هل كتب على الجماهير الناطقة باللغة العربية والكردية ان تدفع ثمن الصراعات القومية وأثناء الوئام أيضاً بين حكومة بغداد وبين الاحزاب القومية الكردية؟ فقبل تسع سنوات وعندما انسحبت القوات القمعية للحكومة من كردستان العراق تم اعداد مجموعة من الجنود الأسرى يقارب عددهم الثلاثين في مدينة جم جمال التابعة لمدينة السليمانية من قبل بيشمركة الاتحاد الوطني الكردستاني. وكان العالم في أيامها في عنفوان المد القومي بعد بزوغ فجر النظام العالمي الجديد المخضب بالدم، وكان اعدام الجنود الذين انتزعوا من دون ارادتهم من أهاليهم وزوجاتهم وأطفالهم ومن ثم حياتهم هي المن والسلوى التي جلبتها هذه الاحزاب لجماهير كردستان والتي كانت في نفس الوقت الورقة الرابحة للمحافظة على الحقد القومي بين الجماهير العربية والكردية في الشقين الشمالي والجنوبي، وهي بالتالي إدامة عمر الاتحاد الوطني الكردستاني في التسلط على رقاب جماهير كردستان. كان وما زال كل شخص ينطق العربية ويعبر الحدود التي تحت سيطرة حكومة بغداد الى مناطق كردستان يتعرض للتحقيقات والإهانات والسجن من قبل الاحزاب القومية ومنها الاتحاد الوطني، وبنفس الطريقة تعامل حكومة بغداد القومية الناطقين باللغة الكردية. ان الحقيقة التي يجب ان تقال بأن الاتحاد الوطني الكردستاني تعلم الكثير من نظام صدام القمعي، لذا لا نستغرب أبداً عندما صرح السيد جلال الطلباني سكرتير الاتحاد الوطني الكردستاني لإحدى أعداد جريدة "الحياة" بأن جد صدام حسين وجده كانا صديقين حميمين وكانت هناك علاقة قديمة بين عشيرتي صدام وعشيرة الطلباني. ان الاحتفاظ بقادة الاتحاد العام للنازحين في كردستان في سجون الاتحاد الوطني الكردستاني تحت ذريعة أنهم عملاء الاجهزة الأمنية للحكومة العراقية ليست فقط اضحوكة وسخرية لا يصدقها اعضاء الاتحاد الوطني الكردستاني انفسهم، بل هي نفس الورقة القومية التي خسرها الاتحاد منذ زمن طويل. فجماهير كردستان عرفت جيداً ان الاتحاد وحكومة صدام وجهان لعملة واحدة، ولكن الذي يفرق بينهما اللغة العربية واللغة الكردية. السؤال الذي يطرح نفسه والذي يدور في خلد أي انسان بسيط يا ترى هل ان كل هذه التكتيكات والمناورات والتخبطات ومن ثم التناقضات في تصريحاته الاعلامية لطمس حقيقة اعتقال قادة اتحاد النازحين والذين هم كوادر الحزب الشيوعي العمالي العراقي والفعالين ضد حكومة بغداد الفاشية ستقرب الاتحاد من حكومة بغداد؟ أم سيرجع أدراجه من جديد الى أحضان اميركا؟ سمير عادل رئيس تحرير جريدة "الأفق"