول في العمل الفني وكانت امنيتي ان اعود ممثلة مؤهلة متفردة وأقدم لأولادي شكلاً ثقافياً مختلفاً عن أي ممثل آخر. قبل سفري كنت على بداية سلم النجومية وهذا بآراء فنانين كبار أمثال حسين كمال وتوفيق صالح اللذين راهنا عليّ. لقد "وضعت الشباك وراء ظهري والنجومية على كتفي واخترت وأنا سعيدة باختياري". ليس شرطاً هل تشترطين التمثيل في أعمالك التي تقومين بتأليفها؟ - لم أمثل في كل أعمالي، والتي مثلت فيها كان بترشيح من المخرجين، ولو أعجبتني شخصية وأنا أكتب أراعي أن تتوازى وبقية الشخصيات. أيهما أفاد الآخر الممثلة أم المؤلفة؟ - الممثلة بدأت أولاً ثم المعيدة والاستاذة ثم التأليف، والممثل في داخلي أفاد المدرس والممثل، والمدرس أفاد الكاتب، ولو لم أسافر للدراسة لم أكن سأدرس دراما، وكنت سأصبح كاتبة موهوبة فقط من دون دراسة. ما مقومات الكاتب الجيد؟ - اذا اردت ان تكون كاتباً لا بد وأن تكون قارئاً، الى جانب دراسة فن الكتابة والدراما، وقوة الملاحظة والتركيز في ما يحدث حولك من قضايا سياسية واجتماعية واقتصادية لتستطيع التعبير عنها، اضافة الى كثرة مشاهدة الأعمال العربية والأجنبية سواء أكانت جيدة أم سيئة؟ ومن يعجبك من كتاب الدراما؟ - يعجبني في السينما وحيد حامد لأنه يلمس مواضيع مهمة تمس الناس ويمتلك حبكة الدراما وهو متفهم سيكولوجية الجمهور. ويعجبني في التلفزيون محمد جلال عبدالقوي لأنه يتعب ويعاني ويبحث في كتاباته وهذا مهم جداً لدى الكاتب، وأسامة أنور عكاشة لأنه صاحب جملة حوارية جميلة ومن أفضل من يكتبون عن تاريخ مصر في فترة ما قبل الثورة. ما رأيك في الدراما العربية؟ - اشاهد أعمالاً درامية متقدمة جداً من دول الخليج لأنها نابعة من مجتمعهم. أما سورية فمتقدمة تكنيكياً، وفي الاعمال الاسطورية، ولكني لم أر فيها شيئاً رائعاً في الاعمال الاجتماعية، مهما يكن من الامر فإن تقدم فن كتابة الدراما والتكنيك يخلق جواً من المنافسة الشريفة عربياً.