تبنت مزرعة "الخالدية" أسلوباً علمياً حديثاً في زراعة الكمء، قوامه تلقيح اشجار الزيتون واللوزيات بشتلات من نوع خاص، أتى ثماره في المملكة العربية السعودية، وفي مشروع رائد في إمارة أبو ظبي. على غير عادة، ظهر الكمء الفقع العربي هذا الموسم، ولكن من دون امطار "الوسم"التي درج اهل السعودية على الربط بين هطولها وظهور هذا النبات. ومرد هذا الظهور غير المألوف إلى تطبيق طريقة علمية جديدة في زراعة الكمء لا يعرف سرها الا عالم الميكروبولوجيا الزراعية البروفسور الالماني من اصل كردي ازاد خانقاه، الذي نجح في زرعه على جذور الزيتون في مزرعة الخالدية في الرياض. وطوّر خانقاه طريقته بعد بحوث استمرت سنوات عدّة، وأصاب نجاحاً على المستوى الاوروبي، ثم تبنت مزرعة الخالدية المشروع تمهيداً لنشره في الشرق الاوسط. وظهرت بواكير الانتشار في مشروع في دولة الامارات العربية المتحدة، وتحديداً في إمارة ابو ظبي، حيث زرعت شتلات كمء استقدمت من مزرعة الخالدية، في مزرعة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان. من فقع كركوك الى معهد هانوفر يجذب "الفقع"، وهو الاسم الشائع للكمء لدى اهل الخليج وشبه الجزيرة العربية، جمهوراً عريضاً من مختلف الاذواق والاهتمامات. وكان العرب عرفوه منذ قرون بعيدة، وعقدوا له الاسواق في كل من بغداد ودمشق وحلب والقدس. وعرفه قبلهم الرومان واطلقوا عليه اسم "اطفال الارض"، ثم سماه الاوروبيون "الألماسة السوداء". وأغرم نابوليون بونابرت به، وسماه "تفاحة السحر والحب". وفي حديث الى "الحياة"، عزا خانقاه اهتمامه بالكمء إلى صباه في منطقة كركوك، حيث يكثر ظهوره. وكافأت جامعة هانوفر جهوده في سبر تفاصيل زراعة هذه الثمرة المهمة، فأطلقت اسمه على معهد تابع لها، هو "معهد خانقاه للابحاث العلمية". ويضيف أن ثمار الكمء الموجودة في المنطقة العربية هي من النوع العربي، ومن اصنافه المعروفة بأسماء محلية: "الزبيدي" و"الخلاسي" و"البدوري". وثمة انواع اوروبية تحت اسماء، منها magnatoum, melanosborm and astivoum. وتتمثل طريقة خانقاه في زراعة الكمء في تلقيح inoculated جذور شتلات الزيتون، وكذلك اللوزيات، مثل الجوز والبندق واللوز والفستق، بشتول تجهز في المختبر. وتفحص جذور الشتلات مجهرياً بعد ثلاثة اسابيع من التلقيح، للتأكد من نجاحها. ويضيف: "يجب اولاً ان يراعى اختيار الموقع والمتطلبات المناخية ودرجات الحرارة اليومية. ويعد هطول الامطار بنسبة تتفاوت بين 600 ملم و1550 في السنة مناسباً لنمو الكمء. وإذا كانت الامطار غزيرة في الخريف والربيع، فإنها تزيد من الانتاج. وفي حال انحباسها وشحها، يفي نظام الري بالتنقيط بالغرض. وفي الحصيلة، المطلوب من المياه توفير حد أدنى من الرطوبة حول جذر النبات الملقح بشتلات الكمء. وتحبَّذ زراعته في الأراضي التي تتمتع بوسط قَلَوي، إضافة الى محتوى عال من الكالسيوم، كما هي الحال في مشروع أبو ظبي. ونجحت مزرعة "الخالدية" في تلقيح ما يزيد على 150 الف شتلة زيتون. وتصبو الى تعميم هذه التجربة على مختلف مناطق السعودية والخليج.