منيت حركة "طالبان" بنكسبة كبيرة نهاية الاسبوع الماضي، اذ اضطرت للانسحاب من مدينة ياكاولانغ الاستراتيجية في اقليم باميان تحت الضغط العسكري لقوات المعارضة. واعترفت الحركة بخسارتها المدينة، لكنها قالت ان قواتها انسحبت منها لاسباب استراتيجية واعادت انتشارها في تقاطع استراتيجي شرق المدينة. كابول - أ ف ب، رويترز - اعلنت قوات المعارضة الافغانية امس، انها استعادت السيطرة على منطقة ياكاولانغ الواقعة وسط افغانستان على بعد 70 كلم الى الغرب من باميان المعقل التقليدي للشيعة. وكانت السيطرة على هذه المنطقة انتقلت اكثر من مرة في الاسابيع الاخيرة بين قوات "طالبان" والمعارضة، في ظل معارك عنيفة بين الطرفين. وأوضح محمد هابيل الناطق باسم قائد المعارضة الافغانية احمد شاه مسعود ان استعادة ياكاولانغ جرت من دون معارك مساء الجمعة، في حين اكد مسؤول في "طالبان" ان قوات الحركة قررت من تلقاء نفسها، ترك المكان منذ اربعة ايام. وكانت "طالبان" استعادت هذه المنطقة الاحد الماضي من ايدي حزب الوحدة الشيعي الموالي لطهران. وواضح احد مسؤوليها في كابول ان الحركة قررت على الاثر الانسحاب منها لانها لا ترى فيها فائدة. واضاف المسؤول: "اخلينا ياكاولانغ لانها لا تستحق عناء المحافظة عليها". ولم يعط المسؤول في "طالبان" تفسيراً مقنعاً لكلامه، علماً ان ياكاولانغ تعتبر المنفذ الرئيسي للحركة الى مناطق الشمال الشرقي، وخسارتها تعني وقف الامدادات الى تلك المناطق او الاضطرار الى الالتفاف عبر منافذ اكثر صعوبة. وأكدت المعارضة ان قوات "طالبان" احرقت المدينة وسوت منازلها ومتاجرها بالارض قبل الانسحاب منها. وتعود تلك المتاجر الى ابناء الاقلية الشيعية الذين ذهب عشرات منهم ضحايا مجازر نفذتها الحركة في المنطقة مطلع هذا العام. ومن جهة اخرى، اعترفت المعارضة بخسارتها قطاعات صغيرة في منطقتي شال واشكامش في اقليم تخار شمال شرقي حيث دارت معارك عنيفة امس. ويقع تخار بمحاذاة اقليم بادخشان قرب الحدود مع طاجيكستان المجاورة. وافادت وكالة الانباء الاسلامية الافغانية القريبة من "طالبان" ان قوات الحركة المنسحبة من ياكاولانغ سيطرت على تقاطع كلفغان الاستراتيجي المؤدي الى القاعدة الرئيسية للمعارضة في فرخار في اقليم تخار، وذلك على امل ان يفسح ذلك لها في المجال امام التقدم الى مناطق في بادخشان وهو الاقليم الوحيد الذي تسيطر عليه المعارضة بالكامل شمال شرقي البلاد ويبدو دخول "طالبان" اليه امراً شبه مستحيل. وفي الوقت نفسه، اعلنت مصادر المعارضة ان الحركة تعد لهجوم على مناطق شمال كابول المؤدية الى معقل مسعود في وادي بنجشير. وقال ناطق باسم الاخير ان "طالبان" حشدت لذلك قوات ضخمة. لكن المراقبين استبعدوا نجاح الحركة في تلك المنطقة الوعرة المحصنة تحصيناً جيداً.