كابول - رويترز- وصل وفد من الاممالمتحدة الى العاصمة الافغانية كابول امس، لاجراء محادثات مع مسؤولي حركة "طالبان" عن المعوقات التي تقول الاممالمتحدة انها تواجهها اثناء قيامها بأعمال الاغاثة في البلاد. ويمثل الوفد عدداً من الهيئات التابعة للأمم المتحدة ويترأسه اريك دي مول منسق الاممالمتحدة لشؤون افغانستان. ومن المتوقع ان يلتقي وزيرا الخارجية والتخطيط في حكومة الحركة. وتأتي الزيارة بعد اجتماع دي مول مع مسؤولي "طالبان" في معقلها الرئيسي في مدينة قندهار جنوب البلاد الاسبوع الماضي. كما تأتي الزيارة بعد شكاوى من ان بعض مسؤولي الحركة يتحرشون بموظفي الاممالمتحدة الذين يحاولون تقديم المساعدات الانسانية للافغان. وقال دي مول للصحافيين لدى وصوله الى مطار كابول: "سنبحث عدداً من القضايا التي تحدثنا عنها في قندهار. انها تتعلق بشكل رئيسي ببيئة العمل". وتقول الاممالمتحدة ان موظفيها منعوا مراراً من تقديم الاعانات للسكان في منطقة هازاراجات الشيعية حيث اسفر القتال بين الحركة والتحالف الشمالي المناهض لها عن تشريد اكثر من 60 الف شخص. وأضاف دي مول: "لا توجد مشكلات غير متوقعة. هناك دائماً بعض المشكلات والقضية هي محاولة التخلص منها". الا انه لم يعط مزيداً من التفاصيل. وتأتي زيارته الى كابول عقب تحذير من برنامج الغذاء العالمي من أنه سيضطر لإغلاق افران تبيع الخبز بسعر مدعوم بسبب رفض "طالبان" الاستعانة بالنساء الافغانيات للقيام بمسح بهدف تحديد الفئات الاكثر احتياجاً. وقال منسق الاممالمتحدة ان وفده سيثير قضية المسح الذي يرغب البرنامج في اجرائه. وذكرت وكالة الانباء الاسلامية الافغانية ومقرها باكستان ان "طالبان" تصر على انها لن تتخلى عن مبادئها التي لا تسمح للنساء بالعمل لدى برنامج الغذاء العالمي. ولا يمكن للرجال ان يقوموا بهذه المهمة اذ ان "طالبان" لا تسمح لهم بدخول المنازل والتحدث الى النساء. واكد برنامج الغذاء مرات عدة للحركة ان هذا المسح مهم للتأكد من ان الخبز الذي يتم توزيعه على 282 الف شخص يصل الى اكثر الناس احتياجاً. وخاضت "طالبان" عدداً من الصراعات مع المنظمات التي تتلقى دعماً اجنبياً والاممالمتحدة وعدد من جماعات الاغاثة الخاصة التي تقدم غالبية الخدمات الاجتماعية في افغانستان بسبب مسألة تشغيل النساء. وقبل عشرة ايام، دهمت الشرطة الدينية مستشفى يتلقى دعماً ايطالياً في كابول لانه سمح للعاملين من النساء والرجال بتناول الطعام في غرفة واحدة. وقال مسؤولون في المستشفى ان الشرطة التي تتبع مباشرة الزعيم الاعلى للحركة ملا محمد عمر ضربت العاملين بالمستشفى واعتقلت ثلاثة افغان. واحتجاجاً على ذلك أغلق المستشفى ابوابه وسحب العاملين الاجانب. وهو يطالب الآن بضمانات امنية لموظفيه قبل استئناف العمل.