وافق النائب الأميركي غاري كونديت على السماح للشرطة بتفتيش منزله، والاطلاع على سجلات محادثاته الهاتفية العادية والخلوية، في اطار التحقيق في اختفاء المتدربة الاتحادية تشاندرا ليفي 24 عاماً الذي ارتبط معها بعلاقة جنسية. وذكر مصدر في شرطة مدينة واشنطن ان الشرطة تفكر جدياً في تفتيش شقة كونديت نائب ديموقراطي عن كاليفورنيا في المدينة، على رغم عدم توجيه اي اتهام إليه بعد. وجاء اعلان المصدر بعد حديث لمحامي كونديت آيب لويل تعهد خلاله ان يتعاون موكله مع الشرطة الى اقصى الحدود. وكان كونديت 53 عاماً اعترف للشرطة، الجمعة الماضي، بأن علاقة جنسية ربطته بتشاندرا قبل اختفائها آخر نيسان ابريل الماضي. وجاء حديث لويل بعد ضغوط مارستها وسائل الإعلام على موكله ليدلي بمعلومات عن القضية، وبعد مطالبة والدَي تشاندرا بإخضاع النائب لجهاز كاشف الكذب، بحجة انه لم يتعاون مع المحققين في صورة كافية. وما زاد الضغوط على كونديت ان مضيفة جوية اسمها آن ماري سميث ادعت انها كانت على علاقة جنسية مع تشاندرا، وأن النائب طلب منها عدم الإدلاء بأي معلومة عن علاقته بالمتدربة المختفية. ومن المتوقع ان تكون سميث أدلت بإفادتها في مكتب المدعي العام فجر اليوم. لكن كونديت نفى المزاعم المذكورة، مؤكداً انه لم يطلب من احد ان يضلل القضاء. وقال لويل ان كونديت وافق على منح المحققين اذناً كاملاً بالاطلاع على كل اوراقه في منزله او مكتبه، وطلب من مساعديه التعاون في صورة مطلقة مع المحققين. وأضاف لويل ان موكله عرض ان يخضع لفحص "دي أن آي" الحمض النووي، لكن الشرطة اعتبرت ان ذلك غير ضروري لأنه غير مشتبه فيه بعد. ولا تزال شرطة واشنطن تتعاطى مع المسألة على انها قضية اختفاء عادية، وأنها لا تريد إحراج النائب بسبب كونه متزوجاً وله ولدان. لكن الشرطة عيّنت محققاً جنائياً في القضية ما يشير ان لديها شكوكاً في ان تكون تشاندرا قتلت، خصوصاً ان الشرطة لم تعثر في شقتها على اي دليل يوحي بأنها كانت تريد مغادرتها طويلاً. وكانت تشاندرا شوهدت، آخر مرة، في نادٍ رياضي وسط واشنطن، وغادرته الى شقتها التي لم تصل اليها، ولم يعرف عنها اي شيء بعد، على رغم شن حملة بحث واسعة شاركت فيها اكثر من وكالة امنية اميركية. وفتشت الشرطة، وبدقة، كل مكبات النفايات في واشنطن وقربها، بحثاً عن جثة تشاندرا بعد ورود اشاعات عن انها قتلت وتم التخلص من جثتها. وفي مواجهة الغموض الذي يحيق بالقضية، نفى كونديت ما تردد في وسائل الاعلام عن احتمال تقديمه استقالته من المجلس النيابي الذي نجح في ان يُنتخب إليه، سبع ولايات متتالية. لكن زعيم الغالبية الجمهورية في المجلس النائب ديك وايميم ألمح الى ان النواب قد يطالبون بفتح تحقيق في سلوك كونديت، ولو ثبت ان لا شأن له باختفاء شاندرا. وقال ان النائب الديموقراطي لن ينجو بفعلته، ملمحاً الى فضيحة مونيكا لوينسكي المتدربة السابقة في البيت الأبيض التي ارتبط معها الرئيس السابق بيل كلينتون بعلاقة جنسية، ما أدى الى خضوعه لاجراءات عزل في مجلسي النواب والشيوخ نجا منها بما يشبه المعجزة.