اسلام آباد، انقرة، الدوحة - "الحياة"، أ ف ب - وصل الزعيم الباكستاني الجنرال برويز مشرف امس الى تركيا قادماً من قطر في زيارة تستغرق يوماً واحداً هي الاولى التي يقوم بها الى دولة من حلف الاطلسي منذ استيلائه على السلطة بعد الانقلاب في باكستان. وجدد وزير الخارجية الباكستاني الجديد عبدالستار في مؤتمر صحافي عقده في اسلام آباد امس رفض حكومته تحديد اطار زمني لعودة الديموقراطية الى باكستان. وقال مشرف رداً على اسئلة صحافيين لدى نزوله من الطائرة في انقرة ان بلاده ستعود الى الديموقراطية "عند بلوغ الاهداف المطلوبة" من دون تحديد موعد لاجراء انتخابات تشريعية. واكتفى بالقول انه "سيجري تنظيم انتخابات بعد تهيئة ظروف افضل". وكان من المقرر ان يلتقي مشرف الرئيس التركي سليمان ديميريل ورئيس الوزراء بولنت اجاويد، ويعقد مؤتمراً صحافياً امس. وقال ديميريل، الذي زج في السجن مثله مثل اجاويد بعد الانقلاب العسكري في تركيا عام 1980 للصحافة انه على الدول ان تحترم بشكل متبادل هوياتها. واضاف ان "الطريقة التي وصل فيها الجنرال مشرف الى الحكم هي مسألة اخرى ... احتفظ لنفسي بتعليقاتي حولها". واضاف "لدينا علاقات اخوية وثيقة جداً مع باكستان". وكان الجنرال مشرف زار في نهاية تشرين الاول اكتوبر السعودية والامارات في اول رحلة له الى الخارج منذ توليه السلطة في 12 تشرين الاول اكتوبر بعدما اطاح بحكومة رئيس الوزراء نواز شريف. وسيغادر انقرة اليوم متوجهاً الى الكويت. يشار الى ان الجنرال مشرف عاش في تركيا بين عامي 1949 و 1956 عندما كان والده يعمل في السفارة الباكستانية وهو يتكلم التركية بطلاقة. وكان مشرف انهى اول من امس زيارة الى قطر حيث اجرى محادثات مع أمير الدولة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وقال ان زيارته استهدفت توضيح حقيقة الاوضاع في بلاده وكسب ثقة وتأييد قطر للوضع الجديد. واكد في تصريح لوكالة الانباء القطرية ان مستقبل الديموقراطية في بلاده سيكون "جيداً للغاية" بالمقارنة بما كان في السابق. وعلى صعيد المبادرة التي اتخذتها باكستان بسحب جزء من قواتها من الحدود مع الهند، عبّر مشرف عن الاسف لان الهند لم تبد أي استجابة. لكنه قال للوكالة ان ذلك لم يصبه بخيبة أمل. واكد الزعيم الباكستاني الجديد رغبته التوصل الى حل لمشكلة كشمير. وقال انه سيواصل خفض القوات الباكستانية على الحدود مع الهند، وتساءل اذا كانت نيودلهي راغبة في التعاون مع بلاده في هذا الشأن. وفي اسلام آباد، قال وزير الخارجية الباكستاني الجديد عبد الستار في اول مؤتمر صحافي له منذ توليه منصبه في الحكومة: "نأمل الاّ يصر الغرب على وضع جدول زمني لعودة الديموقراطية، فنحن نريد الديموقراطية الحقيقية التي تشتمل على التسامح والحرية والنزاهة والعدالة والمساواة". وعن تحديد الجدول الزمني الذي سيستغرقه ذلك، سيما مع اصرار رابطة دول الكومنولث والولايات المتحدة على تحديد هذا الجدول، قال عبد الستار "من الصعب معرفة الفترة التي ستستغرقها هذه الاصلاحات الضرورية لديموقراطية حقيقية يمكن تطبيقها". واكد الوزير الباكستاني مجدداً على سياسة بلاده القائمة على تمتين العلاقات مع الدول الخليجية وايران وافغانستان، وكذلك الصين واليابان والولايات المتحدة. ودعا كل الاطراف المحلية في افغانستان والجهات الدولية المعنية بالازمة الافغانية الى بذل الجهد من اجل المساعدة في حل الازمة. واشاد بالدور الذي لعبته المملكة العربية السعودية وايران إبان فترة الجهاد الافغانية وتوقيع اتفاقية اسلام آباد في 1993. وعبّر عبد الستار عن رغبة كبيرة في تحسين العلاقات مع الخصم التقليدي الهند، والسعي الى احتواء الخطر النووي في منطقة جنوب آسيا. كما دعا الهند الى حوار جدي من اجل حل المسألة الكشميرية.