الديوان الملكي: خادم الحرمين استكمل الفحوصات وتبيّن وجود التهاب في الرئة    تشكيل أول لجنة للتطوير العقاري ب "اتحاد الغرف"    تحت رعاية الملك.. الرياض تستضيف مؤتمر "الطيران"    سقوط طائرة هليكوبتر تقل الرئيس الإيراني ووزير الخارجية    عن "المؤتمر الدولي" و"قوّة الحماية الأممية"    مضر يوقف انتصارات الخليج في ممتاز شباب اليد    "أخضر الكاراتيه" يختتم مشاركته في الدوري العالمي بخمس ميداليات    مرحباً بقدومكم يا ولي العهد الأمين للشرقية    "إنفاذ" يقيم 38 مزادًا لبيع عقارات ومركبات    الصحافة.. المكانة والمهنية    المنتخب السعودي في أيسف.. بيضتوا وجيهنا    السعودية تطلق منصة فورية لإدارة حركة الإحالات الطبية    روسيا تتقدم في أعماق دفاعات أوكرانيا    الجيش الكونغولي يحبط محاولة انقلاب    المملكة رئيس للمجلس التنفيذي ل «الألكسو» حتى 2026    انقسام قادة إسرائيل واحتدام الحرب    «حرس الحدود» بجازان يحبط تهريب 180 كيلوغراما من نبات القات    أمير منطقة تبوك ونائبه يواسيان مدير مركز الإنتاج الاذاعي والتلفزيوني بالمنطقة بوفاة والدته    وزير الخارجية يبحث مع إسحاق دار ترتيبات زيارة ولي العهد إلى باكستان    تعليم الطائف يكرم 139طالباً وطالبة فازو في مسابقة المهارات الثقافية    مبادرة "طريق مكة" تسخّر أفضل الخدمات لضيوف الرحمن في بنجلاديش    السعودية تعرض على إيران المساعدة في البحث عن طائرة رئيسي    مانشستر سيتي بطلًا للدوري الإنجليزي 2023/24    أمير منطقة تبوك يرأس اجتماع جمعية الملك عبدالعزيز الخيرية    مكتبة الملك عبدالعزيز تطلق مهرجان القراءة الحرة    كاسب الرهان محمد بن سلمان    أرامكو السعودية توقع ثلاث مذكرات تفاهم خلال زيارة وزير الطاقة الأمريكي    «الموارد»: رفع ساعات العمل للعامل المرن إلى 160 ساعة شهرياً لدى منشأة واحدة    سمو محافظ الخرج يتسلم تقريراً عن الحملة الأمنية لمكافحة المخدرات في المحافظة    بطولتان لأخضر الطائرة الشاطئية    أمير تبوك ونائبه يواسيان مدير مركز الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني بالمنطقة بوفاة والدته    1.8% نسبة الإعاقة بين سكان المملكة    الشلهوب: مبادرة "طريق مكة" تعنى بإنهاء إجراءات الحجاج إلكترونيا    "الموارد" تطلق جائزة المسؤولية الاجتماعية    وزير الإسكان يرعى فعاليات منتدى الوطنية للإسكان لسلاسل الإمداد العقاري غداً بمشاركة محلية ودولية    استمطار السحب: حديث الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد حول مكة والمشاعر يمثل إحدى فرص تحسين الطقس    نائب وزير الخارجية يشارك في اجتماع رفيع المستوى بين مركز الملك الفيصل للبحوث والدراسات الإسلامية وتحالف الحضارات للأمم المتحدة ومركز نظامي جانجوي الدولي    غرفة أبها تدشن معرض الصناعة في عسير    سفير إندونيسيا لدى المملكة: "مبادرة طريق مكة" نموذج من عناية المملكة بضيوف الرحمن    الجمعية العليمة السعودية للصحة العامة ساف تشارك في مؤتمر يوم الابحاث    وزير الصحة الماليزي: نراقب عن كثب وضع جائحة كورونا في سنغافورة    رياح مثيرة للأتربة والغبار على أجزاء من الشرقية والرياض    بيريرا: التعاون فريق منظم ويملك لاعبين لديهم جودة    آبل تخطط لطرح آيفون نحيف في 2025    الأوكراني أوزيك يتوج بطلاً للعالم للوزن الثقيل بلا منازع في الرياض    ولي العهد يستقبل مستشار الأمن القومي الأمريكي    رفضت بيع كليتها لشراء زوجها دراجة.. فطلقها !    خادم الحرمين يأمر بترقية 26 قاضيًا بديوان المظالم    سلة الهلال تُتوّج بلقب المربع الذهبي    «تيك توك» تزيد مدة الفيديو لساعة كاملة    انطلاق المؤتمر الأول للتميز في التمريض الثلاثاء    "مبادرة طريق مكة" تواصل تقديم وتسهيل خدماتها في ماليزيا    البرق يضيء سماء الباحة ويرسم لوحات بديعة    الماء (2)    تحدي البطاطس الحارة يقتل طفلاً أمريكياً    دعاهم إلى تناول السوائل وفقاً لنصائح الطبيب.. استشاري: على مرض الكلى تجنّب أشعة الشمس في الحج    مختصون ينصحون الحجاج.. الكمامة حماية من الأمراض وحفاظ على الصحة    قائد فذٌ و وطن عظيم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لبنان : وجوه أربعة ل "المقاومة الإسلامية" ضد الاحتلال . "الحرب السرية" : تحديد الاستراتيجية المعادية وتفكيك شبكات التجسس 3 من 5
نشر في الحياة يوم 19 - 05 - 1999

عندما يقال "الجهاز الاسطوري"، أو "الذراع الطولى"، أو "اليد التي تضرب في كل مكان"، أو... يدرك القارئ أو السامع أن المقصود هو "الموساد". لقد اكتسبت المخابرات الإسرائيلية، بفروعها كلها، الخارجية والداخلية والعسكرية، سمعة تحسد عليها. وهي نجحت في توجيه ضربات موجعة إلى الذين ناهضوا الدولة العبرية أو الاحتلال. ولم تنج عواصم عربية أو أجنبية من "سطوتها"، وربما فاق عدد الكتب الموضوعة عنها عدد ما هو مكتوب عن أجهزة الاستخبارات في العالم. وإذا كانت هوليوود رفعت "عملاء" خرافيين إلى مرتب عالية، فإن كثيرين من كتّاب الرواية البوليسية يدركون أنه يجب التفتيش في مكان آخر عن ملهمين. وهذا ما أقدم عليه، مثلاً، جون لوكاريه عندما شرعت "الحرب الباردة" المنتهية تحرمه من مادة نموذجية. ففي كتابه "الفتاة الصغيرة قارعة الطبلة" وقد تحوّل إلى فيلم سينمائل أقل جودة، استعراض لعمل باهر قام به "موساد" عبر الدراسة النفسية الدقيقة لاضطراب فتاة بريطانية ميالة إلى الفلسطينيين من أجل تجنيدها والاستفادة من ارتباكها وازدواج شخصيتها.
هل يمكن قول الكلام نفسه عند مراقبة عمل المخابرات الإسرائيلية في لنان وتحديداً منذ أن وضع الاحتلال جيشه في مواجهة المقاومة الإسلامية؟ الجواب السلبي هو الجواب الأقرب إلى الصحة.
فعشية الانتخابات الإسرائيلية مثلاً كانت عمليات المقاومة تتوالى ضد الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان والمتعاملين معه. وكان الطيران الإسرائيلي يشدد القصف ووزير الدفاع يهدد. ولكن التقدير في بيروت كان ان تل أبيب لن تدخل في مغامرة عسكرية، وأما بنيامين نتانياهو فيفضل "انجازاً أمنياً". وبناء عليه، فإن المقاومة كانت تتصرف و"كأن العملية واقعة الآن"، علماً أنها تتصرف، بغض النظر عن المناسبة، وكأن "العملية واقعة في أي لحظة".
يقول المشهد العسكري العام راجع عدد أمس من "الحياة" إن "الحرب السرية" هي لصالح المقاومة.
إن الخوض في الموضوع حساس جداً. والمسؤول الأمني الذي رد على الاستفسارات في هذا المجال ضنين جداً بالكلام والكتابة. وهذا مفهوم. وكذلك فهو يركز، أكثر، على ما بات متوافراً من معطيات عن "تكتيكات العدو"، ممتنعاً عن الحديث عن "أساليب العمل"، ومحيلاً إلى العمليات العسكرية الناجحة تاركاً ل"الخيال" أن يقدر ما تستوجبه من جهد أمني استثنائي. وهو، إذ يتحفظ، فلأن "الاستراتيجية الأمنية لدى العدو تعتمد على توقع الأحداث من خلال تحليل المعلومات واستغلالها. وقد نجحت هذه الاستراتيجية خلال مرحلة الصراع مع المنظمات الفلسطينية في لبنان". ويضرب مثالاً على ذلك نجاح "عملية فردان" في 10 نيسان ابريل 1973 حين نجحت وحدة كوماندوس إسرائيلية في اغتيال القادة أبو يوسف النجار وكمال عدوان وكمال ناصر في قلب بيروت. وسبب النجاح "ان شبكات أمنية منتشرة في بيروت وفرت المعلومات والتفاصيل الدقيقة" وكذلك فإن شبكات مماثلة أدت إلى اكتشاف عمليات فدائية قبل حصولها أو أثناء القيام بها. تغير الوضع بعد الاجتياح الإسرائيلي في 1982 وبعد الضربات التي تلقاها، فأرغمته على إعادة الانتشار وانشاء ما يسمى بالحزام الأمني، إثر ذلك، "عمل العدو على تقسيم الشريط إلى مربعات أمنية عدة يضم كل منها مجموعة من القرى. وعيّن مسؤول أمني في كل مربع يعاونه في كل قرية مساعد أمني وارتبط هؤلاء جميعاً بضباط من أجهزة المخابرات الإسرائيلية اتخذوا لهم مواقع عند الحدود الدولية لإدارة عملهم. ومن هذه المواقع يحرّك الضباط مخبريهم بعد تنظيمهم ويتولى المسؤولون الأمنيون المحليون تنفيذ أوامر الإسرائيليين لجهة عمليات التجنيد وتأمين النقل".
لوحظ، في المرحلة الأولى ان التركيز في التجنيد كان على أبناء الطائفة الشيعية وذلك من أجل الوصول إلى "حزب الله" واختراقه والسعي إلى جمع المعلومات عنه وعن مراكزه وقياداته وعملياته. ويعلق المسؤول الأمني: "ان العدو لاقى الكثير من الاخفاقات على امتداد مرحلة الصراع وتساوت الاستخبارات العسكرية المعروفة ب504 في الفشل مع "الشاباك". صحيح ان اختراقات محدودة حصلت. ولقد أمكن، بعد كشفها، معرفة ان ما كان يصر العدو على معرفته هو تحديد مواقع المنازل التابعة للمجاهدين على صور جوية لقرى الجنوب وغيرها من أجل تحقيق انجازات ترفع المعنويات لدى قوات الاحتلال.
لقد برزت "نسبة القوى الأمنية" بين الاحتلال والمقاومة في خلال عدواني تموز يوليو 1993 ونيسان ابريل 1996. لم يكن يملك شبكات ولا قدرة بشرية على جمع معلومات. اضطر للاكتفاء بالوسائل التكنولوجية طيران أساساً، ولكنه كان معدوم الوجود على الأرض، ما أمكن التحرك بسهولة نسبية لرد الهجمات أو للتحرك. والمعروف أنه لم يسجل أي عمل مخابراتي واحد في خلال أيام مديدة كان في خلالها يسيطر على الأجواء، ويدفع مئات الآلاف نحو الهجرة، ويحاول الإمساك، عبثاً، بزمام المواجهة العسكرية.
ويلفت المسؤول الأمني الانتباه إلى أن الإسرائيليين لجأوا، في مرحلة لاحقة، إلى تغطية ضعفهم عبر تجنيد عملاء من طوائف أخرى على رغم المعرفة المسبقة بعدم قدرة هؤلاء على تحقيق ما عجز عنه العملاء الشيعة. وتمكنت أجهزة الدولة اللبنانية من كشف الشبكات وتفكيكها وتحويل عناصرها إلى المحاكمة.
وقبل أن يعدد المسؤول الأمني أساليب التجنيد، يشير إلى أن إحباط المخططات الإسرائيلية أدى إلى اكتشاف أجهزة لاسلكية متطورة مع مستلزماتها من صور وخرائط جوية وشيفرات، إضافة إلى حقائب تحتوي مخابئ لنقل الرسائل.
أساليب التجنيد
عن هذا الموضوع يقول محدثنا: "يعمل العدو على الاهتمام بالأشخاص المنوي تجنيدهم من خلال دراسة أوضاعهم المعيشية والنفسية والاجتماعية بهدف الاستفادة منها في اعتماد الاسلوب المناسب في التأثير، وهي متنوعة ومنها ما هو ترغيبي ومنها ما هو ترهيبي.
- تجنيد من خلال استغلال الخلافات الحزبية.
- تجنيد من خلال استغلال الأوضاع المادية السيئة.
- التهديد بالتجنيد الاجباري في صفوف الميليشيات الجنوبية.
- التهديد بقطع التصريح للتمردد إلى خارج الحزام الأمني للدراسة أو العمل.
- التهديد بالاعتقال تحت أي عنوان من العناوين.
- استغلال وجود قريب في السجن من خلال الوعد بتسهيل خروجه أو التخفيف عنه داخل المعتقل.
- الترغيب بالمساعدة عند وجود عوارض صحية لدى المرشح للتعامل أو لدى أحد من أقربائه من خلال تقديم العون له.
- التهديد بالممتلكات أو مصدر الرزق.
- التهديد بالانتماء السياسي القديم لمن كانت لهم ارتباطات معادية.
- استغلال الحنين للبلدة لمن لا يستطيع الابتعاد عن بلدته: وعد بالسماح بالتردد إلى البلدة أو التهديد بالطرد منها حال عدم التجاوب.
التواصل
يختتم المسؤول الأمني في "حزب الله" والمقاومة حديثه باستعراض "أساليب العدو في التواصل مع عملائه": "يعتمد العدو في تواصله مع مخبريه على طرق عدة ترتبط بظروف وخصوصية كل شخص.
طرق فنية:
- الهاتف: يعتمد العدو على التواصل الهاتفي، خصوصاً عبر أجهزة الخليوي لصعوبة التنصت إليها، وليكون على تماس مباشر بعملائه يتزود بالمعلومات بشكلها الفوري.
- الأجهزة اللاسلكية: وتتنوع الأجهزة بحسب بقعة عمل كل مخبر. فمنهم من تستوجب معلوماته اجراء مباشراً فيتم تزويدهم بأجهزة موتورولا يتم التكلم بها بشكل طبيعي وفق شيفرة يخضع لتدريبات عليها وأجهزة تعتمد على بث الرسائل المشفرة.
- عبر الرسائل: من خلال عناوين يرسل إليها رسائله في الخارج دول أوروبية أو حتى خلال نقلها إليه عبر وسيط يرسل من قبلهم.
- الراديو: ويتم ارسال البرقيات عبره بطريقة مشفرة.
الطرق المباشرة:
ويتم ذلك من خلال اللقاءات المباشرة التي تجري بين المخبر وضباط العدو، وتتم هذه اللقاءات:
- داخل فلسطين المحتلة والتي يدخلها عبر الشريط الحدودي المحتل أو عبر دولة تحدد له فيسافر إليها وينقل إلى فلسطين المحتلة.
- مقابلات داخل سفارات العدو في دول العالم.
نماذج عن اعترافات عملاء أنهى الأمن ... خدماتهم !
نماذج عن اعترافات، تنشر للمرة الأولى، أدلى بها عدد من العملاء كشفتهم الأجهزة الأمنية للمقاومة في مراحل متباينة، وهي تقدم فكرة وافية الى حد ما عن أساليب عمل المخابرات الاسرائيلية.
الأسم: يوسف محمد الزين، 1957، عامل، متزوج من عيتا الشعب.
كنت أقيم في الكويت منذ فترة طويلة كل عمري، الى حين الاجتياح عام 1990، فرجعت الى لبنان لأستقر في قرية بدياس في الشريط الحدود المحتل، ثم في صور.
في أحد الأيام ذهبت الى زيارة بيت عمي أهل زوجتي في عيتا الشعب في الشريط الحدود المحتل، ولشراء سيارة. اقترح عمي والد زوجتي ان اشتريها بالتقسيط من عند العميل أحمد السيد حسن أبو برهان في بلدة عيترون المحتلة. ذهبت مع عمي الى أبو برهان لشراء السيارة واتفقنا على ثمنها على ان أدفع في اليوم التالي قسطاً منه. عندما ذهبت الى أبو برهان، استغل العميل المناسبة وعرض علي العمل لصالح اسرائىل مقابل السماح بالمبلغ الباقي اضافة الى اغراءات مالية أخرى. وافقت. وبعد عدة لقاءات نقلني أبو برهان بسيارته الى داخل اسرائيل، وعرفني على ضابط في المخابرات الاسرائيلية اسمه موسى، وطلب مني معلومات عن حياتي ومحل اقامتي. كلفوني بمراقبة ومتابعة مراكز وبيوت ومسؤولين تابعين للمقاومة الاسلامية في الجنوب.
عدد اللقاءات مع الضباط الاسرائيليين كان سبعة، في كل لقاء كانوا يزودوني بتعليمات ومعلومات جديدة، وكانوا يعطوني مبلغاً من المال، مع وعد بالزيادة في المرة القادمة. سألوني عن المسؤولين في المقاومة، بيوتهم، مكاتبهم سياراتهم وأرقامها وأنواعها، عدد المرافقين وتحركاتهم، وسلموني محفظة فيها مخبأ سري لحفظ المعلومات مع عنوان للمراسلة في دولة أوروبية. وعلموني الكتابة بالحبر السري وكيف أتلقى الرد عبر الإذاعة الاسرائيلية على موجة خاصة، وأعطاني 800 دولار.
وكتبت 24 رسالة أرسلتها الى العنوان في الخارج وبعد 6 اشهر ذهبت الى اسرائيل للقاء ضباط المخابرات وحضر 3 ضباط من الاستخبارات الجوية وطلبوا مني إعادة تحديد منازل ومراكز مسؤولي "حزب الله". وبعد ذلك وضعوني على جهاز كشف الكذب.
في اليوم الثاني دربني الضابط موسى على جهاز لاسلكي متطور يوماً كاملاً، وأعطاني خزانة فيها جهاز لاسلكي مخبأ، وسلمني 1200 دولار. أبو برهان نقل الخزانة الى بلدة بنت جبيل، ثم نقلتها بسيارة تاكسي الى سيارتي قرب معبر بيت ياحون. كنت أنقل عبر الجهاز برقيات عن كل ما كنت أراه أو اسمعه ومعلومات أعرفها، وكنت أتلقى التعليمات عن طريق الراديو. أرسلت عبر الجهاز 65 برقية واستقبلت 30 برقية عبر الراديو.
في اللقاء التالي مع ضابط المخابرات في اسرائيل، سألوني الأسئلة نفسها وأجبتهم، ثم وضعوني على جهاز كشف الكذب ونجحت. ثم جاء الضابط موسى واعطاني جهازاً اخر للاستقبال بيجر أسرع من الراديو وعلموني استعمال منظار خاص بالخرائط الجوية، ثم كلفوني مراقبة مسؤولين محددين في المقاومة الاسلامية. وأعطوني 1500 دولار.
- المبلغ الاجمالي الذي تسلمته من الاسرائيليين لا يتجاوز 8 آلاف دولار.
- بعثت 24 رسالة عبر البريد الى العنوان في الخارج.
- أرسلت 65 برقية عبر جهاز اللاسلكي.
- استقبلت 30 برقية عبر الراديو.
- كانت الفترة بين اللقاء والآخر تتراوح بين 3 و6 اشهر.
الاسم: نجمة انطانيوس العلم
رميش - 1955 متزوجة من سمعان الياس جرجورة/ مؤهل في الجيش اللبناني، تعمل موظفة في مجال تخليص معاملات في بنت جبيل، الاقامة في تبنين.
- آخر عام 1990 جاء أخي ادوار ليقيم معنا في تبنين، وأحضر معه طاولة لوضع الثياب، وكان بداخلها جهاز ارسال تسلمه من ضابط اسرائيلي. بقي ادوار عندنا 8 اشهر يرسل معلومات عبر الجهاز الى الاسرائيليين بعلمي وعلم زوجي. عام 1991 عاد أخي الى الشريط الحدودي وطلب مني ان أقوم بالعمل الذي كان يقوم به، من إرسال معلومات عن منطقة تبنين والحزبيين الناشطين فيها.
ذهبت الى الشريط حيث التقاني العميل يوسف هاشم الذي قدمني الى ضابط اسرائيلي وضع خريطة جوية أمامي وطلب مني ان أحدد كل المنازل التي أعرفها، وخصوصاً المنتمية الى حزبيين.
في اللقاءات اللاحقة دربني الضابط الاسرائيلي على جهاز ارسال مع شيفرة وصور جوية لإبلاغهم فوراً بأية معلومات تستلزم تحركاً من قبلهم. تجاوز عدد اللقاءات مع الضابط الاسرائيلي العشرين، قبل ان يتم اعتقالي .
الاسم: مجدي اسعد الجوني
مواليد بنت جبيل - 1951، متزوج، استاذ/ مدرس مقيم في العباسية.
- في أواخر عام 1994 قصدت الادارة المدنية للحصول على تصريح، فطلب مني العميل فؤاد جابر مراجعة المسؤول الأمني العميل كمال فياض. وعندما التقيت فياض عرض علي فوراً التعاون الأمني مع الاسرائيليين، خصوصاً أني أعمل مدرساً في المنطقة المتاخمة للشريط المحتل، فوافقت. عرّفني كمال فياض على الضابط الاسرائيلي أبو رامي وعندما علم أني أدرس مادة الجغرافيا، أبدى اهتمامي بمعرفة ما إذا كنت أجيد قراءة الخرائط الجوية. واصطحبني فياض الى اسرائيل للقاء أبو رامي في مكتبه هناك.أخرج أبو رامي خرائط لبلدتي حاريص وكفرا، وطلب مني أن أحدد بعض الأماكن عليها ففعلت. وطلب مني مراقبة تحركات أي مجموعات مسلحة، وعرض علي جهاز اتصال لتأمين سرعة التواصل فرفضت، كما عرض علي شراء سيارة فرضت ايضاً، وأعطاني 200 دولار.
وزودت الضابط الاسرائيلي بمعلومات عن بعض الأشخاص في بلدة كفرا. واتفقنا على الموعد التالي في عطلة الميلاد ورأس السنة.
لم أذهب الى اللقاء التالي، فحجب العملاء التصريح بالخروج من الشريط المحتل لأختي دلال، على رغم انها كانت تعاني من وضع صحي سيئ وتريد معاينة دكتور في مستشفى اوتيل ديو.
في شهر تموز يوليو 1996، ولدى مروري على معبر بيت ياحون طلب مني أحد العملاء مقابلة العميل كمال فياض الذي كان ينتظرني على المعبر. ولما واجهته بادرني بالسؤال عن سبب انقطاعي عن اللقاء به وبالضابط الاسرائيلي أبو رامي، وأوحى الي بموضوح حجب التصريح عن أختي، وطلب مني الحضور بعد 3 أيام للقاء أبو رامي وهددني بتدمير منزل ومنزل خالي اذا لم أحضر.
في الموعد المحدد قصدت كمال فياض الذي نقلني الى اسرائيل للقاء الضابط أبو رامي الذي قدمني الى الضابط أبو شريف. وعرض أبو شريف تزويدي جهاز اتصال فرفضت، وقلت له اني أتردد الى المعبر حيث أزودكم بالمعلومات. وشاهدت مرة احدى مجموعات المقاومة تتحرك باتجاه الشريط فتوجهت الى المعبر وأبلغت العملاء هناك بالتفاصيل.
في آخر عام 1996 نقلني أحد العملاء وسام الى اسرائيل للقاء الضابط أبو شريف ووجدت عنده العميل علي خليل حميد أبو ابراهيم. أخبرني الضابط الاسرائيلي ان المعلومة التي أرسلتها وصلت، إلا أنها وصلت متأخرة، وانه لو توفر الجهاز أو الهاتف لتحركوا فوراً فوعدته بأن اشتري هاتفاً عادياً.
واستفسر مني أبو شريف عن المعلومة التي أبلغتها للعملاء على المعبر، وعما اذا كنت أتردد على بيروت. فقلت له أني أقصد بيروت لزيارة أخي المريض، فسألني أبو شريف ما إذا كان حزب الله قد جندني، لا سيما أني لا أزودهم بالمعلومات المطلوبة، وسألني عن استعدادي للخضوع للفحص على جهاز كشف الكذب. ثم عرض علي أبو شريف خرائط جوية لبلدتي كفرا وياطر وحددت عليها بعض الأهداف وزودته بأرقام بعض السيارات. وطلب مني ان أوجه نشاطي الى بيروت ومحاولة الدخول في حزب الله، وأصر على ذلك كثيراً، والتعرف على مكان مركز القيادة واعضاء مجلس الشورى وسياراتهم ومرافقيهم ومراكز اجتماعاتهم. وطلب مني استئجار شقة ضمن دائرة حارة حريك، بئر العبد، حي ماضي، الصفير، برج البراجنة، على ان يتولى هو دفع ايجارها مع ثمن مفروشاتها.
أعطاني أبو شريف 200 دولار وقعت على ايصال بذلك. في 26/10/1997 توجهت الى بنت جبيل والتقيت العميل وسام مروة والعميل علي خليل، وقصدنا اسرائيل للقاء أبو شريف الذي شدد على ضرورة تكثيف التردد على بيروت وتوجيه النشاط الأمني هناك، وتأمين شقة والانضمام الى حزب الله. واعطاني 100 دولار ووقعت على ايصال بذلك.
الاسم: سيف الدين اسعد سلمان
شمسطار - 1940 - متزوج البقاع
- عملت وكيلاً في شركة حتى 1962، ثم في التجارة حتى 1969 حيث سافرت الى أبو ظي وعملت مدرباً في مد أنابيب المياه، ثم متعهداً مستقلاً حتى 1975 حين عدت الى لبنان. عملت حتى 1977 في مجلس تنفيذ المشاريع الانشائية. وفي 1977 نقلت الى وزارة الاسكان في بعلبك حتى 1979 حين عدت للعمل مع مجلس تنفيذ المشاريع الانشائية. وفي 1981 عدت الى وزارة الاسكان في زحلة حتى 1985.
في 1985 أرسل العميل حسن عطوي رسالة مع امرأة عمه والدة زوجته يرجوني فيها الذهاب الى الناقورة لمناقشة أمر مهم. وكنت تعرفت على عطوي اثناء عملي في مجلس تنفيذ المشاريع الانشائية أواسط السبعينات.
ذهبت للقاء حسن عطوي، الذي انتظرني على معبر الناقورة واصطحبني الى بيته ثم الى المطعم الذي يملكه ووجدت هناك ثلاث ضباط اسرائيليين، وطلبوا مني مساعدتهم في الحصول على معلومات عن القوات السورية المنتشرة في لبنان وخصوصاً في منطقة البقاع.
غادرت الناقورة في اليوم التالي، وانقطعت عن الاتصال بحسن عطوي والاسرائيليين حتى 1994. في الفترة 1993 - 1994 راجت في لبنان مسألة انتخاب رؤساء بلديات جدد، ففكرت بترشيح نفسي لرئاسة بلدية شمسطار، وأخذت أنشط وأقوم بجولات في القرى لحشد التأييد. وفي تلك الفترة بين شهري حزيران يونيو وتموز يوليو 1994 عاود حسن عطوي اتصالاته معي عارضاً علي زيارته في الناقورة.
أمل سيف الدين ان يساعده اللقاء في تحقيق طموحاته في رئاسة بلدية شمسطار، معتبراً ان الاتفاق اللبناني - الاسرائيلي، بل العربي - الاسرائيلي، لن يكون أبعد من 1995، وبنى حساباته على ان اللقاء مع الاسرائيليين قد يساعده في الوصول الى هدفه.
وفي ضوء تحليله هذا وافق سيف الدين سلمان على عرض العميل عطوي. واتفقا على اللقاء في قبرص، بناء على طلب سيف الدين الذي تخوف من انكشاف أمره اذا ذهبت الى الناقورة كونه غريباً عن الجنوب هو من البقاع. لم يلتق سيف الدين الاسرائىليين في قبرص حسب الاتفاق بسبب خطأ في تحديد الموعد. ويكمل سيف الدين: "بعد عشرين يوماً سافرت الى قبرص والتقيت مع حسن عطوي والاسرائيليين في أحد الفنادق، ثم اصطحبوني في باخرة الى جزيرة تبعد عن قبرص حوالى 450 كيلومتراً، واستمرت الاجتماعات ثلاثة أيام زودت الضباط الاسرائيليين خلالها معلومات عن الوضع في شمسطار والقرى المجاورة والمرشحين للانتخابات البلدية والجهات التي ينتمون اليها وتفاصيل كثيرة عنهم خصوصاً مرشحي حزب الله". وأحضر الضباط خرائط جوية طلبوا مني تحديد أهداف خاصة بمنازل عناصر من حزب الله في شمسطار ومراكز حزبية في بعلبك، الحوزة العلمية في عين بورضاي ومستشفى الإمام الخميني، اضافة الى معلومات عن بعض الشخصيات الدينية.
وفي نهاية اللقاءات دربني الضباط الاسرائيليون على كيفية الكتابة بالحبر السري واعطوني عنواناً في دولة أوروبية لمراسلتهم، وحددوا لي يوماً للاستماع الى اذاعة صوت اسرائيل بعد ارسال كل رسالة. وطلبوا مني معلومات عن معسكرات التدريب التابعة لحزب الله وتجمعاته ومراكزه.
الاسم: محمد علي سويدان
زوطر الشرقية - 1956 - موظف في الضمان الاجتماعي. متزوج.
- عام 1983 اعتقلت اسرائيل أخي حسن كان المسؤول التنظيمي لحركة أمل في زوطر وعندما حاولت التدخل من أجل اطلاق سراحه لدى العميل نعيم حريبي عرض علي العمل الأمني مع الاسرائيليين مقابل اطلاق أخي فوافقت.
التقيت أول مرة مع أحد ضباط المخابرات الاسرائيليين واسمه داوود في شركة الريجي في النبطية عن طريق حريبي، وملأت ملفاً عن أحوالي الشخصية وانتماءاتي الحزبية.
في اللقاء الثاني بعد اسبوع في الريجي طلب مني الضابط داوود جمع معلومات عن الأمن المركزي لحركة أمل، وبعد أيام حصلت على تصريح للخروج من منطقة الجنوب، وتوجهت الى بيروت لتنفيذ ما طُلب مني.
بعد ثلاثة اشهر رجعت الى القرية زوطر ثم التقيت الضابط داوود في الريجي في النبطية وزودته ببعض المعلومات غير المهمة، فأبدى الضابط الاسرائيلي استياءه من نوعية المعلومات وحجمها وطالبني بمعرفة اسماء المعتقلين في سجن أمل المركزي.
بعد اللقاء الثالث غادرت الجنوب الى بيروت وسكنت في حي السلم، وقطعت علاقتي مع الاسرائيليين خصوصاً أنهم لم يطلقوا أخي. وبقيت في بيروت الى ما بعد الانسحاب الاسرائىلي. وفي هذه الاثناء تزوجت، وأصبحت عضواً في الشعبة العمالية لحركة "أمل" في الضمان الاجتماعي، وبعدها أصبحت مسؤولاً للخدمات الاجتماعية للحركة في القرية زوطر.
عام 1986 نقلت خدمتي في الضمان الى مركز صيدا، وفي 1991 نقلت الى مركز النبطية. عام 1992 أرسل الاسرائيليون لي رسالة عبر ناريمان عبود، زوجة العميل نعيم حريبي طلبوا مني معاودة العمل معهم، مع تهديد بأنهم سيدمرون بيتي وبيت أهلي في زوطر اذا رفضت. وفي الزيارة الثالثة لناريمان وافقت على العمل مع الاسرائيليين.
في آذار مارس 1992 نقلني العميل حريبي الى داخل اسرائيل والتقيت بضابط المخابرات الاسرائيلي بدر، وأخذ معلومات تفصيلية عني، وطلب مني معلومات عن الشباب الحزبيين في زوطر وخصوصاً عناصر حزب الله، وحدد الموعد التالي بعد ثلاثة اشهر. ولم أكن بحاجة لجمع معلومات، فأنا لدي معرفة تامة ووافية بجميع أهل البلدة.
وبعد شهر جاءت ناريمان ومعها رسالة من الاسرائيليين يطلبون فيها معلومات عن أحد المقاومين المسؤولين اضافة الى مبلغ 250 دولاراً. فأعطيت ناريمان رسالة تتضمن المعلومات المطلوبة ورقم هاتف الضمان حيث أعمل لتأمين التواصل معها.
في الموعد المحدد بعد شهرين نقلني العميل حريبي الى اسرائيل والتقيت الضابط الاسرائيلي موريس، الذي عاود أخذ معلومات تفصيلية عني، ثم زودته بمعلومات تفصيلية عن عناصر "حزب الله" وحركة "أمل" في البلدة، وقمت بتحديد منازلهم على الخريطة الجوية 20 منزلاً.
وعرض علي الضابط موريس جهاز ارسال فرفضت بسبب المخاطر الأمنية. وفي نهاية اللقاء أعطاني 500 دولار. على ان نلتقي بعد 3 اشهر. وقبل اللقاء الثالث نقلت لي ناريمان عبود رسالتين من الاسرائيليين ورديت عليهما بالمعلومات المطلوبة عن عناصر حزب الله والمقاومة المؤمنة. واعطتني ناريمان 250 دولار في كل زيارة.
في اللقاء الثالث نقلني العميل نعيم حريبي الى اسرائيل، والتقيت بالضابط موريس وطلب مني البقاء الى اليوم التالي. حيث طلب مني تحديد كل المنازل التي أعرفها في زوطر الشرطية وزوطر الغربية على الخريطة الجوية ففعلت. ثم جاء ضباط آخرون وأجروا معي مقابلة كونوا خلالها صورة تفصيلية بمحتويات منزلي وتقسيماته الداخلية تمهيداً لوضع جهاز ارسال في شكل مناسب. ثم وضعوني على جهاز كشف الكذب، وكلفوني بجمع معلومات عن بعض شباب حزب الله. وحدد موعد اللقاء الرابع بعد ثلاثة اشهر للتدرب على جهاز الارسال. ثم اعطاني الضابط موريس 1750 دولاراً.
تم اللقاء الرابع في مطلع 1993، داخل اسرائيل ايضاً، حيث بقيت يوم وليلة دربني الاسرائيليون على استعمال جهاز الارسال، واجريت بعض الاختبارات للتأكد من حسن استعماله. في نهاية اللقاء اعطوني 2250 دولار، وجهاز الارسال كان مخبأ داخل "كومندينة" طاولة ومعه أفلام خرائط جوية لقرى زوطر والزهراني وشوكين.
وضعت الجهاز في منزلي في زوطر الشرقية وبدأت بإرسال المعلومات واستقبال الرسائل عبر الراديو.
أرسلت حتى مطلع عام 1995 أكثر من مئة رسالة تضمن تفاصيل الاحداث في المنطقة المكلف بها وتفاصيل حركة المقاومين في البلدة وخط سيرهم والمسالك التي يستخدمونها، والتبديلات التي يجريها الجيش اللبناني.
في نهاية عام 1993 قابلت شخصاً مرسلاً من الاسرائيليين في خلدة، وسلمني مفاتيح جديدة للرسائل إضافة الى 500 دولار. وبعد أربعة اشهر قابلت الشخص نفسه في المكان نفسه وسلمني محفظة فيها مخبأ سري وفيها 550 دولاراً. وكنت طوال هذه الفترة ابعث الرسائل عبر الجهاز الى ان تعطل أواسط عام 1995، فاستعضت عن ذلك بتدوين المعلومات وحفظها في المحفظة في المخبأ السري، حتى اعتقالي في 22/9/1995.
معلومات قاتلة
خلال تعاون العميل سويدان مع الاسرائيليين زودهم بمعلومات عن تحركات المقاومين في البلدة زوطر، منها ما قدمه بشكل مباشر ومنها بواسطة جهاز الارسال. وفي أوائل 1995 زود الاسرائيليين بمعلومات عن تحركات المقاومين في منطقة المرج في زوطر التي كانت تستخدم طرقاتها في تحركات المقاومين، لا سيما وان تلك المنطقة توصل الى أكثر من موقع للاحتلال في الشريط المحتل. وأفادت هذه المعلومات العدو الاسرائيلي، ومكنته لاحقاً من نصب كمين للمقاومين أدى الى استشهاد أربعة منهم من بينهم الشهيد أحمد قرفبش وجرح آخر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.