تحتل سلطنة عُمان المرتبة الثانية دولياً بما تحققه من خطوات سريعة في النمو الاقتصادي وتحظى السعودية بالمرتبة الاولى في مجال اقتناء الكومبيوترات الشخصية في العالم العربي في حين ينفرد اللبنانيون بتحمسهم للهاتف النقال وفق الاصدار السنوي الجديد لمؤشرات التنمية الدولية. ويُعتبر الاصدار الذي طرحه البنك الدولي اخيراً تحت عنوان "مؤشرات التنمية الدولية لسنة 1999" أفضل ما يمكن انجازه، أقله من بين ما هو متاح للاكاديميين والمحللين والمعنيين بشؤون التنمية الدولية فضلاً عن القارئ العادي، وهو يتناول الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية في 148 بلداً من ضمنها غالبية الدول العربية، ويصنف معطياته بحسب 800 مؤشر من مؤشرات التنمية التي تم اعدادها بالتعاون الوثيق مع اجهزة الاحصاءات الوطنية في العالم ومنظمات دولية عدة ابرزها هيئة الاممالمتحدة. ويشتمل الاصدار الجديد على كل المؤشرات التقليدية المستخدمة في قياس الاداء الاقتصادي مثل اجمالي الناتج المحلي والديون الخارجية والتبادل التجاري ويتضمن كذلك تشكيلة واسعة من المؤشرات الاجتماعية مثل معدلات الوفيات واحصاءات التعليم والصحة. وعلى صعيد العالم العربي تظهر مؤشرات البنك الدولي، على سبيل المثال، ان حصة الفرد من النشاط التجاري هي الاعلى في الامارات العربية المتحدة والادنى في اليمن، وان لدى قطر اقل نسبة من السكان فوق سن 65 سنة، ولدى اليمن اقل نسبة من الاناث في المرحلة الابتدائية، وطبقاً لمؤشرات اخرى حققت الدول العربية خطوات مهمة في مجال التنمية الاجتماعية، وخلال العقود الثلاثة الاخيرة انخفضت معدلات وفاة المواليد من 134 الى 49 حالة وفاة لكل 100 ألف وارتفع متوسط عمر الفرد من 53 الى 67 سنة، وتحققت لبلدان عدة من بينها الجزائر ومصر وسلطنة عمان زيادة متوسط عمر الفرد بمقدار يناهز عشر سنوات في اقل من عقدين. وضمن سعي البنك الدولي للاجابة على المسائل الساخنة يُعالج الاصدار تطورات مستجدة اهمها تأثير الازمة المالية العالمية على قدرة الدول النامية في تحقيق هدفها الرامي الى الحد من الفقر. ولفت جوزيف ستيليتز كبير المحللين الاقتصاديين لدى البنك الدولي الانتباه في هذا الاطار الى بعض الظواهر المزعجة التي اظهرت ان الازمة المالية وجهت اشد ضرباتها الى المناطق الاكثر اندماجاً بالاقتصاد الدولي وساهمت في تفاقم مشكلة الفقر بزيادة نسبتها من سبعة في المئة قبل عقدين من الزمن الى ما يراوح بين 14 و20 في المئة حالياً. وبيّنت مؤشرات البنك الدولي ازدياد عدد فقراء الاتحاد السوفياتي السابق من 14 مليون نسمة عام 1989 الى 147 مليون نسمة في منتصف العقد الجاري. واعترف ستيليتز ان روسيا واجزاء اخرى من الاتحاد السوفياتي السابق تأذت من الازمة بطرق تثير الشك حول السبيل الذي سلكته للانتقال من الاقتصاد المركزي الى اقتصاد السوق. وقال: "بعد مرور عشرة اعوام على بداية التحول الى اقتصاد السوق تراجع دخل الفرد في هذه الدول الى اقل مما كان عليه في السابق واصبحت اوضاعها الاجتماعية أشد سوءاً". وفي شؤون العولمة وتقنية المعلومات، يعرض موجز مؤشرات التنمية معطيات مفيدة تحت عنوان عصر المعلومات، وتظهر هذه المعطيات ان منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا تملك من الكومبيوترات الشخصية نصف ما تملكه منطقة اميركا الجنوبية التي تقود المناطق النامية في هذا المجال لكن ضعف ما تملكه منطقة شرق آسيا. وتنفرد السعودية بأعلى معدلات اقتناء الكومبيوترات الشخصية في العالم العربي ويبلغ معدلها 43.6 كومبيوتر لكل الف نسمة تليها ايرانولبنان بمعدلي 32.7 و31.8 كومبيوتر لكل الف شخص على التوالي. وتأتي السعودية ولبنان في المقدمة في عدد خطوط الهاتف الرئيسية وبمعدلي 179 و117 خطاً هاتفياً لكل الف نسمة على التوالي. ويتقدم لبنان في معدلات اقتناء الهاتف النقال ويبلغ 135 نقالاً لكل الف نسمة مقابل 17 نقالاً في السعودية و132 نقالاً في الامارات و116 نقالاً في الكويت لكل الف نسمة. ويتعامل موجز مؤشرات التنمية مع قضايا البيئة مثل تلوث المياه بالمواد العضوية وانبعاث غاز اوكسيد الكربون، ويشير الى الدول المعنية بالامر، ويتناول كذلك مسائل التنوع البيولوجي وتلوث الهواء وحركة المواصلات والازدحامات. ويتضمن قسماً مثيراً للاهتمام حول الاستثمار في الموارد البشرية واستنزاف الموارد الطبيعية والكلفة البشرية لتلوث الهواء ويسمح بالمقارنة بين الدول، لا سيما في مجال تحقيق مصطلح الوفر الحقيقي الذي يأخذ ابعاداً اكثر شمولية في مصطلح "الوفر الوطني". وجمع تقنيو البنك الدولي الجزء الاعظم من موجز المؤشرات على قرص مرن وسمحوا للمستخدم بتحميل معطيات اضافية عن الاعوام السابقة في حال توافرها. وفي اختبار لفاعلية القرص أمكن تحميل البرنامج بسهولة ولم يستغرق اعداده للعمل اكثر من خمس دقائق، الا ان التوصل الى طريقة عملية لاستخدام ادوات البحث والمعالجة يحتاج الى وقت اطول وان كانت النتيجة النهائية تبدو مجزية. وسيجد المعنيون بدرس الاتجاهات الاجتماعية على صعيد اقليمي مثل العالم العربي، الذي يضم اكثر من عشرين دولة، اداة مفيدة تتمثل في قدرة البرنامج على تشكيل حزم من الدول بما يسمح باجراء المقارنات باستخدام المؤشرات المناسبة. ويتيح البرنامج اجراء مقارنات من هذا النوع باستخدام ما يناهز 500 مؤشر على امتداد فترة زمنية تصل الى 38 سنة. وتعرض نتائج المقارنات بقواعد المعلومات، لكن البرنامج يوفر ميزة مفيدة تسمح بتحويل المعطيات الرقمية الى معطيات غرافية تُستخدم فيها الوان زاهية ومجسمات هندسية ذات بعدين وثلاثة ابعاد. ويتمتع البرنامج بسهولة الاستخدام اذ تتم عملية تحويل المعطيات بنقرات مزدوجة على الايقونات المناسبة. ويستلزم تشغيل القرص المرن كومبيوتر شخصي بنتيوم متوافق مع "آي بي ام" ويعمل في بيئة اصدار 3.1 فما فوق وسواقة اقراص ومساحة تخزين على القرص الصلب لا تقل عن 12 ميغابايت ومساحة مماثلة في ذاكرة الرام، ويُستحسن توافر مساحة 2 ميغابايت في ذاكرة الفيديو و64 كيلوبايت من مساحة العرض. ويمكن تشغيل القرص على كومبيوتر 486 بشرط توافر مساحة كافية من ذاكرة رام