احتفلت سلطنة عمان مساء امس بالذكرى الثلاثين لعيدها الوطني في حضور السلطان قابوس بن سعيد في ميدان الفتح في مسقط، وعدد من كبار الشخصيات العربية والعالمية وفي مقدمهم العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني ونائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي. وتضمن الاحتفال عرضاً عسكرياً واسعاً شاركت فيه مختلف وحدات الجيش. وعرضت قطع وآليات ودبابات، اضافة الى عرض لسلاح الجو. وأكد السلطان قابوس في خطابه السنوي ان "النهضة العمانية اثبتت على مدى العقود الثلاثة الماضية اصالتها العريقة النابعة من ثوابت هذا الوطن وتراثه الانساني وقيمه النبيلة"، واشاد في خطابه القصير بدور القوات المسلحة في حماية "المنجزات وصون الاستقرار والامن". وشهدت سلطنة عمان في عيدها الثلاثين احتفالات متميزة هذا العام، تصادف مع الذكرى الستين لميلاد السلطان قابوس، الذي أمر بصرف راتب أساسي الى العاملين في الأجهزة المدنية الدرجة الأولى وما دونها والعسكرية كما تم صرف رواتب إضافية إلى فئات الضمان الاجتماعي. ويأتي احتفال العمانيين بذكرى مرور ثلاثين عاما على انطلاق مسيرتهم الحديثة تتويجاً لسنوات من البناء الوطني بعدما تحولت بلادهم من ارض قاحلة يغادر سكانها بحثاً عن لقمة العيش في دول الجوار إلى دولة حققت ذاتها على رغم صعوبة التنمية في أراضيها القاسية، خصوصاً في مجالي التعليم والصحة. ومع الدخول في الألفية الثالثة فان القوانين العمانية في طريقها إلى التطوير بعد صدور الدستور العماني النظام الأساسي إضافة إلى القوانين المدنية والجزائية الأخرى. وما زال العمانيون في انتظار قانون المعاشات والتقاعد. أما القانون الذي ينتظره المواطنون بشغف اكبر فهو قانون المطبوعات والنشر، الذي وافق عليه مجلس الشورى في دورته الأخيرة ورفعه إلى السلطان قابوس للبت فيه. ويسعى العمانيون إلى مساحات افضل للحرية، وهم لا ينسون عصور الانغلاق التي كانت سائدة قبل عام 1970 واتسمت بالكثير من الممنوعات، بدءاً من المنع من السفر والتنقل داخل عمان بحرية الى منع التدخين وسماع الموسيقى وركوب الدراجة ولبس غطاء الرأس الكمة ومعاقبة المخالف بالزج به في سجن الجلالي.