الرياض - الحياة - تعتبر حظوظ لاعب خط وسط المنتخب السعودي لكرة القدم وفريق الهلال نواف التمياط كبيرة في احراز لقب افضل لاعب آسيوي للعام الماضي، بعدما اعلن الاتحاد الآسيوي عن انحصار المنافسة بينه وبين الكوري الجنوبي لي دونغ كوك، علماً بان حفلة توزيع الجوائز المختلفة التي ستتوج العطاءات الفردية والجماعية في القارة الصفراء ستقام الاربعاء المقبل في سنغافورة. ويمكن القول ان التقليد بات عنوان البطولات الآسيوية الكبرى، وكذلك الالقاب الفردية التي توزع سنوياً من قبل الاتحاد الآسيوي، عبر مواكبة الفرق السعودية ولاعبيها انجازاتها. وكما كرست مسابقة الكأس السوبر الآسيوية، التي تجمع سنوياً بين حامل لقب كأس الابطال وكأس الكؤوس في القارة، العام الماضي، استمرار ظاهرة وجود فريق سعودي تمثل في الهلال، حامل لقب كأس الابطال، كذلك الحال بالنسبة الى جائزة افضل لاعب سنوي الذي سيخوض فيه نجم الهلال والمنتخب "الاخضر" نواف التمياط الصراع النهائي فيها هذا العام، ويواصل بالتالي ترسيخ قاعدة ترشيح اللاعبين السعوديين لنهائيات الجائزة للمرة الرابعة على التوالي. وهنا يظهر جلياً حجم القاعدة الكبيرة التي تحتم تفوق الكرة السعودية حالياً في المجالات كلها، واهمية موقعها الذي يتعزز بالانجازات البارزة في كل الاستحقاقات المهمة. واللافت ان تألق التمياط رافق محطة الكأس السوبرالآسيوية ذاتها، والتي واجه فيها فريقه الهلال نظيره شيميزو بولسه الياباني ذهاباً على استاد نيهودايرا في العاصمة اليابانية طوكيو واياباً على استاد الملك فهد بن عبد العزيز في الرياض، وهو نال جائزة افضل لاعب في المباراتين بعدما عكس حنكة الافادة من الفرص المتاحة لتجسيد خطورته الكبيرة في التهديف سواء امام المرمى او بعيداً امتاراً عدة منه، وفاعلية التمرير الدقيق والحاسم والذي يشكل محور تحركات اداء زملائه في الفريق. وبعدما قاد التمياط فريقه الى فوز ثمين 2-1 ذهاباً، اضطلع بدور البطل الفعلي اياباً بتسجيله هدف التعادل 1-1، إثر مجهود فردي تخطى فيه ثلاثة مدافعين من بينهم الليبيرو ريوزو موريوكا، قائد منتخب بلاده الذي شكل احد ركائز هزيمة "الاخضر" في نهائي كأس الامم الآسيوية ال12 في تشرين الاول اكتوبر الماضي في لبنان. وعكس هذا الهدف صورة النجم المنقذ الفعلي، اذ ان لمسته الواحدة الحاسمة وضعت فريقه على سكة اللقب الصحيحة، ومنعت الفريق الياباني، صاحب الامكانات العالية من قلب الموازين، وهو امر توعد تحقيقه قبل المباراة. وكذلك اظهرت هذه اللمسة بوضوح ميزتي التركيز الفائق التي يتحلى بها التمياط، والتصميم الكبير على الفوز وتخطي كل العقبات التي تعترض مصلحة فريقه في الفوز. ولا بد من الاشارة الى ان تصميم التمياط الكبير شمل ايضاً تصريحات ما قبل مباراة الاياب امام شيميزو، من اجل توفير الحافز الكبير لزملائه، بعدما اعلن ان المباراة تمثل اهمية كبيرة للهلال من اجل تحقيق هدف خوضه منافسات بطولة العالم الثانية للاندية المقررة الصيف المقبل في اسبانيا، "والذي لم يتحقق سابقاً عبر فوزنا الاول باللقب في عام 1997". أسلوب اوروبي من جهة اخرى، واعترافاً بفضله الكبير في بلوغ المنتخب السعودي نهائي كأس الامم الآسيوية ال12 الاخيرة، وصف حارس المرمى محمد الدعيع زميله التمياط بالرئة التي تنفس منها المنتخب، بعدما ساهم في تحقيق غالبية نتائجه البارزة، واهمها تخطيه المنتخب الكويتي في الدور ربع النهائي بتسجيله هدفين من بينهما الهدف الذهبي 3-2. ويصح القول ان المهارات الفردية المتميزة للتمياط شكلت وسيلة تعويض عدم اكتمال الفاعلية الجماعية ل"الاخضر"، والتي تأثرت سلباً بالاقالة السريعة للمدرب التشيخي ميلان ماتشالا عقب الخسارة الفادحة 1-4 امام المنتخب الياباني في المباراة الاولى وتعيين ناصر الجوهر بدلاً منه. واظهرت مهاراته عموماً اسلوب لعب التمياط الاوروبي عبر بذله الجهود الكبيرة في الدفاع والهجوم على السواء، علماً بانه ابدى اعجابه دائماً باسلوب الكرة الشاملة في فريق اياكس امستردام. وفي الاطار ذاته، يؤمن التمياط بأن مهاراته ذات الطابع الاوروبي يمكن ان تضمن نجاح مسيرته الاحترافية في احد الاندية الانكليزية او الايطالية، وهي خطوة يأمل بأن يحققها في المستقبل، علماً بأنه اعلن انه تلقى عروضاً فعلية قبل كأس الأمم الآسيوية من ناديي اوتريخت وتوينتي انكشيده الهولنديين. وربما كانت خطوة احترافه في اوروبا قريبة جداً بعدما حقق مع الهلال، الذي انضم اليه في سن ال16 اهم الالقاب المحلية والخارجية البارزة، كما انه لا يتعدى سن ال22 حالياً، ويملك خبرة مواجهة اهم اللاعبين العالميين بعدما خاض نهائيات مونديال فرنسا عام 1998، ومباريات دولية امام منتخبات عريقة عدة اهمها انكلترا على استاد ويمبلي، علماً بأن عدد هذه المباريات بلغ 40 حتى الآن. لقد جسد التمياط دائماً الحضور القوي في المهمات الاكثر صعوبة، وبات مصدر فخر واعتزاز لبلاده، ويرجح ان يستمر ذلك في المستقبل، على رغم تعرضه اخيراً لاصابة في ركبته اليمنى ستبعده نحو ستة اشهر عن الملاعب. يذكر ان التمياط توجه من باريس الى استوكهولم بهدف الخضوع لجراحة في موضع إصابته بالركبه اليمنى عند الطبيب اريكسون الذي سبق ان اجرى جراحات مشابهة للاعبين سعوديين آخرين منهم زميله حسين المسعري. كوك وبالانتقال الى منافس التمياط على لقب افضل لاعب، الكوري الجنوبي لي دونغ كوك، فاعتبرت محطة تألقه الابرز نهائيات كأس الامم الآسيوية في لبنان والتي توج هدافها برصيد ستة اهداف في ست مباريات، علماً بأنه لم يشارك اساسياً في بعض منها. وأثبت كوك امتلاكه حساً تهديفياً كبيراً مجبولاً بمهارات عالية اهمها في المواجهات الثنائية والتسديدات الرأسية. وهو كان انتقل بالاعارة لفترة ستة اشهر من صفوف فريقه المحلي بوهانغ الى فردر بريمن الالماني في كانون الثاني يناير الماضي.