اكدت مصادر مطلعة ل"الحياة" وجود عدد من "المؤشرات الايجابية" لانتهاء فترة الجمود بين سورية ومصر المستمرة منذ بضعة اشهر. واشارت المصادر السورية الى ان مسؤولين مصريين ارسلوا عدد من الاشارات ل"طي صفحة البرود"، بينها حديث لوزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى مع التلفزيون السوري الرسمي اكد فيها ان العلاقات بين البلدين "استراتيجية" و"ثابتة ومستقرة". وتجمدت العلاقات اثر رفض سورية مشاركة رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات في قمة خماسية تضم دول الطوق دعت اليها مصر بعد الانتخابات الاسرائىلية، ثم قيام مسؤولين مصريين بتركيز الجهود الديبلوماسية على المسار الفلسطيني وصولاً الى توقيع اتفاق شرم الشيخ في بداية ايلول سبتمبر الماضي. لكن تبادل الاشارات بدأ في الشهور الاخيرة، اذ ان الحكومة المصرية قلدت السفير السوري في القاهرة الدكتور عيسى درويش وساماً بعدما استقبل الرئيس حافظ الاسد السفير المصري في دمشق محمود شكري لمناسبة انتهاء مهماته. وعلمت "الحياة" ان الحكومة السورية وافقت اخيراً على تمديد فترة بقاء الدكتور دوريش في القاهرة بعدما كان مقرراً ان يعود في 13 الجاري مع ستة سفراء آخرين قررت دمشق في 13 ايلول الماضي سحبهم واعطتهم فترة شهرين للعودة. وفيما اكدت المصادر السورية عدم وجود "رابط" بين بقاء السفير السوري و"طي الجمود"، فإن حديث الجانب المصري عن احتمال قيام العقيد الركن الدكتور بشار الاسد بزيارة القاهرة جاء في اطار رغبة مصر في تجاوز ما حصل. وكان متوقعاً ان يبث التلفزيون السوري مساء امس حديث الوزيرموسى. وجاء في الحديث الذي اطلعت "الحياة" عليه، ان "العلاقة السورية-المصرية ثابتة ومستقرة ومهمة" خصوصاً في المرحلة المقبلة حين "سنواجه عدداً من التحديات". وزاد ان المسؤولين في البلدين "يريدون علاقة استراتيجية وليست تكتيكية". وسئل الوزير موسى عن موقفه من عملية السلام واحتمال استئناف المفاوضات السورية - الاسرائىلية، فاجاب: "رغم كل التردد والمماطلة، فإنه في غضون سنة او سنتين اي في المدى القصير، يمكن ان تنتهي عملية السلام الى اتفاقات سلمية واغلاق ملف النزاع العربي-الاسرائىلي"، مؤكداً ان "الموقف السوري سليم، في ان جوهر المفاوضات واي اتفاق سلام يجب ان يكون الانسحاب الكامل من الجولان الى الخطوط والمواقع التي كانت فيها القوات الاسرائىلية في 4 حزيرانيونيو 1967... وان يكون الامن متبادلاً ومضموناً للطرفين، وان لا يكون امن اسرائىل على حساب اي طرف".