عاد حاكم ولاية تكساس جورج بوش الابن إلى "الواجهة" في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ولايات فيرجينيا وداكوتا الشمالية وواشنطن التي جرت الثلثاء الماضي، وانكفأ منافسه الرئيسي على قيادة الحزب السيناتور جون ماكين بعدما كان حقق تقدماً ملموساً في انتخابات الأسبوع الماضي في ولايتي ميشيغان واريزونا. وأظهرت الانتخابات الأخيرة ما كان متوقعاً، وهو ان بوش يحظى بشكل لا ريب فيه بدعم الحزب الجمهوري بقياداته وقواعده، وان النجاح الذي حققه ماكين أخيراً، كان بسبب تصويت الناخبين المستقلين والديموقراطيين له، الأمر الذي سيجعل من الانتخابات التمهيدية يوم "الثلثاء الخارق" في السابع من الشهر الحالي، يوم الفصل والحسم، خصوصاً أن هذه الانتخابات ستشمل 13 ولاية أبرزها كاليفورنيا ونيويورك واوهايو ونيوجرزي. وجرت الانتخابات في ولاية فيرجينيا بطريقة كلاسيكية محضة. فالولاية، جنوبية محافظة، وقواعد الجمهوريين فيها ثابتة ومتأصلة، خصوصاً اليمين الديني الذي دعم بوش الابن دعماً كاملاً، خصوصاً بعدما تعرض لحملة شعواء من ماكين. وانتصر بوش على ماكين في الولاية بغالبية 53 في المئة في مقابل 44 في المئة لأخير معظمها أصوات مستقلين وديموقراطيين. وحاز بوش على أصوات 96 في المئة من أصوات الجمهوريين. وكانت انتخابات ولاية واشنطن اختباراً حقيقياً لما ستكون عليه الانتخابات المقبلة، علماً ان الناخب في واشنطن قريب في التفكير من الناخب في كاليفورنيا. وفشل ماكين في الولاية الغربية أمام بوش بنسبة 38 في المئة لماكين و59 في المئة لبوش. وفي ولاية داكوتا الشمالية حيث جرت انتخابات حزبية ضيقة، انتصر الحاكم بوش أيضاً على السيناتور ماكين بنسبة 76 في المئة في مقابل 19 في المئة للأخير، ولم يتمكن ماكين من تثبيت "الظاهرة" التي تميز بها في انتخابات الأسبوع الماضي. وظهر الارتياح الشديد على وجه بوش وداخل حزبه، خصوصاً بعدما برزت أخيراً شكوك حول قدرته على مواجهة ماكين. وقال بوش إن انتصاره في فيرجينيا يشكل "خطوة أولى نحو النصر الكامل، وخطوة أخرى نحو الحزب الموحد". وأضاف ان الناخبين عاقبوا ماكين لأنه حاول استعمال "الورقة الدينية" عندما حمل على اليمين الديني، ولأنه حاول أيضاً أن يعطي الانطباع بأن بوش ضد الأميركيين الكاثوليك. وبدت الثقة على وجه بوش بعد التشكيك في الذات قبل أيام قليلة. ولم يتطرق ماكين إلى الحديث عن هزيمته مباشرة، لكنه وصف حملته بأنها تمثل الضعفاء، واعداً بالنصر الثلثاء المقبل ومتابعاً حملته على بوش والقيادات الجمهورية واليمين الديني. وتبقى الأرقام الاختبار الأول والأهم لمدى قوة المرشحين. والواضح ان بوش متقدم جداً على ماكين، إذ لديه حتى الآن 170 مندوباً انتخابياً في مقابل 105 مندوبين لماكين، علماً ان المطلوب تأييد 1034 مندوباً للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري ومبايعته. وعلى الجبهة الديموقراطية، فشل المرشح السيناتور السابق بيل برادلي في الانتخابات التمهيدية لولاية واشنطن. وكان فشله كبيراً أمام نائب الرئيس آل غور الذي حصل على غالبية 68 في المئة من الأصوات في مقابل 31 في المئة لبرادلي.