حملت "جبهة علماء الازهر" على المثقفين المصريين، واتهمت وزير الثقافة السيد فاروق حسني ب"الانقلاب" على الدستور، وحذرت "ادباء الاقاليم" من ان "لجبهة العلماء معهم موقفا آخر". وجاء البيان ، في اطار الحملة على رواية "وليمة لاعشاب البحر"، واستهدف حسني والمثقفين المصريين من دون استثناء والرد على ما اعتبرته الجبهة "محاولة لتشويه مواقف الازهر، وانقاص دوره الشرعي في الرقابة". ووصف البيان مواقف المثقفين المطالبة بحماية الثقافة بانها "صيحات مفتعلة، وصخب واسع، تبنتها بعض المطبوعات السيارة، تحت شعارات جوفاء باسم الادب والادباء، والابداع والمبدعين، اصدرت بيانات طفيلية، استهدفت حماية الاسفاف الذي يكتبه المراهقون، وتنشره لهم الهيئة العامة لقصور الثقافة". واعتبر البيان ان هذه الحملات "تستهدف التشهير بالأزهر الشريف، وتدعو الى عزله عن اداء دوره المنوط به شرعاً وقانوناً حتى يتسنى لهم رفع الرقابة الشرعية والقانونية عما يصدرونه من اعمال تطيح بمقومات الامة، وتفسد اخلاق شبابها". واتهم البيان وزير الثقافة ب"الانقلاب على الدستور، والزعم ان مصر دولة علمانية"، معتبرا ان "هذه التصريحات تتجاوز حدوده فاروق حسني الوظيفية، وتمثل مخالفة صارخة لاحكام الدستور الذي نص على ان دين الدولة الرسمي هو الاسلام، والشريعة المصدر الرئيسي للتشريع، بينما الدولة العلمانية لاتنص في دستورها على دين معين لها". وحمل البيان توقيع قيادات الجبهة، وهم رئيس الجمعية الدكتور العجمي دمنهوري خليفة والامين العام الدكتور سعيد البسيوني وامناء لجانها النوعية الدكتور يحيى اسماعيل والدكتور عبدالعظيم المطعني والدكتور محمد البري، كما حملت كل صفحة من صفحاته خاتم الجبهة الرسمي. ويشار الى ان السلطات المعنية اصدرت قراراً بحل الجبهة قبل عامين، اثر تكرار مصادماتها مع شيخ الازهر ومفكرين وكتاب عدة، وذلك لتجاوزها اهداف تأسيسها، وتم تشكيل مجلس ادارة جديد، غير ان حكماً قضائياً قادتها، الغى قرار الحل، واعاد تثبيت اوضاعها القانونية. وشدد البيان على ان "الجبهة هي الممثلة النظامية لجميع علماء الازهر الشريف، العاملين فيه. وفي غيره"، مؤكدا ان "الجبهة ستواصل تمسكها بما صدر عن علماء الازهر، وما اصدره مجمع البحوث الاسلامية، ولجنة الشؤون الدينية في البرلمان في شأن تلك الرواية وليمة لاعشاب البحر القبيحة". وشدد على ان "الازهر الشريف لا يحجر وما كان له ان يحجر على الاديب مبدعاً كان او غير مبدع، وانما الذي ينكره الازهر هو الخروج عن ضوابط الابداع الى جرائم الاسفاف، والاقذاع حين يتخذ بخسة من الدين ومقوماته موضوعاً للسخرية والاستخفاف". وحمل البيان بعنف على مذكرة "ادباء الاقاليم" الى النائب العام اذ اعتبر ان "هذا البيان الذي صدر عمن اسموا انفسهم ادباء الاقاليم، ليرفع اشراف الازهر الشريف عن بعض النتاج اللقيط المشبوه، هم بغير اساءة او تنقيص لا يعدون ان يكونوا رواداً لتلك القصور، كثيرون منهم اميون، وجمهورهم في ما بين زجال وعازف ناي، وضابط ايقاع، او حامل عود، وضارب دف، وللجبهة معهم موقف آخر". ويشار الى ان 2500 من الادباء في قصور الثقافة في محافظات مصر المختلفة، تقدموا بمذكرة الى النائب العام مطلع الاسبوع، يعلنون تضامنهم مع الكاتبين ابراهيم اصلان وحمدي ابو جليل ومسؤوليتهم عن نشر الرواية ويتهمون معارضيهم ب"تبني حملات تكفيرية، معادية لحريات الرأي والتعبير".