زعم مسؤولون في ادارة الرئيس بيل كلينتون ان السيد صلاح ادريس ، صاحب مصنع "الشفا ء" للادوية في الخرطوم الذي قصفته الولاياتالمتحدة الشهر الماضي للاشتباه في انتاجه مواد كيماوية هو "واجهة" او "عميل" لاسامة بن لادن . وقال مسؤول في لقاء مع صحافيين في واشنطن، مستهدفاً على ما يبدو تقديم مبرر لقصف المصنع، ان عيّنة التراب التي قالت واشنطن انها تؤكد ان المصنع يُنتج او يُخزّن فيه أحد عناصر "في. أكس"، انما أُخذت من مكان "لا يبعد سوى امتار"، من مصنع الادوية. وأكد المسؤول "ان المعلومات من مصادر عدة مختلفة تشير الى ان صلاح ادريس واجهة او عميل لبن لادن". واضاف: "لديه ادريس تاريخ في الارتباط به بن لادن، وقد عمل وكيلاً تجارياً له في السابق". وعندما طلب منه توضيح طبيعة المعلومات عن علاقة ادريس بابن لادن، اكتفى بالقول ان العلاقة بين الرجلين مستمرة. "ان معلومات الاستخبارات التي حصلنا عليها تشير الى ان هناك علاقة مستمرة بينهما في مجالات مختلفة، سواء في مجال الاعمال او القضايا الاسلامية". وزعم المسؤول الأميركي ايضاً ان مديراً في مصنع "الشفاء" يدعى عثمان سليمان على علاقة ببن لادن. وقال: "الاضافة الى ذلك، ان الرجل الذي عُرّف بأنه مدير مصنع الشفاء، واسمه عثمان سليمان، يعيش في منزل كان يشغله بن لادن عندما كان يعيش في السودان قبل ان يُطرد منه" في 1996. وشدد المسؤول على ثقة بلاده بالعميل الذي حصل على عيّنة التراب وكذلك بنوعية العيّنة، والتحليلات التي خلصت الى ان يُنتج او تُخزّن فيه المادة التي تدخل في صنع غاز "في. أكس". وقال ان العيّنة أُخذت من على "بُعد امتار" من المصنع، وان عيّنات أخرى أُخذت من أماكن أخرى في السودان يُشتبه بها لكن تحليل هذه العيّنات لم يُظهر اي علاقة لها بصنع اسلحة كيماوية. ورأى ان ذلك لا يعني ان السودان مُنشغل بصنع اسلحة كيماوية، لافتاً الى ان بعض المكونات الكيماوية استخداماً مزدوجاً. غير انه قال انه لا يستطيع ان يجزم بأن ليست في السودان حالياً مصانع أخرى لانتاج اسلحة كيماوية، مشيراً الى ان هناك مواقع أخرى لم تؤخذ عيّنات منها لفحصها. وأوضح ان اهتمام الاستخبارات الاميركية بمصنع "الشفاء" يعود الى العام 1996 عندما لوحظ للمرة الأولى انه محاط ب "وجود عسكري كثيف او ملحوظ". وأصر المسؤول على ان اسامة بن لادن يرغب في الحصول على قدرات اسلحة كيماوية، وان علاقة المصنع المزعومة بهذا الرجل شكّلت "خطراً واضحاً" على الاميركيين، وأدت الى اتخاذ قرار بشن الهجوم عليه. وتابع: "ان معلوماتنا الاستخباراتية أشارت منذ بعض الوقت الى ان بن لادن يتابع تطور السلاح الكيماوي في إطار منظمته، بالتعاون مع الجبهة القومية الاسلامية ... ففي منتصف التسعينات، على سبيل المثال، كان بن لادن يعمل مع السودانيين على اجراء اختبارات على مواد مُسمّة مختلفة وعلى تطوير الوسائل والتقنيات لانتاجها واستخدامها. اننا نعلم أيضاً انه قدّم دعماً مالياً مُهماً الى السودان لبناء تعاونية الصناعات العسكرية. ونعرف كذلك علاقته بزعيم الجبهة القومية الاسلامية حسن الترابي، والترابي قال علناً ان تعاونية الصناعات العسكرية ستقدم اسلحة وذخائر لاستخدامها ضد دول يُنظر اليها على انها عدوة للاسلام ... تحدث بن لادن عن استخدام اسلحة كيماوية، ولدينا تقارير استخباراتية تشير الى انه تصوّر استخدام اسلحة كيماوية كاداة ارهابية ضد أميركيين". ولم يستطع المسؤول التحديد هل انتج "الشفاء" فعلاً غاز "في. أكس" وصُدّر الى خارج السودان.