عقد أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني محادثات مع الرئيس ياسر عرفات الذي زار الدوحة لساعات عدة أمس. وذكر مصدر قطري رسمي أن المحادثات تناولت "خطوات تطوير مجالات التعاون المختلفة والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في السلطة الفلسطينية والمصاعب التي تواجهها مسيرة السلام في الشرق الأوسط بسبب التعنت الإسرائيلي". وقال عرفات رداً على سؤال في شأن إثارة موضوع توسيع القدس في مجلس الأمن إن "الحكومة الأميركية طلبت مهلة إلى أن يعود الرئيس بيل كلينتون من زيارته الحالية للصين ليعطي موافقته بعد ذلك". وأضاف لوكالة الأنباء القطرية: "ان الفلسطينيين الذين صبروا عامين سيصبرون أيضاً لمدة عشرة أيام أخرى إلى أن يقرر الرئيس الأميركي في هذا الصدد". وحذر عرفات من "أن السلام يواجه مؤامرة إسرائيلية ضخمة من خلال عدم التزام ما تم الاتفاق عليه في البيت الأبيض"، وقال إن الحكومة الفلسطينية الجديدة ستُعلن خلال أسبوعين وستشارك شخصيات جديدة لم تشارك فيها سابقاً. وجدد تأكيده أن الدولة الفلسطينية ستعلن العام المقبل، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني "سيظل الرقم الصعب والأساسي في معادلة الشرق الأوسط". وحضر المحادثات من الجانب القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ورئيس الديوان الأميري السيد عبدالله بن خليفة العطية ووزير الكهرباء والماء رئيس بعثة الشرف المرافقة لعرفات السيد محمد علي السبيعي، فيما حضرها من الجانب الفلسطيني أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس والممثل الشخصي للرئيس الفلسطيني سليمان الشرفا والمستشار الاعلامي للرئيس نبيل أبو ردينة والقائم بأعمال السفارة الفلسطينية في قطر السيد تحسين الميقاتي. وعلمت "الحياة" من مصادر فلسطينية أن المحادثات تناولت أربع قضايا رئيسية "تتمثل في موضوع عقد قمة عربية موسعة، والتوسع الاستيطاني في القدس، وتوقف عملية السلام، ورفع مستوى التمثيل الفلسطيني في الأممالمتحدة إلى مستوى عضو كامل". وعلم أن السلطة الفلسطينية طلبت دعماً قطرياً لموضوع رفع مستوى التمثيل الفلسطيني في الأممالمتحدة. وقالت المصادر إن قطر "تقف مع الاجماع العربي في شأن عقد قمة عربية موسعة تحضرها الدول العربية كافة، كما أن الموقف الفلسطيني يؤيد هذا الطرح". وكشفت أنه تم الاتفاق على "اعطاء الجانب الأميركي فرصة شهر ونصف الشهر من الآن لطرح مبادرته على إسرائيل"، في شأن تحريك مسيرة السلام. كما اتفق الطرفان على أهمية أن يسبق القمة العربية اجتماع لوزراء خارجية الدول العربية. وقالت المصادر إن عرفات وافق على وجهة النظر القطرية التي رأت "اعطاء مهلة مدتها شهر ونصف الشهر لأميركا لطرح مبادرتها على إسرائيل". ونوهت المصادر الفلسطينية "بموقف قطر الداعم للشعب الفلسطيني والسلام الشامل والعادل وضرورة تطبيق اتفاقات أوسلو والقاهرة ومدريد". وأفادت المصادر الفلسطينية التي شاركت في الاجتماع أن أمير قطر "أكد مجدداً ضرورة التزام إسرائيل تطبيق الاتفاقات الموقعة"، وهي "اتفاقات أوسلو ومدريد والقاهرة". وتوقعت "دعماً قطرياً أكبر"، لافتة إلى أن "قطر تعارض التوسع الاستيطاني، خصوصاً في القدس، وترى أنه يعرقل مسيرة السلام". وعلم ان أبرز ما اتفق عليه الجانبان القطري والفلسطيني أمس يتمثل في ضرورة عقد قمة عربية وأهمية التشاور بين الدول العربية واتخاذ مواقف عربية موحدة"، إضافة إلى اتفاق الجانبين على اعطاء أميركا مهلة مدتها شهر ونصف الشهر للتفاوض مع إسرائيل" في شأن سبل دعم مسيرة السلام. وأكدت المصادر "عدم طرح أو الخوض في موضوع العلاقات القطرية - الإسرائيلية خلال المحادثات". وقال مصدر فلسطيني: "هذا شأن قطري محض". يذكر ان قطر جمدت علاقتها مع اسرائيل بعد تولي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو السلطة. وغادر عرفاتقطر متوجهاً إلى البحرين