ريجا - رويترز - تعج عاصمة لاتفيا الهادئة بالحياة وتنبعث في أجوائها نغمات الموسيقى والأغاني من فنانين من أنحاء البلاد تدفقوا بالآلاف لحضور مهرجان الغناء والرقص. وتحوّلت ريجا إلى مسرح هائل حيث بدأ المهرجان أول من أمس ويستمر أسبوعاً. فرق مختلفة بأزياء تقليدية زاهية الألوان رسمت لوحات حية في شوارع المدينة. وتزين المسارح لافتات ضخمة للمهرجان المرح الذي يقام كل خمس سنوات. ويشترك في مهرجان هذا العام 28 ألفاً من المغنين والراقصين والمؤدين، وينتظر ان يشهد العروض عشرات الآلاف من المتفرجين. وقال زائر أجنبي: "إنني اتطلع حقاً إلى هذا المهرجان. إنها تجرية فريدة". وستكون ذروة المهرجان حفلين موسيقيين كبيرين في مدرج في الهواء الطلق بالمتنزه الرئيسي يومي الرابع والخامس من الجاري عندما يقف على خشبة المسرح 14 ألف مغن ومغنية يحملون الشموع لوداع الشمس عند الغروب. ومهرجان الرقص والغناء حدث ثقافي رئيسي لكل مواطن من لاتفيا بما ذلك من يعيشون في المهجر منذ العهد السوفياتي. وقال يانيس كوربينكس، أحد منظمي المهرجان: "يحضر المهرجان لاتفيون من مختلف بقاع العالم. من الولاياتالمتحدة وكندا وبريطانيا واستراليا. إنه تراثنا". المهرجان الاول بدأ في 1873 ليجسد تضامن شعب هذه الدولة البلطيقية الصغيرة في تعبير عن هويته الوطنية التي سحقها جيران أقوياء مثل ألمانياوروسيا. وجاء المهرجان الاول أثناء "الصحوة الوطنية" في نهاية القرن الماضي عندما تطلع اللاتفيون إلى قيام أمتهم. وازدهر المهرجان بعد استقلال لاتفيا عن روسيا في 1918 لكنه انقطع أثناء الحرب العالمية الثانية وعند قيام موسكو بضم لاتفيا عام 1940. وطيلة 50 عاماً من الاحتلال السوفياتي تحول المهرجان إلى تمجيد الشيوعية بأغنيات مثل "أيها اللاتفيون هللوا لستالين" و"لتتمجد أرض السوفيات". وفي نهاية الثمانينات أصبح المهرجان أداة سياسية مرة أخرى عندما بدأت لاتفيا ودويلات بلطيقية أخرى تفلت من قبضة موسكو. وأضفي استغلال الاغنية في النضال الوطني اسم "الثورة الغنائية" على المهرجان. وقال كوربينكس، الذي ينظم المهرجان منذ 10 سنوات: إن أكثر مهرجان أثار عاطفته كان في 1990 عندما استطاع لاتفيون يقيمون في الخارج للمرة الأولى في نصف قرن زيارة الوطن ولقاء أهلهم. وجاء مهرجان 1990 في ذروة حركة تطالب بالانسحاب من الاتحاد السوفياتي. وأعلنت لاتفيا استقلالها ولكن أول اعتراف دولي بها كدولة مستقلة كان في 1991.