صحوة المجد

زَغْرِدي هَوىً وانتصارا
هلِّلي كبِّري لِدَرْبٍ أَنَارا
وارفعي بارقاً يُرفرفُ عِزّاً
واكتسي حُلَّةَ الرَّبيعِ نَضَارا
وانتشي جَبْهةَ الجنوبِ بعرسٍ
توِّجي هَامَكِ الكَريمَ افتخارا
واهتفي نَشْوةً بلبنانَ عَمَّتْ
فالنِّدا للفِدا استطار وَثَارا
وافتحي صَدْرَكِ الأَبيَّ لصَدْرٍ
يَعْشَقُ المجّدَ والشُّموخَ جَهَارا
يَتَمَنَّى من خافِقَيْكِ وِصَالاً
ألتقيهِ بِمُهجَتي إِكْبَارا
وافرَحي يا هضابُ روّتكِ أسْدٌ
من شغافِ القلوبِ مسكاً وغارا
من مِدادِ النُّفوس ريَّاَ وريَّا
وبأغلى ما في الفُؤادِ اعتصارا
عُصْبَةٌ آمنت بِدَرْبٍ وضيءٍ
فأذلَّتْ جلاوزاً أَشرارا
قَتَّلوا ودمَّروا أَغاروا وهدُّوا
أَحرقوا أَشْعلوا بلاديَ نارا
لكن الحقُّ والفداءُ كَشَمْسٍ
نورُهَا شعشعَ الرُّبوعَ انتصارا
وأزاح الظّلامَ فاللَّيلُ وَلَّى
جرجَرَ الذُّلَّ خلفَهُ واستجارا
وخيامُ الطَّاغوتِ أمسَتْ هَبَاءً
وسُجونُ الخيامِ أَضْحَتْ مَنَارا
قلعةٌ في الشَّقيف تعلو شُموخاً
تتحدَّاه غاصباً غدَّارا
فَلَكَمْ شَاهَدَتْ هُداةً بُكُوراً
وَلَكَمْ جُنْدِلَتْ كماةٌ نهارا
وَلَكَمْ سَطَّرتْ صَحَائِفَ مَجْدٍ
ملحماتُ الجنوبِ تَاهَتْ فَخَارا
واستلمنا صَحَائفَ المجدِ حُبلى
تتغنَّى بالمأْثراتِ عَذَارى
صورةٌ للسَّنا ودرسٌ عظيمٌ
يتعالى في الخافقيْنِ وَقَارا
أُمَّتي أُمَّتي إِلَيْكِ اشتياقي
صحوةُ المجدِ تُنجبُ الأحرارا
ونُفُوساً تَتُوقُ للبذلِ عزّاً
تَشْتَهي الزَّحْفَ للهِضَابِ اعْتِكَارا
تَقْتَفي صَخّرةً وقُدْساً وطُهْراً
ما أُحيلاهُ جَحْفَلاً جَرَّارا
محمد إياد العكاري