طالب الرئيس حسني مبارك امس العالم الإسلامي "أن يجدد نفسه وينفض غبار التخلف عنه لتنطلق الأمة الإسلامية إلى آفاق التقدم والنهوض مسلحة بالعلم حتى يجد العالم الإسلامي لنفسه مكاناً مناسباً في خريطة العالم المتحضر". واعتبر الرئيس المصري، في كلمة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام الثالث عشر للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الذي يستمر أربعة أيام في القاهرة، أن القضية المصيرية التي تواجه الأمة الإسلامية هي "قضية التخلف في شتى المجالات الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية وفي مجالات الفكر الديني أيضاً". وقال ان انشغال الأمة بقضايا هامشية عبثية لا جدوى منها "يعد جناية في حق الأمة وتعويقاً لها عن مسيرتها نحو التقدم واحتلال موقعها الذي أراده الله لها كخير أمة أخرجت للناس". واضاف مبارك، في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه وزير الأوقاف الدكتور محمود حمدي زقزوق، "آن الأوان لأن يستيقظ المسلمون جيداً ويلتفتوا إلى الاصلاح على جميع المستويات وبصفة خاصة إصلاح العقليات واتجاهات التفكير"، موضحاً أن مشكلة الإسلام اليوم "ليست في خصومه لأن أمرهم معروف وكيدهم مكشوف ولكنها في الجهلاء من ابنائه الذين يدخلون بالمسلمين في دروب وطرق تؤدي إلى الهلاك مع أن طريق الإسلام واضح لا عوج فيه". وتعقد الدورة الحالية للمؤتمر تحت عنوان "التجديد في الفكر الإسلامي". وحضر الجلسة الافتتاحية أمس شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي والأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله عبد المحسن التركي والبابا شنوده الثالث ومفتي مصر الدكتور نصر فريد واصل وممثلون ل65 دولة وأكثر من 180 شخصية إسلامية. وقال مبارك في كلمته "إن ما تمتاز به الشريعة الإسلامية من المرونة والوسطية جعلها تتجاوب دائماً مع مصالح الناس في كل زمان ومكان، وستظل دائماً متجددة ومواكبة لكل تقدم حضاري ما دام هناك مجددون يدركون أهمية الاجتهاد... وهكذا كان اعتماد المسلم على عقله عن طريق الاجتهاد في كل القضايا التي لم ترد في شأنها نصوص شرعية قاطعة هو الدعامة الأولى والركيزة الأساسية التي كانت تمثل بداية انطلاق العقل المسلم لبناء حضارة الإسلام وثقافته على امتداد تاريخه".