بدأ كل شيء مع مقال في ثلاثة اجزاء نشرها عالم الماني شاب لا تتجاوز سنه السادسة والعشرين في "حوليات الفيزياء الالمانية" في العام 1905. وهذا المقال لم يكن من شأنه، فقط، ان يسبغ الشهرة على العالم الشاب، بل كان من شأنه ايضاً ان ادخل العالم في مجالات لا سابق لها في التاريخ، والخبراء الذين اطّلعوا على المقالات سرعان ما ادركوا اهميتها، فتحدثوا عن صاحبها، ويدعى البرت اينشتاين بوصفه كوبرنيكوس جديد. واينشتاين، كتب يومها مقاله المثلث بلغة ادبية رفيعة المستوى، قابلة للقراءة، خاصة وانها خلت من المعادلات الرياضية المعقدة، واستندت الى بعض السوابق العلمية التي عرضها المؤلف يستنتج منها ما سيعرف منذ ذلك الحين ب"نظرية النسبية". في الجزء الاول استعرض المؤلف حركة الجزئيات في السوائل؟ وفي الجزء الثاني الذي مكن المؤلف من الحصول على جائزة نوبل في الفيزياء لاحقاً عرض المؤلف نظرية حول امتصاص الضوء عن طريق "الكوانتا" التدرجية بدلاً مما كان معروفاً من امتصاصه ومحاكاته عن طريق موجات متواصلة. اما في الجزء الثالث، فعرض نظرية "النسبية" التي تؤكد ان الزمان والمكان، اللذين كان معتقداً انها مطلقان، انما هما نسبيان. وبهذا فتح الآفاق امام مختلف الاختراعات، وامام العصر النووي وعصر الفضاء، بشكل يجعل الكثيرين يرون ان القرن العشرين انما بدأ، حقاً، مع نشر ذلك المقال المثلث.