عمّان، دبي - أ ف ب، رويترز - انتقدت الصحف الأردنية والخليجية الصادرة أمس بشدة التصريحات الاخيرة للرئيس الاميركي بيل كلينتون حول القدس، كما دعت الى تحرك عربي واسلامي للحفاظ على الحقوق الفلسطينية في المدينة. ودعت صحيفة "الدستور" في افتتاحية الى "عقد قمة عربية طارئة، مصغرة كانت أم موسعة" تؤكد "الوقوف العربي الصلب والثابت خلف المفاوض الفلسطيني وتعيد الاعتبار للموقف القومي الداعم لشعب فلسطين، قضية وحقوقاً ومقدسات". ورأت ان تصريحات كلينتون حول امكانية نقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس تأتي "وفقاً للحسابات الانتخابية الاميركية وتخضع لتاثيرات لوبي الضغط اليهودي" في الولاياتالمتحدة. من جانبها أكدت صحيفة "الرأي" ان "التطورات الاخيرة تدعو العرب والمسلمين لاتخاذ اجراءات وقائية ديبلوماسية وسياسية عاجلة تحول دون سقوط القدس في سوق المزايدات السياسية والانتخابية، سواء تلك التي تستعد لها الولاياتالمتحدة او تلك التي تفرض استحقاقاتها على الساحة الاسرائيلية". واعتبرت صحيفة "الاسواق" ان تصريحات كلينتون التي تنطوي على"الابتزاز السياسي" والانحياز لاسرائيل، تؤكد "ان الاميركان وحتى اللحظة ليسوا مع اعادة القدسالشرقية لتكون عاصمة للدولة الفلسطينية" وكذلك "فهم ليسوا مع تراجع اسرائيل الى حدود الرابع من حزيران يونيو 1967 وبالتالي فهم ليسوا مع الشرعية والقانون الدولي". وهاجمت صحف خليجية امس الرئيس كلينتون لقوله ان الولاياتالمتحدة قد تنقل سفارتها من تل أبيب الى القدس. وهاجمت صحف سعودية كلينتون بشدة قائلة انه يردد الموقف المتشدد الذي اتخذه رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك اثناء قمة كامب ديفيد مما ادى الى فشلها. وكتبت صحيفة "الرياض" في مقال افتتاحي ان الرئيس الاميركي يكرر الآن رد باراك السلبي على كل المقترحات الفلسطينية في كامب ديفيد. واضافت ان كلينتون "يريد معاقبة الفلسطينيين بنقل سفارة بلاده الى القدس وحرمانهم من المعونات المادية اذا ما اعلنوا دولتهم". اما صحيفة "البلاد" فقالت: "هذا التصريح المرفوض الذي استثنى فيه كلينتون اسرائيل من مضامينه التهديدية يحمل ابعاداً سلبية ودلالات خطيرة لمدى مصداقية الدور الاميركي تجاه عملية السلام والذي يفترض فيه الحيادية". ومضت تقول: "هذا التصريح الخطير كشف بوضوح تام طبيعة دور واشنطن الذي مارسته في كامب ديفيد". أما صحيفة "غلف نيوز" التي تصدر بالانجليزية في الامارات العربية المتحدة فكتبت في مقال افتتاحي: "بعد محادثات الشرق الاوسط سرعان ما اكتسى كلينتون بعباءة ذات لون مختلف. مديحه البغيض لباراك وتلميحاته لنقل السفارة الاميركية الى القدس الغربية تثير تساؤلات حول حيادية كلينتون اثناء محادثات السلام". وردت صحيفة "الجزيرة" السعودية على تصريحات كلينتون بتحذير من جانبها قائلة: "عليه ان يتأكد يقيناً من ان هناك عواقب أوخم وأشد خطراً على الاوضاع في الشرق الاوسط وفي انحاء العالم الاسلامي كله اذا ما أقدمت اسرائيل بتحريض او تأييد من الولاياتالمتحدة على عمل أخرق ضد القدسالشرقية وضد الشعب الفلسطيني ذلك ان القدس التي تضم المسجد الاقصى المبارك أخت توأم لكل من مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة".