اميركا : اتهام 116 شخصا بالارتباط بهجمات ايلول . وزير الداخلية حذف "إسماً أو إسمين" من لائحة أعدها جهاز الاستخبارات بريطانيا : المعتقلون الثمانية غالبيتم مغاربة

واشنطن، لندن - "الحياة"، أ ف ب - اعلنت وزارة العدل الاميركية امس ان القضاء الاميركي وجه تهما الى 116 شخصا بالارتباط بهجمات 11 ايلول سبتمبر وان 77 منهم قيد الحجز حاليا.
وصرح وزير العدل الاميركي جون اشكروفت اخيرا ان بعضا من المتهمين يشتبه بانهم اعضاء في شبكة "القاعدة" التابعة لاسامة بن لادن.
وقالت الوزارة ان اجهزة دوائر الهجرة الاميركية تحتجز 460 شخصا اوقفوا اثناء التحقيق الذي فتح بعد الاعتداءات لمخالفتهم قوانين الهجرة. واوضحت ان المحققين يبحثون في احتمال وجود روابط بين المحتجزين ومنظمات ارهابية، مشيرة الى ان "تحديث هذه الارقام يعكس عدد الاشخاص الذين لم يحدد ما اذا كانت لهم علاقات مع منظمات ارهابية وافرج عنهم بكفالة او طردوا من الولايات المتحدة".
وكان اشكروفت صرح في نهاية تشرين الثاني نوفمبر ان وزارةالعدل اتهمت 104 اشخاص بجرائم ضد الدولة الفيديرالية وان 55 منهم قيد الاحتجاز. واشار الى احتجاز 548 شخصا لانتهاكهم قوانين الهجرة في الولايات المتحدة في اطار التحقيق الذي اعقب هجمات ايلول. وقد مثل الفرنس الجزائري الاصل زكريا موسوي اول من امس بتهمة التواطؤ في الهجمات امام محكمة فيديرالية في الكسندريا، قرب واشنطن، والتي قررت ابقاءه قيد الحجز.
الاعتقالات في بريطانيا
وفي لندن، نقلت سلطات الأمن البريطانية أمس ثمانية معتقلين أجانب متهمين بتهديد الأمن القومي، الى سجنين شديدي الحراسة في لندن بلمارش ومنطقة ميلتون كينز خارج العاصمة. واستمر الغموض يلف هوية المعتقلين، وهم أول من يُعتقل بموجب القانون الجديد لمكافحة الإرهاب الذي إقره البرلمان قبل أسبوع. إذ رفضت وزارة الداخلية التحدث عمن شملتهم الاعتقالات، كما لم يمكن الحصول على ردود من محامي الدفاع عنهم.
وزادت وسائل إعلام بريطانية أمس الغموض في شأن مصير الشيخ عمر محمود أبو عمر أبو قتادة الفلسطيني. إذ نقلت عن جيرانه في منطقة اكتون، غرب لندن، انه "اختفى" منذ يوم الجمعة تاريخ صدور قانون مكافحة الإرهاب والجريمة. وقال صحافيون زاروا منزله أمس ان عائلته موجودة في المنزل، وان جيرانه يقولون انهم لم يشاهدوه منذ السبت. وكانت مصادر إسلامية أوردت معلومات مشابهة أول من أمس. غير ان مصادر مستقلة قالت ان "أبو قتادة" هو واحد من خمسة معتقلين في لندن. وإضافة الى هؤلاء، ثمة معتقلان في مدينة لوتون مقاطعة بدفوردشير أحدهما مصري، ومعتقل واحد في برمنغهام وست ميدلاند. وكانت أجهزة الأمن اعتقلت إثنين في البدء في برمنغهام أحدهما شاب مغربي يبلغ 28 عاماً ومتزوج من بريطانية وله منها طفل. لكنه أُطلق بعد ثلاث ساعات مع اعتذار من الشرطة لاعتقاله بسبب التباس. وأجمعت مصادر عديدة على ان غالبية المعتقلين الثمانية مغاربة خصوصاً من الجزائر. ولم تشمل الاعتقالات زعيم جماعة "المهاجرون" الشيخ عمر بكري.
وأوردت هيئة الإذاعة البريطانية تقريراً أمس عن خلفية الاعتقالات ذكرت فيه ان جهاز الأمن "أم. آي. 5" أعد قبل أسابيع لائحة بمتشددين إسلاميين - بعضهم يُشتبه بارتباطه بتنظيم "القاعدة" - لا تملك السلطات أدلة كافية لتقديمهم الى العدالة ولكنهم في الوقت ذاته يُشكّلون تهديداً لبريطانيا ودول أخرى. وفي الأحوال العادية، يكون هؤلاء مرشحين ل"الترحيل" من بريطانيا. لكن ذلك غير ممكن نتيجة المعاهدة الأوروبية لحقوق الإنسان التي تمنع ترحيلهم إذا كان يمكن ان يتعرّضوا للتعذيب أو الموت.
وقالت ال "بي. بي. سي." ان المدير العام ل"أم. آي. 5" ستيفن لاندر وافق على لائحة بأسماء أشخاص رُفعت الى وزارة الداخلية. ثم ناقش محامون تابعون للحكومة اللائحة وحذفوا منها بعض الأشخاص على أساس ان القضية المقامة ضدهم ليست قوية بما يكفي لسجنهم لفترة غير محدودة. وبعد ذلك، رُفعت لائحة نهائية الى وزير الداخلية ديفيد بلانكيت في 17 كانون الثاني ديسمبر الجاري. لكن الوزير ناقش بدوره الأدلة الاستخباراتية المقدمة ضد شخص أو شخصين وردا في اللائحة وتقرر حذفهما منها. وعلى أساس هذه اللائحة النهائية تمت اعتقالات أول من أمس في لندن ولوتون وبرمنغهام.