القاهرة، الدوحة، الجزائر - "الحياة" - تواصلت أمس الانتقادات العربية والاسلامية للعدوان الاسرائيلي على لبنان. ودان كل من الجامعة العربية وقطر والمغرب هذا العدوان، معرباً عن تضامنه مع بيروت، وداعياً المجتمع الدولي الى "التدخل العاجل". وحض الامين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد في مؤتمر صحافي في مقر الجامعة امس، المجتمع الدولي على وضع حد لهذا العدوان. وأشاد بالمقاومة اللبنانية وبدفاعها عن الحق وعزمها على تحرير الارض، مؤكداً ان لها في سبيل ذلك ولوج كل الطرق. ووصف المقاومة بأنها مشروعة، لافتاً إلى ان لبنان لم يطلب عقد أي اجتماع و"نحن على استعداد لتلبية أي تحرك تطلبه الحكومة اللبنانية". وقدر عبدالمجيد أن الدول العربية "ستدعم لبنان ولن تتأخر"، منتقدا تصريحات وزير الخارجية الاسرائيلي ديفيد ليفي التي هدد فيها بحرق الأراضي اللبنانية إذا هاجمت المقاومة شمال اسرائيل، وقال: "إن هذا الكلام خطير جداً خصوصاًَ أنه يصدر عن شخص مسؤول"، مؤكداً أن "لبنان لن يحترق واسرائيل هي التي ستحرق" وأن تصريحات الوزير تسيء الى إسرائيل. واضاف أن استخدام سلاح المقاطعة العربية لاسرائيل في الوقت الراهن وارد، مجدداً اعتراضه على "هرولة بعض الدول العربية إلى اسرائيل"، ومذكراً ب"اوراق يمكن الضغط بها على اسرائيل". وقال إن السلام "ليس هدية من اسرائيل للعرب، وإن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك يلعب بالنار"، مشدداً على وضوح الموقف السوري وعلاقته العضوية بلبنان، وقال: "نحن ندعم هذه العلاقة ونساندها، والأساليب الاسرائيلية لن تستطيع أن تحدث انفصالاً بين البلدين". وكشف عبدالمجيد أنه طلب إدراج بند "تقنين دورة انعقاد القمة العربية" على جدول أعمال اجتماع مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية العرب في 12 آذار مارس المقبل الذي يترأسه وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي. قطر ورأى مجلس الوزراء القطري في جلسته الاسبوعية التي عقدها برئاسة ولي العهد الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني اول من امس ان الاعتداءات تشكل "خرقاً للمواثيق والاعراف الدولية وتعرض عملية السلام في الشرق الاوسط للخطر". واعلن المجلس "تضامن قطر مع لبنان حكومة وشعباً"، كما اعرب عن تعازيه لاسر الضحايا، داعيا الحكومة الاسرائىلية الى "وقف تلك الاعتداءات فورا والانسحاب من الاراضي اللبنانيةالمحتلة من دون قيد او شرط وفقا لقرار مجلس الامن 425". وشددت الدوحة على "ضرورة استئناف المفاوضات على جميع المسارات لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة". وحض المغرب المجتمع الدولي على "التدخل العاجل والحازم لوقف الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان". وأعلن ناطق باسم وزارة الخارجية ان المغرب الذي يعبر عن تضامنه الكامل مع لبنان "يرصد بقلق كبير الاعتداءات الاسرائيلية التي طاولت المدنيين العزل بقصف مساكنهم وتدمير البنى التحتية". واضاف: "في الوقت الذي كان العالم كله يتطلع الى قرب التوصل الى حل عادل وشامل لأزمة الشرق الاوسط وبعد الانفراج الذي عرفه مسلسل السلام اخيرا في ضوء استئناف المفاوضات السورية - الاسرائيلية، كانت المفاجأة حصول هذا التصعيد العسكري في جنوبلبنان وانتهاك تفاهم نيسان لعام 1996 الذي يمنع قصف المدنيين". ودعا المجتمع الدولي الى "تنفيذ قرار مجلس الامن الرقم 425 الخاص بالاراضي اللبنانيةالمحتلة". وفي الجزائر، دان سفراء ورؤساء البعثات العربية المعتمدون "العدوان الاسرائيلي المستمر على لبنان أرضا وشعباً"، وأعلنوا في تصريح امس تضامنهم الكامل مع لبنان، مطالبين بوقف هذا العدوان وانسحاب اسرائيل الفوري وغير المشروط. وأكد السفراء خلال اجتماعهم اول من امس في مقر السفارة اللبنانية في حيدرة، ان "الامن والاستقرار لن يتحققا الا باستعادة سورية الجولان ... وتأمين الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني". ودعوا الدول الشقيقة والصديقة الى تقديم كل انواع المساعدة والمساندة لدعم صمود لبنان حكومة وشعباً ومقاومته الاحتلال الاسرائىلي، كما حضوا على "العمل العربي المشترك والفاعل لمواجهة التحديات الصهيونية، وادانة اعتداءاتها المستمرة على المدنيين اللبنانيين والمنشآت المدنية". وكانت الجزائر دانت اول من امس العدوان الاسرائيلي الذي وصفته ب"الهمجي"، معتبرة انه "خرق سافر للشرعية الدولية ولا يخدم السلام العادل والشامل".