} اتسمت تصريحات الروسية الاولى ليودميلا بوتين حتى الآن، بالتحفظ فى الحديث عن حياتها الخاصة، لكن هذه المضيفة الجوية السابقة التي تتقن عدة لغات، خرجت أخيراً من عزلتها لتكشف بعض الأسرار المتعلقة بها، خصوصاً بلقائها مع الرئيس عندما كان مجرد رجل استخبارات فقير، لا شيء ملفتاً فيه. موسكو - أ ف ب - بعد يومين من فوز فلاديمير بوتين في الانتخابات الرئاسية، لم يكن لدى مسؤولي الاعلام في الكرملين اي معلومات فعلية عن السيدة الاولى. ولم يعرف حتى هل ستلعب ليودميلا بوتين دوراً في الحياة العامة مثل رايسا غورباتشيوف او انها ستحتل موقعاً أكثر تواضعاً مثل ناينا يلتسين؟ وقال المراقبون إن بوتين وزوجته ظهرا غير معتادين على الحياة العامة عندما استقبلا رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وزوجته في سان بطرسبورغ في وقت سابق من الشهر الجاري. واعترفت زوجة بوتين ان الحياة السياسية "لم تثر اهتمامها يوماً"، وذلك في كتاب صدر أخيراً وتضمن حوارات لفلاديمير بوتين مع الصحافيين. وأكدت ليودميلا بوتين في تصريح لصحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" القريبة من الكرملين والمعروفة بجديتها، انها "بكت طويلاً عندما علمت باستقالة يلتسين وتعيين زوجها رئيساً بالوكالة لأنها ادركت ان حياتها الخاصة انتهت". وعاشت هذه المرأة التي تبلغ من العمر 43 عاماً في مدينة كالينينغراد المغلقة على بحر البلطيق. وهي تصغر زوجها بأقل من خمسة اعوام ورزقت بابنتين ماشا 14عاماً وكاتيا 13 عاماً. وبعدما قطعت دراستها في معهد تقني، بدأت ليودميلا الكسندروفنا اسمها الاصلي العمل مضيفة جوية على رحلات داخلية سوفياتية. فلاديمير الفقير ودعتها احدى صديقاتها في احد الايام الى لينيغراد الاسم السابق لسان بطرسبورغ لحضور عرض للممثل الهزلي اركادي رايكين، فالتقت في مسرح "لينسوفيات" زوجها المقبل. وقالت: "كان يرتدي ملابس متواضعة بل فقيرة. كان ممحياً إلى درجة انني لو رأيته في الشارع لما لاحظت وجوده". وقال لها "فولوديا" الاسم الذي يطلق المقربون من بوتين عليه حينذاك، انه يعمل في الشرطة الجنائية. وبفضله حصلت مجموعة اصدقائه على بطاقات لحضور العرض. وفي وقت لاحق كشف لليودميلا انه يعمل في جهاز الاستخبارات السوفياتي كي جي بي. وبعد ثلاثة اعوام ونصف العام، تزوجا وانتقلا للاقامة مع والدي بوتين. وتحدثت ليودميلا ببساطة عن دهشتها عندما طلبها للزواج "فولوديا الذي يقول عن نفسه انه رجل متكتم وليس سهلاً وانه صريح جداً في بعض الاحيان ويمكن ان يكون مؤلماً". وبعد ذلك عادت الى كلية علم اللغات حيث درست الفرنسية والاسبانية ثم تعلمت اللغة الالمانية خلال اقامتها في المانياالشرقية حيث عمل زوجها لحساب الاستخبارات السوفياتية من 1985 الى 1990. وتحدثت ليودميلا للصحيفة عن عودتها الصعبة الى الاتحاد السوفياتي وحادث السير الذي تعرضت له وأبقاها فترة طويلة في المستشفى والسنوات التي امضتها في سان بطرسبورغ عندما كان زوجها نائبا لرئيس البلدية في 1994. وعندما اعلن بوتين في 1998 رغبته في العودة الى الاستخبارات الروسية، لم تشعر ليودميلا بالسعادة. وتقول: "عندما كان في الاستخبارات السوفياتية كنا نعيش في عزلة كبيرة ووسط قيود لا حصر لها". زحول انتخاب بوتين رئيسا، لم تخف ليودميلا اعجابها وقالت "كنت اعرف ان شيئاً كهذا يمكن ان يحدث مع فولوديا".