سؤال: كم يخدم النائب في الكونغرس الأميركي؟ جواب: الى ان يضبط بالجرم المشهود. النائب غاري كونديت لا يزال "يخدم" لأنه ضبط حتى الآن بجنحة لا جناية، فقد ثبت أنه أقام علاقة جنسية مع متدربة في مكتبه. إلا أن المتدربة تشاندرا ليفي اختفت، ولم يثبت بعد انه وراء اختفائها، أو انها ماتت، فالديموقراطيون الذين ينتمي كونديت الى صفوفهم، يقولون انه لا غضاضة ان ينام كلمة مخففة السياسي مع متدربة أو مضيفة او مراهقة، إلا انه لا يحق له ان يقتلها. لذلك فالحزب الديموقراطي كله لا يزال يدافع عن كونديت الى أن يثبت العكس. البنت اختفت في 30 نيسان ابريل الماضي، وأمها لم تسأل عنها حتى الثالث من ايار مايو. وهي اتصلت بكونديت وقالت ان تشاندرا لم تصل الى كاليفورنيا، فسألها ان كانت تقبل ان يعرض عشرة آلاف دولار لمن يأتي بمعلومات عنها. يكاد المريب يقول خذوني. وكونديت تصرف بشكل مريب فعلاً، فالأم لم تكن تعتقد ان ابنتها تعرضت لسوء، والشرطة لم تكن سمعت عن اختفائها. ومع ذلك فالنائب عرض جائزة فوراً، كأنه يعتقد ان مصيبة حصلت. وهو قال بعد ذلك لعشيقة اخرى هي المضيفة آن ماري سميث انه سيواجه متاعب، وربما كان الأفضل له ان يختفي فترة. كونديت عمره 54 سنة، وتشاندرا ليفي اختفت وعمرها 24 سنة، وإذا كان مثل هذه العلاقة لا يكفي مادة لفضيحة، فقد تبين ان للنائب النشيط سبع عشيقات، بينهن المضيفة سميث. هذه المرأة الحمراء الشعر اتهمت كونديت بممارسة انواع شاذة من الجنس ودخلت في تفاصيل لا مجال لنشرها هنا، وهي قالت إنه يخبئ تحت سريره وسائل، أيضاً لا مجال للحديث عنها هنا، فأكتفي بزعمها انها وجدت تحت السرير ربطات عنق كرافات معقودة بعضها ببعض، ما ذكرني بسيجار بيل كلينتون والمتدربة الأخرى مونيكا لوينسكي. مونيكا لا تزال حية، اما تشاندرا ليفي فاختفت عن وجه الأرض. ودفاع كونديت الوحيد انه لا يملك سيارة، والمقصود انه لا يملك وسيلة لنقل الجثة، إذا كان قتلها. الحزب الديموقراطي هب للدفاع عن العضو المتهم، وقال زملاؤه: لماذا يقتل هذه العشيقة بالذات طالما انه ارتبط بعشيقات طيلة عمره ولم يقتل اي واحدة منهن؟ تشاندرا كانت تعتقد ان كونديت يشبه الممثل هاريسون فورد، وهي أسرّت لخالتها انها تريد ان تحمل ابنه. وإذا كان كونديت يشبه هاريسون فورد، فأنا والقارئ نشبه جون ترافولتا، إلا ان الموضوع ليس ضعف نظر تشاندرا أو قلة ذوقها، بل حيائها. شرطة واشنطن بذلت من الجهد لمعرفة مصير المتدربة حتى انها تعرضت لانتقادات من اسر ضحايا آخرين، قالوا ان الشرطة لم تبذل جهداً كافياً لمعرفة ما حدث لهم. وردت الشرطة بإصدار قائمة بنتائجها هذه السنة تثبت انها افضل من نتائج الفترة نفسها من السنة الماضية. وقرأت مثلاً انه منذ اول ايار، نجحت الشرطة في إغلاق ملف 18 جريمة من اصل 45، ما يعني نسبة نجاح تعادل 40 في المئة، في مقابل 30 في المئة السنة الماضية. كانت هناك ارقام مشابهة، كلها يظهر ان غالبية الجرائم في العاصمة الأميركية يمر من دون عقاب، ما يلقي ضوءاً على السياسة الخارجية الأميركية وأسبابها. غير انني أبقى مع المتدربة المختفية. والعبارة السابقة مجازية، فأنا لا أريد ان أبقى معها، لأنها قد تكون في نهر بوتومال، وقدماها مزروعتان في برميل اسمنت، لذلك ابقى مع قضيتها، وأقول ان الصحافة اكتشفت حتى الآن معلومات تفوق كثيراً ما عند الشرطة. وهكذا فقد علمنا ان كونديت زوج مخلص لعشيقاته ووالد طيب، وأنه ابن قسيس معمداني. وهو إضافة الى تشاندرا المختفية والمضيفة التي لا تسكت، ضم بين عشيقاته الأخريات، مراهقة في الثامنة عشرة وضعت ولداً وكتبت في خانة اسم الأب "نحتفظ به". وعندما كان كونديت عضواً في مجلس ولاية كاليفورنيا، اشتهر بنشاطه الجنسي، الى درجة ان سكرتيرات المجلس نظمن حملة جمع تبرعات له شعارها وسيلة منع حمل للرجال الكلمتان متشابهتان بالإنكليزية. ومنذ اختفاء البنت وكونديت يكذب بطريقة يحسده عليها كلينتون، فهو ايضاً نفى اي علاقة جنسية مع تشاندرا ليفي، وظل ينفي شهرين، ثم اعترف للشرطة. وهو كذب عن آخر مرة رآها، وآخر مرة اتصلت به، ثم "نجح" امام آلة كشف الكذب، غير ان الصحف ذكرت بعد ذلك ان الامتحان كان مغشوشاً. مع ذلك لا يزال الديموقراطيون يدافعون عنه، بل انهم نسوا انه كان بين قلة من الديموقراطيين صوتت لعزل كلينتون في فضيحة مونيكا لوينسكي، وقد بدأت الطرق التي سمعناها قبل ثلاث سنوات تعود باسم كونديت، مثل تلك القصة عن استفتاء سئلت فيه النساء الأميركيات: هل يقبلن ممارسة الجنس مع كلينتون؟ وجاء رد 87 في المئة منهن: لن أفعل ذلك مرة ثانية. كونديت لا يزال يأمل ان يتعرف على هؤلاء النساء، وله صفحة على الإنترنت تضم إعلاناً يقول: فرصة للمتدربات. سواء كنت في موديستو أو مرسيد او واشنطن، فالعمل في احد مكاتب النائب كونديت سيوفر لك تجربة مجزية كثيراً. ومن لا يصدق هذه الدعاية يستطيع ان يسأل تشاندرا ليفي.