اعلن الملك الأفغاني السابق ظاهر شاه المقيم في المنفى في روما عن عزمه على الدعوة إلى مجلس "لويا جركا" مجلس قبلي يجتمع في الأزمات. لكن هذا الاعلان ما كان مهما لو بقي في خانة المبادرات التي اعتاد عليها الأفغان لولا تحرك غربي جاد من أجل إنجاحها. ورأى مراقبون أن إعلان الملك 80 عاماً وهو الأول من نوعه شكل عملية "جس نبض" قوبلت بدعم غربي تجلى في الاعلان عن اجتماع يعتزم أنصار الملك عقده في سويسرا التي تحركت باتجاه "طالبان" لعرض رصيد مالي للحركة في البنك الدولي يساعدها على طباعة العملة الأفغانية، في مقابل تحسين علاقتها مع المعارضين لها. وترافق ذلك مع هجوم واشنطن على السياسة الباكستانية الداعمة ل"طالبان" وتحذّير اسلام اباد من مغبة مواصلة هذا الدعم. وكان مساعد وزيرالخارجية الأميركي كارل أندرفورث التقى قبل أشهر مؤيدي الملك في بيشاور فدعوه إلى اتخاذ خطوات عملية من أجل المساعدة في عودة الاخير. وطار أندرفورث على الأثر إلى روما للقاء الملك، وسط كلام متداول عن مباركة الأميركيين عودته. وفي الوقت نفسه، تحرك الإيطاليون بشخص نائب وزير خارجيتهم الذي زار إسلام آباد محاولا اذابة الجليد بينها وبين الملك الذي لم يكن صديقاً لها طوال فترة حكمه. لكن باكستان التي تحرص على ان يتولى الحكم في افغانستان اشخاص لا يملكون ارتباطات وعلاقات دولية، تبدو مصرة على دعم "طالبان". وأشار كثيرون في إسلام آباد الى ان زيارة قائد الجيش الباكستاني الجنرال برويز مشرف إلى الصين تستهدف في احد جوانبها ايجاد تفاهم بين الحركة وبكين. لذا توقع رئيس الإستخبارات العسكرية الباكستانية السابق الجنرال المتقاعد حميد جول أن تعترف الصين قريباً بحركة "طالبان". وقال رداً على سؤال ل"الحياة" أمس إن واقعاً جغرافياً استراتيجياً جديداً برز في المنطقة إثر ظهور الحركة. ولم يستبعد جول "أن تقدّم طالبان تنازلات في إشراك الآخرين في الحكم لكن ليس في الحكومة". ولام القائد الطاجيكي أحمد شاه مسعود ورأى أنه "يقاتل دون هدف سياسي". وعن السياسة الإيرانية في أفغانستان رأى أن ثمة تناغم و توافق تام و تطابق في وجهات النظر بين السياسة الإيرانية و الأميركية في أفغانستان. ولم يستبعد أن تلعب إيران دور الشرطي من جديد في المنطقة على غرار سياسة الشاه في ظل الترهل العربي. واشاد بالنجاحات المذهلة التي حققتها الحركة على صعيد الأمن والإستقرار في بلد كانت تحكمه مليشيات متحاربة.