ماذا يعني فوز شباب المحمدية على الريان 5-1، ثم خسارته في المباراة التالية أمام الوحدات صفر-1... علماً بأن الاخير سبق وان خسر امام النصر صفر-3؟! هذا يعني بكل تأكيد أن مستوى الكرة العربية متذبذب على صعيدي الاندية والمنتخبات... او ربما كان الغرور والثقة الزائدة وراء خسارة المحمدية... وهذا ما نأمله لأنه يعني ان الكرة العربية بخير! ما علينا، عموماً استحق الوحدات الفوز عن جدارة لأنه لعب بروح قتالية عالية، وقدم لاعبوه عرضاً جيداً توجوه بفوز مستحق جدد أملهم في المنافسة على احدى بطاقتي التأهل للمرحلة التالية. وساهم الحذر الذي انتهجه مدربا الفريقين في عدم ظهور الشوط الأول بالمستوى المتوقع، خصوصاً من جانب شباب المحمدية اذ أدى هذا الاسلوب الى انحصار اللعب وسط الملعب من دون أن تشهد الدقائق العشرون الأولى أي خطورة على المرميين. وعندما حاول لاعبو المحمدية تدارك الموقف وتشديد هجماتهم ارتطموا بجدار دفاعي اردني صلد. ولم تفلح المحاولات المغربية في فتح اللعب عن طريق الأطراف، في الوقت الذي اعتمد الوحدات على اقفال المناطق الخلفية والاعتماد على الهجمات المرتدة. وفي الشوط الثاني، لم يدر ببال المحمدية أن الوحدات سيفاجئه بمحاولات هجومية مكثفة، لكن هذا ما حصل بالفعل ما أدى الى ارتباك الفريق المغربي. وكادت محاولات الوحدات أن تسفر عن هدف السبق بواسطة رأفت علي 51، قبل ان يسجل سفيان عبدالله هدف اللقاء الوحيد من تسديدة قوية في الدقيقة 64. ولأن الهدف كان كافياًً للوحدات، تراجع لاعبوه للخلف واعتمدوا على الكرات المرتدة التي شكلت خطورة حقيقية على مرمى المغاربة الذين اندفعوا الى الامام سعياً وراء التعادل. وعلى رغم ان المحمدية كان في أمسّ الحاجة الى خدمات لاعبيه جميعهم، فان محمد بكاري وضعه في موقف حرج عندما تلقى البطاقة الحمراء بعد ضربه المتعمد للاعب الوحدات علي جمعة. وافتقد مهاجما المحمدية روكي رشيد وعراقي أبو مهدي التمويل الكافي من خط الوسط الذي تأثر بغياب بلالي عمر لحصوله على بطاقة حمراء في المباراة الأولى. وكثف المغاربة في الدقائق الأخيرة من محاولاتهم الهجومية لكنها افتقدت الى التركيز، بيد انه لاحت امامهم فرصة العمر عندما انفرد أبو مهدي بالمرمى وسدد الكرة في جسم حارس الوحدات 83... في حين كانت الفرصة الاخيرة لمصلحة الوحدات عندما واجه علي جمعة الحارس المغربي لكنه تسرّع بالتسديد فخرجت كرته ضعيفة بين يدي الحارس. إشادة أشاد مدرب الوحدات العراقي كاظم خلف بالمستوى الذي قدمه فريقه امام المحمدية، وقال: "المباراة كانت جميلة من جانبنا، اما الفريق المغربي فقد قل عطاؤه عن المباراة السابقة". وأوضح ان فوز فريقه سيكون الانطلاقة نحو إحراز اللقب، مشيراً الى ان كلامه لم يأت من فراغ. من جانبه ارجع مدرب المحمدية الاسباني بدرو روسيليو خسارة فريقه الى الاخطاء التي ارتكبها اللاعبون، وتمنّى ان يتحسن مستوى التحكيم في المباراة المقبلة، مضيفاً ان الفريق الاردني فاز بجدارة.