بغداد - أ ف ب - شككت صحيفة "الثورة" الرسمية العراقية في صدق نيات تركيا في تعزيز علاقاتها مع بغداد واعتبرت انها "وليدة مخاوف تركية خاصة" وان ما تسعى اليه انقرة هو الحصول على ضمانات لعدم انشاء دولة كردية. وقالت الصحيفة الناطقة باسم حزب البعث الحاكم في بغداد "اننا نعتقد في ضوء التجربة ان المسؤولين الاتراك يبحثون عن تطمينات وانهم على استعداد للتراجع عما صرحوا به بمجرد ان يتلقوها". لكن الصحبفة أضافت "ان يد العراق ما تزال ممدودة بود واخلاص لتركيا"، معربة عن الامل في ان "يعيد المسؤولون الاتراك النظر في حساباتهم ويراجعوا سياساتهم على أساس ما اكتشفوا" من سياسة "الخبث" التي تنتهجها واشنطن ولندن. وكان نائب رئيس الوزراء التركي بولند اجاويد اعلن أول من امس ان تركيا ستعين قريباً سفيراً لها في بغداد ليترأس بعثتها الدبلوماسية في العاصمة العراقية التي كانت حتى الآن برئاسة قائم بالأعمال منذ 1992. وجاء الاعلان بعد اتفاق السلام الذي وقع باشراف واشنطن ولندن بين زعيمي الفصيلين الكرديين الرئيسيين في العراق مسعود البارزاني وجلال الطالباني والذي عزز مخاوف تركيا من انشاء دولة كردية على حدودها. وقالت الصحيفة: "لا يبدو لنا الموقف التركي وليد حرص على العراق ووحدة العراق الوطنية وسلامته الاقليمية بل وليد مخاوف تركية خاصة خالصة". واضافت ان الاتفاق الكردي "يتناقض تناقضا حادا مع سياستها تركيا الخاصة تجاه اكراد تركيا ولو لم يكن الامر كذلك لما ظهر المسؤولون الاتراك بمثل هذا القلق ولما تناوبوا في الاعراب عنه بهذا الوضوح". في مقابل ذلك، رحب رئيس لجنة العلاقات العربية والدولية في المجلس الوطني خالد شهاب الدوري بالقرار التركي. وقال الدوري في تصريح لوكالة "فرانس برس" إن القرار "خطوة جيدة على الطريق الصحيح"، مؤكداً "ان مصلحة تركيا الحقيقية هي مع جيرانها ومع العراق".