حاصرت قوات كبيرة من الجيش الاسرائيلي تساندها الدبابات وحاملات الجنود المجنزرة حي الإسكان الشرقي وحي الالمانية شرق مدينة جنين في الضفة الغربية منذ ساعات ما بعد ظهر امس وشرعت بقصف المناطق السكنية في المنطقة جوا وبرا بواسطة المروحيات الحربية والدبابات، وذلك في إطار ملاحقة مجموعة من المسلحين الفلسطينيين قالت مصادر عسكرية اسرائيلية ان افرادها اطلقوا النار باتجاه مستوطنة "غانيم" الملاصقة لمنازل المواطنين في جنين. واكد شهود ان قوات الاحتلال احتلت عددا من المنازل وحولتها الى نقاط رماية باتجاه الفلسطينيين واطلقت قذيفتين باتجاه منزل خال لاحد المواطنين ظنا منها ان المسلحين الفلسطينيين تحصنوا فيه. واستشهد المواطن وائل السعدي 50 عاما بعد اصابته برصاصة من العيار الثقيل اطلقت من احدى المروحيات الحربية، فيما اصيب شرطيان فلسطينيان بجروح متوسطة جراء القصف. وشهدت المنطقة التي تعرضت للاحتلال خمس مرات خلال الاسابيع الاخيرة تبادلا لاطلاق النار. وسبقت عمليات التوغل في منطقة جنين التي يحتل الجيش اجزاء منها منذ اواخر تشرين الثاني نوفمبر من العام الحالي، عملية دهم واسعة نفذها ما يزيد عن 300 جندي في بلدة عزون شرق مدينة قلقيلية شمال الضفة الخاضعة للسيطرة الفلسطينية، اعتقل خلالها 18 فلسطينيا منهم ثلاثة من ضباط جهاز المخابرات الفلسطينية وفقا لمصادر اسرائيلية. وتخللت عمليات الاعتقال حملات تفتيش وتخريب لمنازل المواطنين قبل ان تنسحب القوات الاسرائيلية منها بعد ساعات من دخولها. وجاء التصعيد العسكري الاسرائيلي منسجما مع تصريحات ادلى بها الجنرال الاسرائيلي عاموس غلعاد "منسق شؤون المناطق الفلسطينية" في الجيش الاسرائيلي التي دعا فيها الى استغلال"الراحة الاستراتيجية التي تتمتع بها اسرائيل عالميا"، في اشارة الى الموقف الدولي المساند لسياسة شارون الحالية وتوجيه "الضربة القاضية في الحرب ضد الفلسطينيين". ونقلت اذاعة الجيش عن غلعاد قوله ان الخطر الاستراتيجي الاكبر الذي يهدد اسرائيل في هذه المرحلة "ليس العراق ولا ايران وانما ياسر عرفات". واعلنت اسرائيل انها رفعت حصارها على مدينة اريحا الفلسطينية المتمتعة بالحكم الذاتي اعتبارا من مساء الثلثاء. واعلن مكتب وزير الدفاع الاسرائيلي ان "هذا القرار اتخذ في اطار اجراءات التخفيف الرامية الى تسهيل حياة الشعب الفلسطيني". واضاف "إلا ان الجيش الاسرائيلي تلقى اوامر بالقيام بدوريات في هذا القطاع للرد على اي عملية قد تنتهك الهدوء الذي يسود هناك منذ فترة طويلة". وفي المقابل، اعلن وزير الداخلية الاسرائيلي ايلي يشائي امس ان الركاب الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة لن يتمكنوا من استخدام المطارات الاسرائيلية. وصرح الوزير لاذاعة الجيش الاسرائيلي بان "الحصار يمنع الفلسطينيين من المكوث في اسرائيل وبالتالي منعتهم الوزارة من السفر عبر مطاراتنا". واكد يشائي ان الوزارة اتخذت هذا الاجراء "لاسباب امنية". ويسافر الفلسطينيون عادة عبر مطار عمان الدولي بعد التوجه الى الاردن. فقد قام الجيش الاسرائيلي بوضع مطار غزة الدولي الفلسطيني خارج الخدمة بعد الحاق اضرار فادحة به. كما اعلن يشائي عن تعزيز اجراءات مراقبة الحدود بهدف منع العاملين الاجانب من دخول اسرائيل. الى ذلك، اوفدت السلطة الفلسطينية رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ابو العلاء ووزير الاعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه الى كل من مصر والاردن "لاطلاع الجانبين على تطورات الاتصالات" التي اجراها قريع مع بيريز خلال الاسابيع الماضية. على صعيد آخر، اعلنت الاذاعة الاسرائيلية ان وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر اتصل هاتفيا مع رئيس الوزراء الاردني علي ابو الراغب في ضوء العملية المسلحة التي نفذتها مجموعة لم تعرف هويتها بعد في غور الاردن قبل يومين وقتل خلالها جندي اسرائيلي برتية رقيب واصيب اربعة اخرون بجروح مختلفة. وقالت المصادر ان بن اليعيزر وصف العلاقات مع الاردن بانها "ذخر استراتيجي لاسرائيل". مشددا على ضرورة "مواصلة الحفاظ على الامن على جانبي الحدود".